اختار أنور إبراهم أحد أشهر الموسيقيين في تونس أن يتخلى عن آلة العود التي رافقته باستمرار إلى حين مفضلا هذه المرة أن ينقل إحساسه للناس عبر عزف سينمائي على آلة التصوير.
حمل إبراهم الكاميرا ليسجل أول فيلم وثائقي له عن الحرب اللبنانية الإسرائيلية العام 2006 مسجلا بعض الشهادات لعدد من المثقفين اللبنانيين.
وعرض فيلم (كلمات بعد الحرب - لبنان صيف 2006) لأول مرة بتونس ضمن فعاليات الفيلم الوثائقي.
انتقل إبراهم من الموسيقى إلى السينما لينقل شهادات مثقفين لبنانيين عن حرب صيف 2006 من بينهم الكاتب الروائي والشاعر عباس بيضون والإعلامي جوزيف سماحة.
ويعتبر إبراهم المولود في تونس العام 1957 من أشهر عازفي العود في تونس ويحظى بصيت ذائع في أوروبا حيث يقدم الكثير من الحفلات بالمسارح الأوروبية يعرض خلالها عدة أعمال ناجحة مثل «البرزخ» و»حكاية الحب غير المعقول» و «مدار» و «خطوة القطة السوداء».
وصبغ إبراهم فيلمه الذي أنتجته شركة (فاميليا) بموسيقاه مسترجعا لحظات صعبة ومريرة عاشها اللبنانيون جراء القصف الإسرئيلي الذي أوقع ضحايا مدنيين خلال مواجهات مع حزب الله اللبناني.
وفي بيروت التقط إبراهم اللحظات الأولى لمجتمع خارج من ذهوله وترك لمجموعة من المبدعين أن يبوحوا بجراحهم ويجاهروا بمواقفهم.
وبدا بيضون شديد التأثر في شهادته معتبرا أن «المقاومة أعادت له مواطنته» على رغم اختلافه الآيديولوجي الشديد مع حزب الله.
ومن بين الشهادات المؤثرة التي نقلها فيلم (كلمات بعد الحرب) شهادة للراقصة المسرحية هانية مروة التي روت كيف تحولت رغبتها في الرحيل عن لبنان جراء الدمار إلى رغبة في البقاء معتبرة ذلك شكلا من أشكال المقاومة والصمود.
وقال إبراهم قبل عرض الفيلم للصحافيين «عشت حيرة بعد حرب لبنان... سمعنا الجميع من سياسيين ومحللين وأردت أن أسمع الناس تحاليل المثقفين لأنها صادقة أيضا وتنقل مشاعر الكثير من الناس».
وجاءت الشهادات في الفيلم مزيجا عقلانيا مثيرا من الفلسفة والسياسة والفن عرف إبراهم كيف يوظفه في سياق سينمائي يجمع بين الوثائقي والرؤية الإبداعية.
واستحوذ الفيلم على إعجاب الجمهور على رغم أنه أول تجربة سينمائية للموسيقي إبراهم. وظل الجمهور يصفق بعد الفيلم الذي دام ساعة. وعن سر تفضيله للكاميرا على الموسيقى هذه المرة قال إبراهم «ليس صحيحا إني عجزت عن التعبير بالموسيقى بل كنت مشغولا بمشروع موسيقي آخر ولم أرد أن تتداخل عندي الأمور لذلك التجأت للكاميرا».
وأضاف «لاتنسوا أن لي علاقة بالسينما إذ شاركت بالموسيقى في عدة أفلام تونسية منها (صمت القصور) لذلك اخترت أن أحمل الكاميرا وأتوجه إلى لبنان مباشرة بعد نهاية الحرب».
العدد 2050 - الأربعاء 16 أبريل 2008م الموافق 09 ربيع الثاني 1429هـ