«إنه تحقيق لحلم ظل يراودني منذ 15 عاما»... هكذا صرحت الإعلامية الأميركية الشهيرة أوبرا وينفري -53 عاما -، مؤكدة أنه سيصبح لديها شبكة قنوات خاصة بها تحمل اسم «OWN» اختصارا لاسم «شبكة قنوات اوبرا وينفري»، على أن تبدأ البث من العام المقبل.
تستهدف القناة تقديم خدماتها إلى ما يقرب من 70 مليون منزل أميركي عن طريق الاشتراك، والبث عن طريق القمر الصناعي، وهي الصفقة التي عقدتها وينفري في 15 يناير/كانون الثاني مع شركة الاتصالات «ديسكفري»، على أن تكون شبكة وينفري بدلا من شبكة قنوات ديسكفرى الصحية.
وتأتي هذه الشبكة التلفزيونية لتكون بمثابة تتويج لإمبراطورية أوبرا الإعلامية التي تشمل برنامجها الحواري الناجح، الذي يحوز نسبة مشاهدة مرتفعة جدا، ومجلة «المرأة» وشبكة المحطات الإذاعية (XM) عبر القمر الصناعي، وموقعها الخاص على شبكة الإنترنت، وشركة إنتاج الأفلام السينمائية التي تعمل كلها تحت قيادتها.
وينفري صرحت لوكالة اسوشيتدبرس قائلة «هذا هو التطور الطبيعي لما كنت أعمله كل يوم... والآن ستتاح لي الفرصة لعمل هذا 24 ساعة في اليوم... من على منصة ستستمر للأبد».
وسترأس وينفري بالطبع مجلس إدارة الشبكة التلفزيونية التي ستمتلكها شركتها «هاربو للإنتاج» مناصفة مع ديسكفري، وفي مقابل استخدام شبكة القنوات الكائنة فعلا - التي تديرها ديسكفري- ستعطيهم وينفري نصف ملكية موقعها على شبكة الإنترنت (oprah. com).
وتمتلك ديسكفري 13 شبكة تلفزيونية في الولايات المتحدة الأميركية منها ديسكفري وTLC وكوكب الحيوانات (Animal Planet) وشبكة ديسكفري الصحية، التي كانت أقلها نجاحا. وكان رئيس مجلس إدارة ديسكفري ومديرها «دافيد زاسلاف» يبحث عن أفكار لما يفعله بها حين قدمت إليه زوجته نسخة من مجلة «أوبرا».
وعلى الفور اقترح على أوبرا فكرة المشاركة وتوافق أن كانت أوبرا تتصفح مذكراتها القديمة ووقع بصرها على ما كتبته بتاريخ الـ24 من مايو/آيار 1992 من فكرة أن تكون لديها شبكة قنوات تلفزيونية.
وتقول وينفري «جاء دافيد وحدثني حقا عن الحلم الذي ظل يراودني لمدة 15 عاما، وشعرت حقا بذلك وقلت له: لا أصدق أنك تقول هذا».
من جهته يؤكد زاسلاف أن مهمة ديسكفري الأساسية تدور حول المعرفة وإشباع الفضول، وأضاف « هذا شيء صحيح تماما وفي الموقع المناسب».
ترتيبات النقلة الجديدة
تدور تصورات وينفري عن الموضوعات التي ستتناولها القنوات في موضوعات مثل المال والصحة والوزن والعلاقات وتنشئة الأطفال وتربيتهم.
ومن المتوقع أن تستعين ببعض الخبراء في هذه الأمور ممن تستضيفهم في برنامجها الحواري التلفزيوني وفي محطتها الإذاعية.
وبينما تُعتبر وينفري الواجهة الأساسية لهذه الشبكة إلا أنها لن تستطيع الوجود بشكل مكثف على الأقل في البداية، فهي ملتزمة بعقدها مع قناة أوكسجين لتقديم برنامجها الحواري حتى العام 2011، وهو العقد الذي يمنعها من إذاعة برنامجها على شبكتها الجديدة.
ولكن بعد انتهاء عقدها يمكنها الاستمرار في تقديم برنامجها في التلفزيون الأرضي أو على الشبكات الفضائية ذات الاشتراك، بل ويمكنها التوصل لاتفاق يمكنها من إذاعة إعادة لبرنامجها على (OWN)، خصوصا أنه من دون برنامجها الحواري الشهير يمكن أن تقل نسبة المشاهدة للشبكة التلفزيونية، وبالتالي تقل قيمة الشبكة.
وكانت وينفري صرحت هذا الخريف بأنها بحاجة إلى التفكير فيما اذا كانت ستستمر في تقديم برنامجها إلى ما بعد العام 2011.
وينفري كانت من المستثمرين الأوائل البارزين في تأسيس شبكة قنوات «أوكسجين» للمرأة في مطلع التسعينات، ولكن أوبرا تقول «إنها سرعان ما أدركت أن أوكسجين لا تعبر عن (صوتها)، وبالتالي انسحبت من مجلس الإدارة بعد عدة اجتماعات». توضح وينفري «الفرق هنا هو أنه سيكون لدي قدرة على التحكم أكثر وهناك تصور لما أريد أن أفعله بتلك الشبكة التلفزيونية».
شبكة أوكسجين أيضا كانت مبتدئة في صناعة أصبح من الصعب فيها تقديم شبكات جديدة، بينما شبكة (OWN) سيكون لديها ميزة أنها موجودة فعلا في ثلاثة أرباع منازل الأميركيين ممن يقتنون أجهزة تلفزيون.
العدد 2052 - الجمعة 18 أبريل 2008م الموافق 11 ربيع الثاني 1429هـ