العدد 2060 - السبت 26 أبريل 2008م الموافق 19 ربيع الثاني 1429هـ

المعلم الكشكول أو المعلم المتخصص «المدرب»

يعد معلم التربية الرياضية الركيزة الأساسية لمادة وبرامج وأنشطة التربية الرياضية المدرسية وعليه يتوقف مدى وفعالية ونجاح مادة التربية الرياضية، فهو يقوم بتطبيق مناهج التربية الرياضية وينظم أنشطة ومسابقات داخلية ويقوم بتدريب وإعداد الفرق الرياضية للمسابقات الخارجية ويقوم في تحكيم المباريات الرياضية ويساهم مع إدارة المدرسة في قيادة اللجان والبرامج والفعاليات المدرسية وتنظيم المهرجانات والاحتفالات الوطنية ومن الممكن أن يقوم بمهمات الإشراف الإداري... إلخ من الأعمال اليومية المدرسية.

وحديثا ازداد انتقاد المجتمع الخارجي والمسئولين الرياضيين في هذه المجتمعات من اتحادات وأندية ومدربين بالمعلم، إذ تم التشكيك بكفاءات وقدرات وإمكانات معلم التربية الرياضية وبأنها تحولت من مهنة إلى وظيفة يعمل بها من لا يحصل على علم بهدف الكسب من دون الرغبة والاستعداد ويرد المعلمون على هذه الانتقادات بأن المهمات التي يقومون به كثيرة وأن الألعاب الرياضية تتطور وقوانينها تتغير سنويا، كما ان البرامج التطويرية كثيرة ولكنها غير مركزة، وأن الضغوط على المعلمين كبيرة جدا وخصوصا في ظل نقص المنشآت النموذجية المناسبة والتجهيزات البسيطة المتوافرة وقصر الوقت المخصص للمادة.

وحلا لهذه المعضلة يعتقد الكثير من الخبراء التربويين العاملين في مجال الرياضة المدرسية أن الأوان قد آن لإعداد معلم التربية الرياضية المتخصص في الألعاب وهو ما أميل إليه شخصيا وأنادي به منذ سنوات طويلة لحل مشكلة من اكبر مشكلات الرياضة المدرسية، إذ إن الزمن أصبح زمن تخصص وقوانين الألعاب الرياضية ومهارتها الأساسية، ومهارات تتطور بسرعة كبيرة وأن المنهج الموحد التقليدي السابق لا يتناسب مع تطورات العصر ولا رغبات وميول التلاميذ ولا حاجات المجتمع ولا الإمكانات والمنشآت المتوافرة بالمدارس متشابهة بل مختلفة.

وعليه اقترح تجربة برنامج المعلم المتخصص في عدد قليل من الألعاب (2-4 ألعاب) بالمرحة الثانوية على الأقل خلال السنوات القليلة المقبلة، إذ إن هذه المرحلة تشهد تطويرا بنظام توحيد المسارات وأن المقررات الخاصة بهذه المرحلة هي مقررات تخصصية خاصة بكل لعبة على حدة وعليه أن يقوم بتدريسها من لديه القدرة على التدريس بإتقان ومن ثم يتم تعميم ذلك على المرحلة الإعدادية وإن كنت أرى أن المرحلة الابتدائية بحاجة إلى معلم تختلف صفاته وقدراته وإمكاناته عن معلم المرحلتين الإعدادية والثانوية نظرا إلى خصائص النمو الجسمي والانفعالي والحركي لهذه المرحلة.

وختاما أتمنى أن يكون لهذا الرأي دراسة لتطبيقه حتى نستطيع أن نوفر المعلم الذي يقوم بتجويد وتحسين مخرجات التربية الرياضية المدرسية بما يتناسب مع رغبات وتوقعات المجتمع المحلي والخارجي وبما يعكس ذلك على تطور الصحة لدى أبنائنا الطلاب وتنمية مهاراتهم وقدراتهم الحركية والفنية بالشكل السليم.

عصام عبدالله

العدد 2060 - السبت 26 أبريل 2008م الموافق 19 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً