العدد 2055 - الإثنين 21 أبريل 2008م الموافق 14 ربيع الثاني 1429هـ

رصاص القناصة يثير الرعب في مدينة الصدر

يواجه المدنيون العالقون في المواجهات في مدينة الصدر تهديدا جديدا هو رصاص القنص الذي أكد بعضهم أن جنودا أميركيين يقفون وراءه بينما رأت القيادة الأميركية أنه اتهام «غير معقول».

وترتسم على وجه الطفل علي مرتضى الذي يرقد داخل أحد مستشفيات مدينة الصدر ابتسامة على رغم الآلام التي تسببها إصابته برصاصة مصدرها مجهول وأنبوب بلاستيكي يخرج من أنفه ويعوق تنفسه.

وجرح مرتضى كغيره من كثيرين من الأطفال والفتية الذين أصيبوا برصاص في البطن والساقين أطلق من أسطح مبان أصيبت بدمار خلال المواجهات الدائرة منذ أكثر من أسبوعين في المدينة التي تضم أكثر من مليوني نسمة. وقال ثروت عباس (26 عاما) الذي أصيب برصاصتين في بطنه وفخذه الأيسر، «كانت هناك اشتباكات عنيفة في محلتنا توقفت بعد حين فخرجت من البيت لاستدعاء أخي الأصغر فأصبت فجأة برصاصة في بطني وساقي».

ووصل مئات آخرون مثل مرتضى إلى مستشفيات مدينة الصدر، إثر إصابتهم برصاص لم تعرف مصادره، ما دفع أقارب هؤلاء وقادة محليين إلى صب كامل غضبهم على الجنود الأميركيين الذين ينتشرون في مدينتهم. واتهمت والدة مرتضى «القناص الأميركي» بإطلاق الرصاص على ولدها الوحيد. وقالت لوكالة «فرانس برس» وهي تقف قرب سرير ولدها «من يطلق النار على ابني؟ محلتنا متوترة والجنود الأميركيو ينتشرون حولنا».

من جهته، قال عباس «لا أعرف من أصابني بالرصاص لكنني واثق أنه جندي أميركي». وأضاف وهو يشير إلى نافذة قريبة «حتى المستشفى لم يسلم من رصاصهم، فقد أصابت رصاصة هذا الشباك القريب من سريري»، في إشارة إلى استهداف المستشفى برصاص جنود أميركيين.

لكن القوات الأميركية تنفي هذه الاتهامات. وقال المتحدث باسم القوات الأميركية في بغداد الكولونيل ستيفن ستوفر «ليس هناك جندي أميركي يستهدف المدنيين الأبرياء من أي سن (...) نحن لا نفعل ذلك». وأضاف أن «الاتهامات بأننا نستهدف المراهقين الأبرياء والأطفال والنساء والرجال غير معقولة. أبلغ الأم التي جرح ابنها أن قلوبنا معها لكن ابنها لم يستهدف من قبل قناص أميركي».

لكن النائب عن التيار الصدري فلاح شنشل أكد أن «القناصة الأميركيين ينتشرون على سطوح المباني»، موضحا أنه «من الصعب التنقل الآن (في المدينة) وخصوصا في المساء».

من جهته، أكد الطبيب علاء حيدر من مستشفى الصدر أن «عددا كبيرا من الأشخاص أصيب برصاص يبدو أنه رصاص قناص»، موضحا أن بين العيارات النارية «رصاصا أميركيا».

وأضاف أن «الرصاص العشوائي يصيب أي مكان (في الجسم) لكن هؤلاء الناس أصيبوا بمناطق محددة في البطن والساق». وتابع «خلال العمليات الجراحية عثرنا على رصاص داخل أجسامهم بينها رصاصات أميركية. نستطيع تمييز الرصاص الأميركي من الرصاص العراقي».

بدوره، قال ستوفر إن «الإصابات قد تكون نتيجة إطلاق نار غير دقيق من قبل الميليشيا». وأضاف «إطلاق نار كهذا يصيب ويشوه ويقتل الأبرياء».

وتابع «لا يبدو أن أحدا سأل المجرمين القتلة والإرهابيين عما يشعرون به إزاء ما يقع للعراقيين الأبرياء». وأضاف أن «قلبي ينفطر لكل الضحايا الأبرياء في مستشفى الصدر والمستشفيات الأخرى في بغداد». وأكد أن «الجنود الأميركيين لا علاقة لهم بذلك».

وتؤكد القوات الأميركية أنها تقاتل «مجرمين» يستهدفون المنطقة الخضراء، حيث مقار السفارة الأميركية والحكومة العراقية، بالصواريخ. وقال قائد عسكري أميركي «نرد على التهديدات التي تستهدفنا وتستهدف القوات الأمنية العراقية»، في إشارة إلى قذائف الهاون والصواريخ التي تطلق على المنطقة الخضراء.

وأشار إلى «سقوط نحو 596 قذيفة هاون وصاروخا بين 23 مارس/ آذار و12 ابريل/ نيسان الجاري، على المنطقة الخضراء» مؤكدا أن «سبعين في المئة منها أطلقت من مدينة الصدر».

العدد 2055 - الإثنين 21 أبريل 2008م الموافق 14 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً