ذكر الشيخ حسين النجاتي أن البحرين لا تشهد أية خلافات مذهبية بين الطائفتين الكريمتين (السنية والشيعية) على المستوى الشعبي، إلا أنه أشار إلى أن هناك من يسعى لخلق مثل تلك الخلافات.
حديث الشيخ النجاتي جاء خلال كلمة ألقاها في مأتم البنائين بالمحرق على وفد من طلاب العلوم السياسية من جامعة «اكستر» البريطانية جاء البحرين ضمن رحلة دراسية للتعرّف على نماذج من التطور السياسي والاجتماعي في منطقة الخليج. وخلال المحاضرة جرى تعريف الطلبة بدور المأتم في البحرين بشكل خاص وضمن الطائفة الشيعية عموما.
النجاتي أوضح أن المآتم في البحرين ليست حكرا على الشيعة وإنما هي منفتحة على الطوائف الأخرى في البحرين وغير البحرين، معتبرا وجود المأتم رمزا من رموز التنوع. وقال النجاتي إن بقية الطوائف تشارك الطائفة الشيعية من خلال هذه المؤسسة، معتبرا أن الدور الذي تلعبه المآتم قد يتلاقى مع الدور الذي تلعبه المجالس العادية إلا أن المأتم يتميز بكونه مؤسسة مقدسة في نظر الطائفة الشيعية، وهو يلعب دورا مزدوجا بممارسة التوعية الدينية والإيمانية بالإضافة إلى كونه مؤسسة اجتماعية وحياتية وسياسية.
وفي الوقت الذي اعتبر النجاتي أن هناك تمييزا طائفيا سياسيا خطيرا من قبل الحكومة فإنه نفى وجود أيّة خلافات بين الشيعة والسنة على مستوى الجمهور، معتبرا أن هناك أواصر محبة تربط أبناء الطائفتين كالإخوة.
من جانبه، أشار حسن البناء في مداخلة إلى أن الدين الإسلامي دين تسامح وسلام وتعايش مع الآخرين رغم اختلافاتهم، وأنه دين يقف ضد الظلم وعدم المساواة.
وذكر البناء أن النخبة من الغرب إذا ما استمرت في توصيف المسلمين بأنهم إرهابيون وداعمون للإرهاب وأن الدول الإسلامية ساحات حرب وثورات ودكتاتورية فإنه يجب التساؤل عمّن كان السبب وراء تلك الظاهرة، داعيا الطلاب إلى دراسة الوضع كما هو عليه في الواقع من خلال الزيارات وليس من خلال التوصيفات العامة. كما تحدث البناء عن دور المأتم الاجتماعي والسياسي في المجتمعات المحلية.
صديقي: مجتمع البحرين ينمو بشكل متطور وملحوظ
مدير معهد دراسات الشرق أوسطية بجامعة «اكستر» لربي صديقي الذي يترأس الوفد الطلابي المكون من 14 طالبا وطالبة من مختلف المراحل أوضح لـ «الوسط» أن الوفد قام بزيارة لقطر لمدة خمسة أيام قبل أن يبدأ زيارته للبحرين، مشيرا إلى أن زيارة قطر تركزت في جلّها على لقاء صحافيي ولقاء إداريي قناة الجزيرة الفضائية. وأوضح أن الزيارتين ضمن رحلة دراسية للتعرّف على نماذج من التطور السياسي والاجتماعي في منطقة الخليج، معتبرا أن البحرين وقطر خير مثال على ذلك من المنطقة لكونهما تنموان كدول تتسع فيها مجالات الحرية والتعبير والإعلام.
وذكر صديقي أن المجتمع المدني ينمو بشكل متطور وملحوظ في البحرين، معربا عن أمله في تنظيم رحلة تعليمية مماثلة العام المقبل بعدد طلاب أكثر ومدة زمنية أطول لزيارة البحرين فقط ودراسة تطورها بشكل أكبر.
أما الطالبة الينور إيمنك فأوضحت أن الزيارة ساهمت حتى الآن في تغيير وجهة نظرها عن المنطقة، موضحة أنها لم تكن تحمل وجهات نظر معادية للمنطقة ولكن الزيارة أسهمت في توسيع معرفتها بما يدور في المنطقة وقربتها من وجهات النظر السائدة.
الطالب آندرو وولش من جانبه اعتبر أن الزيارة الحالية كشفت له أن هناك كثيرا من سوء الفهم للمنطقة من قبل الغرب، مشيرا إلى أن الزيارة ساهمت في تغيير وجهة نظره.
وأشار الطالبان إلى أنهما لم يشعرا خلال لقاءاتهما وزيارتهما لقطر والبحرين بوجود أي عداء للغرب، موضحين أن المسلمين متسامحون ومنفتحون ولديهم رغبة حقيقية في الحوار لإيصال وجهة نظرهم.
يشار إلى أن زيارة وفد جامعة «اكسترا» تتضمن لقاءات مع مسئولين حكوميين ونشطاء سياسيين واجتماعيين ورموز دينية، بالإضافة إلى زيارات لعدد من المؤسسات الحكومية والمدنية والتراثية.
وفد «اكستر» البريطانية يطلع على الفروقات الثقافية البحرينية
الرفاع - المجلس الأعلى للمرأة
أطلع رئيس الوفد مدير مركز التنوع الثقافي محمد الزكري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة لولوة العوضي على أهداف زيارة وفد من طلبة جامعة اكستر البريطانية والمتمثلة في الوقوف على الفروقات الثقافية وفهم خصوصية البحرين التي برزت عملية التنمية فيها، وتعزيز العلاقات بين جامعة إكستر والمؤسسات الزميلة في البحرين، بالإضافة إلى تعميق أواصر الصداقة مع الشعب البحريني.
جاء ذلك خلال استقبال العوضي بمقر المجلس صباح أمس وفد طلبة جامعة إكستر البريطانية، وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها لمملكة البحرين. وتم خلال اللقاء تقديم عرض موجز عن أنشطة المجلس الأعلى للمرأة ولجنة الشباب التابعة للأمانة العامة للمجلس.
وأشادت العوضي بمثل هذه الزيارات التعليمية لمنطقة العالم العربي لدارسي العلوم السياسية والاجتماعية الخاصة بالعالم العربي والشرق الأوسط والثقافة العربية والإسلامية لما لها من أهمية في التعرف على الآخر وخصوصا فيما يتعلق بالجوانب التعليمية والثقافية وفتح آفاق تعليمية أعمق بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة.
وأكدت العوضي في الوقت ذاته ضرورة اطلاع دول العالم على تجربة البحرين في ظل المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وما حققه من إنجازات على الأصعدة كافة.
من جانبه، أعرب الزكري عن تقديره لاستقبال المجلس الأعلى للمرأة الوفد الطلابي، معتبرا أن الزيارة تشكل فرصة للطلاب للتعرف على دور المجلس في دعم المرأة البحرينية وتمكينها على الأصعدة كافة تنفيذا للخطة الوطنية للنهوض بالمرأة البحرينية.
العدد 2076 - الإثنين 12 مايو 2008م الموافق 06 جمادى الأولى 1429هـ