«يكفيني أنْ يعرفوا الحقيقة»... هكذا يقول المخرج الفلسطيني يحيى بركات عن فيلمه «راشيل...ضمير أمريكي» الذي يتناول قصة ناشطة السلام الأميركية راشيل كوري التي قتلتها جرافة الاحتلال الاسرائيلي والذي عرض في مهرجان أفلام البحرين الدولي لأفلام حقوق الإنسان الذي يرعاه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ويشارك فيه أكثر من 20 مخرجا سينمائيا من مختلف دول العالم.
«راشيل» ذات الثلاثة والعشرين ربيعا...انها قصة البنت الشقراء التي كان قدرها الموت مع أطفال رفح.
ويوضح بركات أنّ راشيل التي كانت تعيش في أجمل مناطق أميركا آثرتْ أنْ تترك حياتها المترفة لتشاطر الفلسطينيين معاناتهم في « غزّة»...أفقر مناطق الأراضي المحتلة، وحوّلت جسمها الى درع بشري لمواجهة البطش الإسرائيلي.
على إثر مقتلها، طار والداها على جناح السرعة الى غزّة حيث استقبلهما الغزاويون استقبال الأبطال، وقدموا لهما التعازي لمناسبة مصابهما الجلل، فراشيل كوري بنت الثالثة والعشرين كانت على وشك التخرج من جامعة «ايفر كرين» ، ولكن نشاطها وحماسها المنقطع النظير لدعم وتعزيز حركة التضامن العالمي هو الذي دفعها لأن تجازف بحياتها من أجل الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يُقاوم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزّة والضفة الغربية بالحجارة، ولهذا فقد كانت مقتنعة بانْ تكون درعا بشرية في الأقل تمنع الآلة العسكرية الإسرائيلية من تقويض منازل الناس الفلسطينيين البسطاء، لكن التضحية كانت كبيرة حتى في طريقة موتها ومواجهتها لمصيرها المحتوم أمام العنف الإسرائيلي المفرط.
بركات يوضح أنّ « راشيل» عرض في بروكسل كما عرض 33 مرة في الولايات المتحدة، ويقول بركات:» لقد أجهش المشاهدون الأميركيون بالبكاء وهم يرون قصة «راشيل»...ويقولون ماذا نستطيع أنْ نقدّم لكم؟ فقلت لهم: فقط أوصلوا الحقيقة للكونغرس»!.
من جهته يشير السفير الفلسطيني في البحرين أحمد رمضان الى أهمية توظيف السينما في إيصال قضية الشعب الفلسطيني إلى العالم « المجتمع الدولي يحتفي الآن بمرور الذكرى الستين للاعلان الدولي لأفلام حقوق الانسان بينما نحن نحتفي الآن بالذكرى الستين لنكبة الشعب الفلسطيني(...) ستون عاما والعالم يغمض عينيه عن معاناتنا».
العدد 2066 - الجمعة 02 مايو 2008م الموافق 25 ربيع الثاني 1429هـ
