(أ) الشاعر بدر الدوسري، يدفعك دفعا إلى الدخول في حال من الحيرة إزاء نصوصه المتميزة. أصدقاء كثر حرضوني على عدم نشره نصوصه ذات النفَس الطويل (وكل نصوصه بالنفس ذاته) لأن مكانها الطبيعي إصدار خاص (مجموعة شعرية) وليس في الصحافة اليومية، بغض النظر عن مدى جديتها ورصانتها (الصفحات)، لكنني أجدني خاسرا أكبر أمام الكثير من نصوصه إذا استمعت إلى الأصدقاء وتحريضهم البرئ والجميل والمحب في الوقت ذاته. هذا النص خارج دائرة التحريض، لذا سأنشره كما ورد.
شعر - بدر الدوسري
مو عادتك
تترك في وجهي مرايتك
ترحل
ولا اعرف لك طريق
تشبهني في غيم السؤال
تشبهني لكن... مو صديق
مثل السهر
تطوي فـ عيوني وحشتك
مو عادتك
تعّلق العتمة ف جدار
وانا بجروحي انتظر
أتنفس آهاتك نهار
أتنفسّك
كن الدروب الموغلة
أهل وديار... لسكّتك
مو عادتك
تجمع عيونك في يدي
وتصافح
البرق البعيد
تشبهني لكن... من بعيد
كيف أهتدي بك ف الكلام؟!
وانته تصّفحني ورق
سايل على حبري.. العرق
يا صاحبي والله حرام
تكسر جناح الأسئلة
في خاطري
وتفّزع في صدري الحمام
يا صاحبي والله حرام
تكسر زوايا نظرتي
وتحايل اوتاري الجريحة... بغيبتك
مو عادتك
تهجر سوالف خطوتي
يم الرصيف
تغلط بإسمي
فـ كل صيف
وشلون لي مر الخريف؟!
وحتّ فـ رسايلنا العتب
وشلون لي مر الخريف؟!
وطاح السهر
فـ وسادتك
......
مو عادتك
تترك في وجهي ساعتك
حيرة لعقارب
هالظروف
تتكحل بليل الحروف
وشلون اشوف ؟!
وهذا الظلام ف سكّتك
مو عادتك
تمسح غلاي ف نظرتك
تفرش لي ليل وتسرقه
حتى القمر اللي فـ سوالفنا جلس
تخرس شعاعه وتحرقه
حتى الأغاني اللي سمعناها سوا
صرنا نرددها بشقا
يا صاحبي
شلي بقى؟!
وكيف أكتبك يا حبر عمري فـ البياض؟!
وانت البياض اللي يلّوح
من بعيد
مثل الأيادي
اللي تلّوح من بعيد ... مفارقه
كيف اكتبك
وانت مغيب الجرح فيني ومشرقه
كيف أكتبك ... كيف أكتبك
وانا الغريب اللّي منافيه ورقه
تمتد أشجارك معاي
ضحكة بحر تكبر معاي
وتعشقه
مرّت على غصوني فصول
ورّق على وجهي الذبول
وين الحنان اللّي تقول؟!
والا الغياب مر بحنينه وشقّقه
يشربني قلبك ف الرحيل
تشبهني لكن مستحيل
تحني كلامي فـ صفحتك
مو عادتك
تكتبني في آخر هواك
وترتحل
وادري أنا.. وجهك على عيوني
كحل
هاذي مراياي
فـ عيونك تختفي
تتخبى عن عين الشوارع في ذعر
تتحسّس جروحي شعر
وأدري بشظايا نظرتك
دربٍ وعر
وادري الى طارت عصافير الوله
مالت علي بغنوتك
مو عادتك
تصدق معاي
فـ ضحكتك أو دمعتك
تحلف على وردة هواي
سمّعني
قول ف ذمتّك
من ينحني للريح
ولا يبقى جريح؟!
تعبت من يومي
ملّتني همومي
ودّي أنا
ودّي أنا
لو بس ثواني
أستريح
وافهم معاني عادتك
يا صاحبي
مو عادتك
ترحل
ولا اعرف لك طريق
وتنسى في وجهي
مرايتك!
(ب) هذا النص يقدّمنا جميعا إلى العالم من حولنا. أي تقديم له هو بمثابة تخرص وادّعاء وثرثرة لا لزوم لها.
العدد 2065 - الخميس 01 مايو 2008م الموافق 24 ربيع الثاني 1429هـ