كشف مدير عام إنتاج المعادن في شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) محمد محمود عن خطط الشركة رفع عدد مراكز «سمارت»، التي تعنى بتطوير مستوى الإنتاج وتحفيز العمال، إلى نحو 108 مراكز بإضافة 7 مراكز جديدة حتى العام 2009 لتغطي معظم الشركة بعد أن ثبت نجاح الفكرة في رفع مستوى وكفاءة الإنتاج.
وكان محمود وموظفو الشركة قد ساهموا في تطبيق فكرة مراكز»سمارت» التي بادر بها بعد أن اطلع على تجربة إحدى الشركات في جنوب إفريقيا ليبلغ عدد هذه المراكز الآن نحو 101 مركز موزعة في جميع أرجاء الشركة وتخدم شريحة كبيرة من الموظفين يتركزون في أقسام الإنتاج، وتكون بذلك «ألبا» أول شركة تطبق هذا المفهوم في منطقة الخليج.
ويعمل المركز على ربط العاملين في أقسام الإنتاج على اختلاف نوباتهم بأهم ما يحدث في ما يتعلق بالإنتاج وأخبار العمال أنفسهم، ويعمل على قياس أداء الإنتاج من حيث الكمية والكلفة والموارد المستخدمة ومدى الحفاظ على البيئة، والأهم من ذلك متابعة شكاوى الموظفين بصورة مرنة ومستمرة تضمن طلب لقاء المسئولين لحل أي مشكلة تتعلق بالعمال أو سير عملية الإنتاج.
ويقوم العمال بتوزيع الأدوار بينهم، إذ يتم ملء جداول ورسومات يومية لمستويات ومؤشرات الإنتاج بصورة يومية ليكونوا على إطلاع بما أنجزوه كما يخلق التحدي لهم لرفع وتحسين هذه المؤشرات، كما يقوم العمال بكتابة ملاحظاتهم ومقترحاتهم التقنية والفنية في هذه المراكز على لوحات مخصصة يطلع عليها العمال والمسئولون لتعقد اجتماعات دورية لمعالجة هذه الأمور ومناقشة أمور القسم.
واحتفلت شركة «ألبا» بمرور أربع سنوات على تفعيل مراكز سمارت في المصنع في مختلف الدوائر والأقسام في العام 2004، ما أثمر عملا جماعيا بروح الفريق الواحد، وساهم في زيادة إنتاجية الموظفين بعد أن ارتفعت معنوياتهم بفضل تنفيذ عدة برامج معينة داخل المراكز حتى أصبح هناك 64 فريق عمل يقوم بتشغيل المراكز يشارك فيها نحو 1100 موظف.
وقال محمود للصحافين على هامش جولة على المراكز: «الإنتاجية ارتفعت عندما طبقنا فكرة مراكز «سمارت»منذ أربع سنوات وهذا يمكن حسابه بمعدلات المقارنة ما بين المدخلات للإنتاج والمخرجات أو كمية الإنتاج، إذ ارتفع هذا المعدل إلى 94,7 عندما طبقنا الفكرة من دون تغيير في المعدات وهذا يتخطى المعدل العالمي الذي يبلغ نحو 92,8 ... فكرة المبادرة لرفع وتحسين الإنتاج من قبل العمال تحسنت بشكل كبير وكذلك العمل التطوعي والمثال، لدينا في الشركة (واحة ألبا) التي تطوع الموظفون فيها لإزالة بعض الحشائش الزائدة من تلقاء أنفسهم خارج أوقات العمل ... المسئولون لم يأمروهم بفعل ذلك وهذا يشمل كذلك الأشجار التي زرعت في (البا) وتحسين أماكن العمل».
وتابع «من المهم بالنسبة إلينا أن يشعر العاملون برضا عن عملهم ويعلمون بكل شئ. فبعض المعلومات التي كان يعلمها المسئولون فقط أصبح الجميع الآن يعلم بها ويطلع عليها من أجل قياس الإنتاج ولكي يساهموا في حل العقبات وهو ماتشير إليه حروف كلمة (سمارت) (انظر إلى أهدافي لتعكس أدائي)». مدير العلاقات العامة بالشركة خالد بومطيع أشار إلى أن مراكز «سمارت» تهتم بالجانب النفسي والمعنوي الخاص بالإنسان فيما يتركز مفهوم التطوير في النظرة التقليدية على الجانب الفني أو التقني فحسب من دون الالتفات إلى احتياجات الإنسان النفسية، لافتاَ إلى أنه من غير السليم معاملة الإنسان على أنه آلة إنتاج.
وأوضح بو مطيع مدى ما وصل إليه موظفو الشركة من بعد نظر في المسائل التي تتعلق بتطوير محيط الشركة من خلال زرع الأشجار وتلوين بعض الزوايا بلوحات فنية معبرة في إطار مفهوم العمل التطوعي، إذ ارتفع عدد الأشجار في الشركة ليصل إلى نحو 4 آلاف شجرة ولتشكل المساحات الخضراء نحو 10 في المئة من إجمالي المساحة. وتحدث عمال قسم القضبنة عن مدى أهمية مراكز «سمارت» في بلوغ القسم مستويات إنتاج عالمية ببلوغ معدل إنتاج 420 قضيبا في 8 ساعات قبل نحو أسبوع.
ويقول المشرف في خط الصهر الثالث محمد المقهوي «قبل تطبيق النظام كانت هناك هوة كبيرة بين المناوبات النهارية أو المسائية، أما الآن فهناك ربط أكبر ساعد في رفع الإنتاجية فمستوى الأداء ومعدل الإنتاجية ارتفع من 93,3 إلى نحو 94,5 من دون تغيير أو زيادة الأدوات».
العدد 2070 - الثلثاء 06 مايو 2008م الموافق 29 ربيع الثاني 1429هـ