قال باحثون إن هناك سببين منفصلين للإصابة بسرطان الرأس والعنق وهما الإسراف في تدخين التبغ وتناول المشروبات الكحولية وهو السبب المعروف منذ فترة طويلة وكذلك فيروس من الشائع انتقاله من خلال الممارسة الجنسية.
وقال باحثون في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور إن عوامل مخاطر الإصابة تختلف بشكل مثير في سرطان الرأس والعنق لدى الأشخاص المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري «البابيلوما» لدرجة أنه يتعين اعتباره مرضا منفصلا عن حالات المرضى غير المصابين به.
ويتضمن سرطان الرأس والعنق أوراما في الفم واللسان والأنف والتجاويف والحلق والغدد الليمفاوية في العنق.
وقالت أستاذة علم الأورام وعلم الأوبئة الطبيبة ماورا جيليسون: «هذه أورام مختلفة تماما ويتعين أن ننظر إليها على هذا الأساس، فهي تحدث في المكان نفسه. وعوامل خطر الإصابة لا يبدو أنها تتطابق على الإطلاق ولا يوجد أي تفاعل فيما بينها على ما يبدو».
وأضافت أن الاختلاف لا يوجد فقط بين المرضى المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري «البابيلوما» والمرضى غير المصابين به، لكن الأورام تبدو مختلفة أيضا تحت الفحص المجهري. وأضافت أن المصابين بالسرطان المرتبط بالفيروس يميلون للاستجابة بشكل أفضل للعلاج عن أولئك غير المصابين بالفيروس.
ومن المعروف أن فيروس الورم الحليمي البشري «البابيلوما» ينقل جنسيا كما أنه من المعروف جيدا أنه يتسبب في الإصابة بسرطان عنق الرحم والنتوءات التناسلية وهي أورام جلدية معدية تصيب طبقات الجلد العليا.
ويعرف الباحثون منذ العام 2000 أن فيروس الورم الحليمي البشري مرتبط ببعض حالات سرطان الرأس والعنق وخصوصا في الجزء العلوي من الحلق وفي مؤخرة اللسان.
وتركزت الدراسة التي نشرت في دورية المعهد الوطني للأورام على 240 مريضا شخصوا بسرطان في الرأس والعنق في الفترة ما بين 2000 و2006. و40 في المئة منهم تقريبا مصابون بفيروس الورم الحليمي البشري «البابيلوما».
ووجد الباحثون أن هؤلاء المرضى ليست لديهم عوامل المخاطر المعروفة جيدا للإصابة بسرطان الرأس والعنق وهي تدخين التبغ وتناول المشروبات الكحولية والعادات الصحية السيئة في الطعام والمشروبات.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم سرطانات ترتبط بالفيروس لديهم مجموعة مختلفة تماما من عوامل المخاطر ومن بينها سلوكيات جنسية معينة وتدخين الماريغوانا.
العدد 2066 - الجمعة 02 مايو 2008م الموافق 25 ربيع الثاني 1429هـ