تشهد فعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان التراث الذي ينظمه قطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الإعلام برعاية عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مشاركة 30 محلا متخصصاَ في العطور يعرضون أبرز العطور التقليدية القديمة مثل العود والصندل والياسمين والزعفران والمسك والورد، إلى جانب مشاركة عدد من سفارات دول مجلس التعاون لدى المملكة منها سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بمعروضات تتضمن أشهر العطور التراثية في هذه الدول، فضلا عن مشاركة عدد من الحرفيين والحرفيات منهم صانعو البخور والعود ومصممو الزينة مثل المشموم والمرش المصنوع من الفخار. ويأتي مهرجان هذا العام ليعزز من هذه الصناعة ويحتفي بالمنتج المحلي ويعلي من شأن الثقافة الشعبية.
وقالت رئيسة قسم البرامج التعليمية بمتحف البحرين الوطني زكية زادة في تصريح لوكالة أنباء البحرين، إن قطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الإعلام انتهى من كل التجهيزات الخاصة بافتتاح المهرجان، لافتة إلى أنه تم اختيار الطيب والعطور التقليدية لكي تكون عنوانا لدورة هذا العام ترجمة للشهرة والتميز البحريني على المستوى الخليجي والعربي في هذا المجال، إضافة الى أن المهرجان يمثل فرصة للتركيز على هذه الحرفة، والعمل من أجل تطويرها لتكون إحدى الصناعات التقليدية المهمة التي يمكن أن تحتل موقعا متميزا على خريطة الاقتصاد الوطني.
وأشارت زادة إلى أن القطاع أعد موقعا خاصا في القرية التراثية يعرض فيه المقتنيات القديمة المتعلقة بالعطور التقليدية القديمة وأدوات الزينة القديمة التي كانت تستعملها المرأة، منوهة إلى أن المهرجان يضم الكثير من الفعاليات المهمة التي تترجم بشكل حقيقي عنوان مهرجان هذا العام إذ إن المهرجان يحمل رسالة واضحة للزوار وخصوصا الجيل الجديد من الطلبة والطالبات في المدارس والجامعات تدعوهم إلى الاستفادة من التراث الغني والزاخر بالقيم والمفاهيم والحرف الصالحة لكل زمان ومكان والتي يمكنها أن تفتح أمامهم مجالات مهنية جديدة ومتطورة.
وأضافت أن القطاع أعد أيضا قسما خاصا بالأطفال ستتاح فيه دفاتر لتلوين موضوعات تتعلق بالزينة والطيب والعطور التقليدية، الى جانب برامج تعليمية عن كيفية صناعة البخور والعطور، فضلا عن الكثير من المسابقات الإذاعية بما يسهم في تعريف الأطفال بتراث بلادهم وزيادة الوعي لديهم بضرورة المحافظة على هذا التراث والاستفادة من قيمته الثقافية وأصالته الحضارية.
وأوضحت زادة أنه تم تقسيم المهرجان هذا العام إلى عدة أقسام منها قسم التعليم الذي يعنى بتعليم كيفية إعداد العطور، وقسم الحرف الشعبية والصناعات التقليدية، وقسم للمأكولات الشعبية، وقسم آخر ينطلق من خلاله الغناء الشعبي الذي سيأخذ شكلا مختلفا هذا العام إذ تم التركيز على الغناء النسائي، وستؤدي الفرق النسائية الكثير من الفقرات الشعبية المتعارف عليها في الفنون التقليدية في البحرين.
ويأتي مهرجان التراث السادس عشر امتدادا لسابقاته من المهرجانات التي استعرضت على مدى دوراتها الخمسة عشر الماضية أبرز التقاليد والعادات التراثية البحرينية، وأسهم المهرجان عبر كل هذه السنوات في المحافظة على التراث البحريني وتعليمه للناشئة، إذ سلطت الدورات السابقة للمهرجان الضوء على الكثير من الموضوعات التراثية ومنها أغاني الأطفال الشعبية والخيول العربية والأسلحة القديمة وفنون القنص وغيرها.
العدد 2068 - الأحد 04 مايو 2008م الموافق 27 ربيع الثاني 1429هـ