قال تعالى: «وقل اعلموا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، فبقدر قرب الأفراد والدول من الله ورسوله حكما ومنهاجا، طريقة واستقامة، يكون قربهم من الله وإلى رسوله (ص)، وبقدر بعدهم عن الله وتمزيق حكمه بالتمييز أو «الطائفية» أو «القبلية» يكون بعدهم عن الله وعن رسوله وعن المؤمنين... لأن الله سبحانه ميزان وميزانه التقوى وحكم الله واحد على الجميع...

وبالتقوى يتمايز الخلق، وما التمييز الحاصل اليوم في أوطاننا إلا لبعد عن الله وعن حكمه.

والخلل يرجع في (فكرة) أصل المرجعية إذ تحسب الدول بما أوتيت من قوة (اقتصاد ومال وسلطة التنفيذ والقضاء) أنه لها، وانها قد ملكت رقاب الناس ودماءها وأعراضها.

والحقيقة أنها لا تملك من الله شيئا... فما رقاب الدول وساستها إلا عنده وما مصيرهم ومالهم إلا إليه سبحانه، وأين المهرب من عدل الله وحكومته وهي الحكومة الكبرى والساحة الأشد وطئا وحرا، ولو علم ساسة البلاد والعباد مال الدنيا وانتهاءها إلى الآخرة الأكبر والأوسع، والحقيقة الأشد وطئا على النفس لفروا مما هم فيه ومن سؤال منكر ونكير ولسلموها لغيرهم هروبا من تبعاتها...

لاحظوا ساسة العباد والبلاد من لدن رسول الله (ص) خير الرسل إلى غيره من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام... كيف كانوا حقا جديرين بملك الله في أرضه يوم ملكهم الله الدنيا والآخرة وما فيهما من عباده ومخلوقاته كيف استحقوا كل هذا.

لم يستحقوا علما فقط، وقد أوتوا العلم والحكمة.

لم يستحقوا الرحمة فقط، بل أوتوا العدل والرحمة معا...

هكذا منحهم الله ما خلق وأعطاهم من نعمه ووهبهم من عنده... وعندهم نختتم حديثنا بما بدأناه...

بقدر إكبار الدولة لحكم الله وتطبيق حكمه ونظامه تقرب من الله وإليه، وبقدر بعدها عن نظام الله وأحكامه تتعرض لمساءلته وناره.

وزيادة على ما مر، فإن رسول الله محمد (ص) لم يبتغ تطبيق حكم الله في أربعة لأجل غرض سياسي يتحتم عليه في ظرف ما، ليترك حكم الله تارة أخرى لغرض سياسي طارئ أو حادث، فحكم الله لا يراعي مصلحة فرد على حساب جماعة، ولا مصلحة فرد في مقابل حكم الله العادل على أرضه دائما وبين عباده، بل حكم الله واحد بالسواسية على العباد كافة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين.

سيدميثم سيدسعيد