في 12 من شهر ديسمبر/ كانون الأوّل من العام 2007 افتتح وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي «مركز رعاية الطلبة الموهوبين» بالمحرّق، الذي تمّ إنشاؤه لخدمة الموهبة والموهوبين من شباب البحرين من مختلف المراحل الدراسية فقط، ومن مختلف المحافظات، ولتقديم الرعاية والبرامج التي تنمّي ملكاتهم الإبداعية وتحفزهم على مزيد من الابتكار.
ولمركز الموهوبين مهمتان رئيسيتان: الأولى إدارية تتمثل في رصد ومتابعة وتقديم الخدمات للطلبة الموهوبين، وتنسيق الجهود بين مختلف الأنشطة الموجودة في المؤسسات الحكومية التي تهتم بالموهوبين، والمهمّة الثانية هي أن يكون المركز فضاء لاحتضان الموهوبين وتوفير الأنشطة المناسبة لمختلف أنواع المواهب.
ويعد مشروع «مركز رعاية الطلبة الموهوبين» أحد البرامج الحكومية، الذي يهدف إلى تحقيق واقع طلابي أفضل؛ إذ أنّ قائمة البرامج الشبابية الحكومية تشمل برامج بمختلف المستويات منها: برنامج سفينة شباب العالم الذي ينفذ بتمويل إمبراطورية اليابان، والذي ينطلق الوفد البحريني للمشاركة فيه إلى اليابان يوم الإثنين، ومشروع برلمان الشباب البحريني الذي يُعد إحدى توصيات مشروع الاستراتيجية البحرينية الوطنية للشباب، بالإضافة إلى وجود مشروعات أخرى، بعضها تنفذ من قبل المؤسسة العامّة للشباب والرياضة وأخرى تنفذ من قبل جهات مختلفة.
وفي الوقت الذي تكون فيه أغلب المشروعات الشبابية كبيرة وضخمة، نجد فيه أنّ نسبة المشاركة الشبابية فيها محدودة وتقتصر على فئات معيّنة، أو تحظى بمشاركات شبابية قليلة.
وعلى رغم من أنّ المركز نفسه لا يتأخر في تقديم المساندة للطلبة، إلا أنه لا يمثل الطموح لسبب واحد هو أنه لا يقدّم خدماته لفئة الشباب في البحرين؛ إذ أنه يقف عند الطلبة والطالبات في المدارس فقط.
استكمالا لملف الشباب الذي تطرحه صحيفة «الوسط» التقت عددا من الشباب الموهوبين، الذين أكدوا ضرورة أنْ تتعاون الحكومة مع مختلف الجهات الأهلية التي تدعم المبدعين.
علي الموسوي: جوائز
مختلفة من خارج البحرين
علي الموسوي، شاب يمتلك موهبة التصوير، حاصل على جائزة في المحتوى الإلكتروني، وعلى جائزة أخرى على مستوى الوطن العربي في التصوير الفوتغرافي بتونس، وعلى الجائزة الأولى في مسابقة بدبي للأفلام القصيرة.
يقول الموسوي إنّ «الحكومة في البحرين لا تعطي الموهوبين اهتماما كبيرا كما يحدث لهم في دول الجوار»، موضحا «أنني شاركتُ في مسابقة «حياة» للأفلام القصيرة التابعة لمهرجان أبوظبي العالمي للأفلام ، وكنتُ من ضمن النهائيين الثماني، وعلى رغم من أنني لم أفز بالمركز الأوّل، إلا أنني حصلت على تذكرة سفر وإقامة ثلاث ليال في أحد أغلى الفنادق في المنطقة».
ورأى الموسوي أنّ «ذلك مثالا واحدا لتقدير الدول الأخرى لأصحاب المواهب سواء كانوا من الدولة نفسها أو أبناء الدول الأخرى»، مؤكّدا أنّ «أي تكريم للشباب أصحاب المواهب تترك أثرا كبيرا في نفوسهم».
وأشار الموسوي إلى أنّ «خلال أيام دراستي في الجامعة تقدّمت لوظيفة في إحدى الشركات المعروفة في مجال البرمجة في أميركا ووصلت إلى المراحل النهائية إلا أنني لم أفز بالوظيفة، ولكن بعد مرور عام كامل على ذلك تلقيت بريدا الكترونيا من الشركة نفسها عندما كنت في البحرين وقد أنهيت دراستي البحرين، يُسألوني ما إذا كنت حصلت على وظيفة أم لا».
وأكّد الموسوي أنّ «شخصية الإنسان تلعب دورا كبيرا في تطوير المواهب، والمشاركة في المسابقات المحلية والخارجية»، مضيفا «أنني شارت في عدد من المسابقات رغبة مني في ذلك، للإعلان عن مواهبي؛ إذ بدأت في كتابة الشعر عندما كنت في المرحلة الثانوية من الدراسة، بينما بدأت في ممارسة هواية التصوير قبل 3 أعوام من الآنَ.
ورأى الموسوي أن الصورة تعبر عن شخصية الفرد، وتعبر عما يجول في نفسه، معتبرا المصور عيسى إبراهيم، الذي يحتل منصب نائب رئيس رابطة التصوير في البحرين «صاحب صور مميزة جدا».
أما عن موهبة الشعر فقال الموسوي إن «كتابتي للأشعار مستمرة، بل ولديّ شاعر مفضّل، الذي أعتقد أنه من أفضل الشعراء على مستوى المنطقة وهو الشاعر البحريني غازي الحداد.
الموهوب علي الموسوي طالب الحكومة بالحصول على حقوقهم في تنمية وتطوير مواهبهم، معتبرا «وجود مراكز لتنمية مواهب فئات دون أخرى لا تعم النفع».
وتساءل الموسوي: لماذا لا تنظم البحرين كالدول المجاورة والشقيقة مسابقات لتشجيع المبدعين وأصحاب المواهب، خصوصا أن تلك المسابقات تعطي دعما كبيرا وتكريما للفرد»، مؤكدا أنّ «التشجيع من قبل الجهات الحكومة، بالإضافة إلى تشجيع الأهل والأصدقاء والمدرسة مهم».
وفي الجانب نفسه لفت الموسوي إلى أنه عمل في شركة كان مديرها وهو أنور عبدالرضا شخصية متعاونة ويحث على الإبداع، وأنّ ذلك ساعده كثيرا على تكوين شخصيته أكثر، وترك إيجابيات كثيرة في نفسه.
هادي تمام: الشراكة مهمة جدا
الطالب المتخصص في نظم المعلومات بجامعة البحرين هادي تمام، هو الآخر يمتلك موهبتين عزيزتين على قلبه؛ الأولى: هندسة الصوت، والثانية: التصوير.
يقول تمام «بدأت أمارس موهبة هندسة الصوت منذ فترة طويلة ولا أزل أمارسها، إلى أنْ أصبحت أقوم بهندسة الصوت للكثير من الناس الذين طلبوا مني تسجيل أصواتهم وهندستها»، مضيفا أنّ «أي شاب لديه موهبة ويريد تنميتها لن يتمكّن بذلك لوحده إذا كان يفتقر إلى المقوّمات والأدوات التي تساعده على ذلك».
وأوضح تمام ذلك قائلا «أنني اشتريت الأدوات التي أحتاج إليها لهندسة الصوت كالمسجّل والمايكروفون وجهاز حاسوب جيّد يتناسب مع العمل، وكل ذلك يُعتبر مكلفا»، مؤكّدا «أنني حرصت على تعلّم كلّ ما يتعلّق بالهندسة الصوتية بنفسي من خلال متابعتي للدروس التي تقدم على صفحات الإنترنت، بالإضافة إلى أنني لا أتأخر في توجيه الأسئلة للخبراء والمعنيين في الشأن نفسه».
وأكد تمام «أنني في الوقت نفسه أحب هواية التصوير كثيرا، وقمت بشراء عدسات وكاميرات وأجهزة تصوير خاصة، إلا أن كل ذلك يحتاج إلى موازنة»، مشيرا إلى أنني «لتنمية موهبتي انضممت إلى الرابطة البحرينية للتصوير الضوئي، وأجدها أفضل وأكفأ جهة يمكنها أن تفيد الشباب في التصوير».
وبحسب تمام أن «الجهات الأهلية تمتلك قدرات عالية إلا أنها تفتقر إلى الدعم المادي الذي يجب أن تقدّمه الحكومة لتحقيق شراكة بينها والجهات الأهلية»، مبديا استغرابه من منع بعض الهواة من التصوير في بعض المواقع من قبل الشرطة كالسواحل أو الجسور.
ماريا صالح: طموحي أنْ أكون فنانة مشهورة
الشابة الموهوبة ماريا صالح، انضمت عضوة في جمعية «المرسم الحسيني» لكثرة تعلقها بالرسم.
وقالت صالح «أشعر أنّ المستقبل أمامي ويمكني أنْ أحقق ما أريده، إذ ما توافرت الإمكانات لي»، مشيرة إلى أن
طموحها أن تكون فنانة مشهورة، خصوصا وأنها ترى أن البحرين تمر في مرحلة يتطوّر الرسم فيها.
ورأت صالح «الجمعيات الأهلية التي تهتم بالفنون والرسوم هي الأخرى يمكنها أنْ توسع من نشاطها»، في الوقت الذي ذكرت فيه أن الحكومة حتى الآن لم تعطي دعما للموهوبين.
وطالبت صالح وزارات: «التربية والتعليم»، و»العمل»، و»التنمية الاجتماعية» أنْ تنظر لجميع المبدعين نظرة الدعم الحقيق، من خلال تخصيص وتوفير كلّ ما يحتاجون إليه.
«الجامعيين»: طمحنا بمركز
انطلاقته تبدأ من «الشمالية»
وفي تعليق له على الموضوع قال نائب رئيس الجمعية البحرينية للجامعيين علي سبت «إننا في العام 2003 قدّمنا ورشا للإبداع، كرمنا بعد انتهائها نحو 400 طالب تحت رعاية وزير العمل مجيد العلوي»، مضيفا أنه «تلا ذلك التكريم مطالبة من قبلنا بإيجاد مركز للموهوبين».
وأشار سبت إلى أنّ «الفكرة السابقة لاقت دعما من قبل وزير العمل، ومن ثم تطبيقا مباشرا من جانب وزارة التربية والتعليم، لذا سعدنا كثيرا بتحقيق إحدى رغباتنا».
ولفت سبت إلى أننا «لم نطالب أو نحدد مكان المركز، ولكن ركزنا على أنْ يحتضن المبدعين، وكان طموحنا وتطلعنا أنْ يكون المركز في المحافظة الشمالية، ومن ثم إنشاء فروع أخرى في سائر المحافظات».
وأسف سبت من عدم قيام وزارة التربية والتعليم حتى الآنَ بتحقيق ذلك، ومن أنه لا يقوم حاليا بتحقيق الأهداف التي وضعت لأجله، خصوصا أنها كانت أهداف سامية، متطلعا من مجلس التنمية الاقتصادية أنْ يضم من بين أولوياته إنشاء مشروعات تهتم بالطاقات والمبدعين سواء لطلبة المرحلة الجامعية أو الشباب عموما، لدعم الملف التعليمي»، معتبرا ذلك جزءا من إصلاح التعليم في البحرين.
العدد 2068 - الأحد 04 مايو 2008م الموافق 27 ربيع الثاني 1429هـ