العدد 2070 - الثلثاء 06 مايو 2008م الموافق 29 ربيع الثاني 1429هـ

مهرجان «الطيب» يشهد إقبالا... والحرفيون: مهننا تحفظ التراث الشعبي

المنامة - قطاع الثقافة والتراث الوطني 

06 مايو 2008

شهد مهرجان التراث السادس عشر «الطيب والعطور التقليدية» الذي تحتضنه القرية التراثية بمتحف البحرين الوطني حتى 11 مايو/ أيار الجاري إقبالا لافتا من الزوار البحرينيين والأجانب الذين اجتذبتهم رائحة العطور والبخور والطيب البحريني؛ نظرا لتفنن الحرفيين المشاركين في تقديم صورة حية لطريقة تحويل المادة العطرية إلى عطور ذات رائحة زكية. صناعة العطور التقليدية يستوحيها المشاركون من مواد عطرية بسيطة كالزهور والعود والمشموم والياسمين والسكر الذي يدخل في صناعة البخور تدعمهم في ذلك المحلات التجارية التي برهنت على عراقة المهنة بوجودها في المهرجان، بمشاركة دول خليجية قدمت جانبا مهما من صناعتها التقليدية في مجال العطور.

صناعة البخور

وفي لقاء مع عدد من الحرفيين قالت أم حسن التي تصنع البخور: «تعلمت هذه المهنة من والدة زوجي التي احتضنتني وأنا فتاة صغيرة وعلمتني كيفية صناعة البخور بشكل بسيط من مواد متوافرة في السوق المحلية»، مؤكدة أنها لم تتوقف عن إنتاج البخور الذي تقبل عليه النساء بشكل كبير على رغم تغير الزمن والظروف وصناعة مواد عطرية حديثة خاصة لزينة المرأة.

وأعربت أم حسن عن سعادتها بتدريب وتعليم الفتيات كيفية صناعة البخور نظرا لحرصها على توصيل الحرفة للأجيال الجديدة وخصوصا أنها قد توفر دخلا ماديا جيدا بابتكار أفكار جديدة للصناعة والترويج.

صناعة الحنة

الحرفية أم محمد تعمل منذ صغرها على طحن ورق الحناء الجاف لتصنع منه مادة الحناء الخاصة بغسل الشعر حيث كان أهل البحرين قديما يعتمدون على هذه المادة النباتية لتنظيف الشعر وإضفاء اللمعان عليه، مشيرة إلى أنها كانت قديما تستخدم الرحى لطحن ورق الحناء وتؤدي حينها أغاني شعبية ترافق عملية الطحن إلا أنها حاليا لجأت إلى الآلة الكهربائية المخصصة للطحن حتى تتمكن من إنجاز عملها في وقت زمني قصير.

وأبدت أم محمد سعادتها لحرص الكثير من النساء على استخدام الحناء حتى في وقتنا هذا؛ نظرا إلى معرفتهن بأنه لا يوجد أي منافس لهذه المادة الطبيعية للمحافظة على شعر المرأة.

شك المشموم

وفي جانب من المهرجان تقوم أم إبراهيم بشك المشموم في قلائد مصنوعة من الخيوط لتنقل صورة عن طريقة شك المشموم قديما الذي يعتبر أمرا مهما للمرأة لتفوح منها رائحة زكية بشكل مستمر وتحرص كذلك على نثره في الفراش ووضعه في صحون لتنتشر رائحته في زوايا المكان.

وعن دور المشموم الآن قالت إن «المشموم لايزال يحظى باهتمام الأسر البحرينية التي تحرص على زراعته في حدائق منزلها إلا أن المشموم بات استخدامه مقصورا على المناسبات حيث يوضع مع شبكة العروس أو ينثر على المدعوين والحضور إلا أن من النادر أن نجد امرأة تزين رقبتها بعقد من المشموم».

نقش الحناء

واجتمع فتيات حول الحناية الشابة شيخة يوسف التي نقشت في أيديهن نقوشا جميلة بالحناء. شيخة تقول: «الحناء من الحرف التقليدية التي مازالت في تطور مستمر. ففي الوقت الذي كان أهل البحرين قديما يضعون الحناء في المناسبات فقط نجد الفتاة البحرينية تضع الحناء في كل الأوقات من دون انتظار المناسبة مع ابتكار نقوش جديدة»، مؤكدة ضرورة المحافظة على التراث لما فيه من ثقافة شعب تضيع باندثاره.

وتمنت شيخة أن يستمر تنظيم المهرجان ليتمكن من توصيل المفاهيم التراثية للأجيال الجديدة وتأكيد أهميته فهو الجسر الأساسي الذي يصل بين الجيل الجديد بتراثهم الشعبي.

العدد 2070 - الثلثاء 06 مايو 2008م الموافق 29 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً