كنت في حديث مع معلمة أولى لمادة اللغة العربية بمدرسة بدر الكبرى الابتدائية للبنين عن يوم القراءة العالمي، وبمجرد أن سألتها ماذا فعلت مدرستكن في هذا اليوم؟ وإذا بها تطرح علي سيلا من الفعاليات المتنوعة بمختلف الوسائل التعليمية والطرق المتاحة لها! بدأت بالإشادة باختصاصية مركز مصادر التعلم وبالمعلمات، وبالإدارة التي كان لها الدور البارز في إنجاح تلك الفعاليات، وبعد ذلك انتقلت لتصف ما قامت به مدرستها بالتفصيل، بدأت من الطابور الصباحي الذي يقدم فيه مختلف البرامج الثقافية التي تنمي في الطالب حب الاطلاع والقراءة، ثم أدخلتني إلى الصالة الرياضية التي أقيم فيها مهرجان للقصص بمختلف أنواعها وزعت على شكل أركان، وفيها ركن للقصة الاجتماعية وركن للقصة الدينية وركن للقصة الخيالية وركن للقصة التراثية التي تجسد قصة (أم الخضر والليف) وركن للقصة التاريخية وركن للعرايس وركن خاص للصم والبكم... وفعاليات أخرى كثيرة لا مجال لذكرها جميعها.
وقام الطلاب بتجسيد شخصيات القصص المذكورة بالتمثيل المتقن الذي لاقى استحسان الزوار، ثم انتقلت معها إلى فعالية أخرى لها أهداف تختلف عن الفعاليات السابقة، وتحدثت عنها بإسهاب لما لها من أهمية كبرى كما قالت، لأن أولياء الأمور يشاركون في تنفيذ هذه الفعالية بصورة مباشرة مع الطلاب، إذ قدمت المدرسة دعوات إلى أولياء الأمور للمشاركة مع أبنائهم الطلبة في اختيار القصة المناسبة والقيام بسردها عليهم في مركز مصادر التعلم بالمدرسة... الطريقة كانت سلسلة وبسيطة، إذ قامت اختصاصية مركز مصادر التعلم بالمدرسة وبعض المعلمات بتكليف كل ولي أمر بتختيار قصة يعتقد أنها مناسبة ومفيدة للطلبة ويقوم بسردها على مجموعة من الطلبة قد يصل عددهم إلى خمسة أو ستة. سألتها ما مدى تفاعل أولياء الأمور والطلبة مع هذه الفعالية؟ قالت وبكل ثقة: كان إيجابيا بمعنى الكلمة، وقد لمس ولي الأمر عن قرب ما تبذله المعلمات تجاه أبنائهم الطلبة بصورة مباشرة، وتسلمنا ردود فعل من أولياء الأمور تطلب تكرار هذا العمل سنويا لما فيه من فائدة تربوية وتعليمية للطالب كما يقولون.
بطبيعة الحال هذه الفعاليات التربوية والتعليمية الكبيرة من المؤكد ستكون لها انعكاسات إيجابية على مستويات كثيرة (التعليمي والتربوي والمعنوي)، وما أردت قوله للكوادر الفاعلة من الإدارات والمعلمات واختصاصيات مراكز مصادر التعلم اللاتي اقتطعن من أوقاتهن الخاصة من أجل إثراء العملية التعليمية بفعاليات رائعة ومفيدة، بارك الله في جهودكن وهنيئا لكن النتائج الايجابية التي حققتنها، ونسأل المولى جلت عظمته أن يوفقكن ويوفق وزارة التربية والتعليم لتقدير جهودكن وكفاءاتكن وإخلاصكن لمهنتكن بالتقدير الذي يتناسب مع ما قدمتنه، ونقول بكل صراحة ومن دون مبالغة، هذا ليس غربيا على معلماتنا الفاضلات اللاتي أثبتن في مواقع تربوية وتعليمية كثيرة أنهن قادرات على العطاء المبدع والخلاق، وأقل تقدير لمثل هذه الفعاليات أن يسلط عليها الإعلام المرئي والمقروء والمسموع لإبرازها أمام المجتمع ولتشجيع بقية الهيئات التعليمية على الاستفادة منها... هذا ما نتمناه، ولكن كما يقال، ليس كل ما يتمناه المرء يدركه تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!
سلمان سالم
العدد 2065 - الخميس 01 مايو 2008م الموافق 24 ربيع الثاني 1429هـ