يتوجه الكويتيون السبت إلى صناديق الاقتراع وهم يتطلعون إلى تحقيق التغيير والاستقرار وسط توتر طائفي وتأزم سياسي يعزوه بعض المرشحين إلى خلافات مفترضة داخل الأسرة الحاكمة.
وسيختار الناخبون أعضاء مجلس الأمة الخمسين للمرة الثانية في أقل من سنتين، وذلك بعد أن أقدم أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح في مارس/ آذار الماضي على حلّ البرلمان الذي انتخب لولاية من أربع سنوات في أعقاب أزمة سياسية بين الحكومة والمجلس.
ويتنافس 274 مرشحا على مقاعد البرلمان الخمسين يوم السابع عشر من مايو/ أيار الجاري، وستجرى الانتخابات على أساس قانون انتخابي جديد خفض بموجبه عدد الدوائر الانتخابية من 25 إلى خمس دوائر، علما بأن هذا المطلب كان مطلبا موحدا للمعارضة في الانتخابات الماضية في يونيو/ حزيران 2006.
وبين المرشحين 27 امرأة، علما بأن النساء يشاركن في الانتخابات اقتراعا وترشحا للمرة الثانية فقط.
في السياق ذاته تفاجأت الحكومة الكويتية بعد ظهر أمس بقرار المحكمة الكلية الدائرة المستعجلة برئاسة المستشار نجيب الماجد بإلغاء قرار وزير الداخلية الكويتي بشطب المرشح في الدائرة الرابعة خالد الشليمي من خوض انتخابات مجلس الأمة وكذلك قرار شطب المرشح خالد الزامل في الدائرة الأولى واعتبرت الأوساط السياسية أن حكم المحكمة سيفتح الباب أمام التعويضات المالية التي سيتقدم بها المرشحان المشطوبان أمام المحكمة بجانب الانتقاد الشديد الذي ستتعرض له الحكومة ومستشاروها في المقرات الانتخابية على إقدامهم لهذه الخطوة غير المدروسة.
إلى ذلك أكد وكيل المراجع الدينية في الكويت السيد محمد باقر المهري أن سرّ قوة الشعب الكويتي هو الالتزام بالوحدة الوطنية والتلاحم والانسجام مع القيادة السياسية والالتفاف حولها.
وأضاف في بيان صحافي أن سر القوة أيضا عدم إثارة النعرات الطائفية والتمييز بين المواطنين أو الهجوم على الرموز السياسية أو التطاول على رئيس الحكومة سمو الشيخ ناصر المحمد الذي شهد له الداني والقاصي أنه رجل إصلاحي ويريد الخير والسعادة والرفاهية لشعبه.
وأضاف أن «ما شاهدناه من الهجوم والتطاول على رئيس الحكومة يدل على ضعف شخصية وقلة أدب هذا المتطاول وعلى أن هذا المرشح يعيش أزمة نفسية ويريد الوصول إلى المجلس بأي طريق كان حتى لو كان من خلال التطرف والغلو والتحجر الفكري، أو من خلال توصيف رئيس الحكومة بوصف غير لائق أو الهجوم على القيادة في البلاد».
وأوضح «إننا ومن منطلق مسئوليتي الوطنية أحذر الناخبين من التصويت للمرشح المصلحجي الذي يفعل كل شيء في سبيل الوصول إلى كرسي المجلس، فعلى الشعب الكويتي محاسبة هؤلاء المرشحين والابتعاد عنهم ليذوقوا نتيجة عملهم وتطاولهم على القيادة السياسية الإصلاحية».
العدد 2077 - الثلثاء 13 مايو 2008م الموافق 07 جمادى الأولى 1429هـ