شهدت مدينة شرم الشيخ المصرية في المنتجع المصري المطل على البحر الأحمر عدة اجتماعات أمس بين قادة الدول المشاركة في المنتدى الاقتصادي.
فقد اجتمع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في شرم الشيخ قبل ظهر امس مع الرئيس الأميركي جورج بوش حيث بحثا جهود دفع عملية السلام في الشرق الأوسط وسير المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط (أ.ش.أ) أن كلا الزعيمين اللذين شاركا في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط في شرم الشيخ بحثا أيضا تطورات الأوضاع في العراق ولبنان.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) في نبأ لها من شرم الشيخ أن الملك عبدالله أكد للرئيس بوش أهمية استمرار الولايات المتحدة في دعمها لمساعي تحقيق تقدم حقيقي وملموس في مسار عملية التفاوض الفلسطيني الاسرائيلي، يضمن التوصل إلى اتفاق سلام يعالج مختلف قضايا الوضع النهائي ويؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. كما شدد على أهمية اتخاذ «إسرائيل» خطوات ملموسة وجدية لتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي للفلسطينيين وإزالة العراقيل التي تحول دون تحقيق تقدم في العملية السلمية ومن أبرزها استمرار النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية والحصار والانتهاكات ضد الفلسطينيين. كما تناولت مباحثات الجانبين العلاقات الثنائية وآليات تطويرها في كل المجالات. وحضر اللقاء من الجانب الأردني رئيس الوزراء نادر الذهبي ورئيس الديوان الملكي الأردني باسم عوض الله ووزير الخارجية صلاح الدين البشير ومدير المخابرات العامة الفريق محمد الذهبي، ومن الجانب الأميركي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس والسفير الأميركي في عمان ديفيد هيل.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد التقى صباح أمس العاهل الأردني بشرم الشيخ حيث استعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين وتبادلا الآراء حول أبرز القضايا المطروحة على الساحة العربية.
كما استقبل مبارك قبل ظهر أمس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس «أبو مازن». وجرى خلال اللقاء، استعراض آخر التطورات على الساحة الفلسطينية وخصوصا جهود مصر لتحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وكذلك الجهود الرامية لدفع مسيرة السلام وتنشيط المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وعرض عباس على مبارك نتائج المحادثات التي أجراها أمس في شرم الشيخ مع الرئيس الأميركي جورج بوش. وحضر اللقاء أحمد أبوالغيط وزير الخارجية والوزير عمر سليمان، ومن الجانب الفلسطيني رئيس الوزراء الفسلطيني السابق ورئيس لجان التفاوض أحمد قريع وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه. كما حضر رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، والسفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو، والناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ومستشار الرئيس الفلسطيني أكرم هنية.
ويوفر المنتدى الاقتصادي، بحسب بيان صادر عنه، فرصة لالتقاء السياسيين وقادة الأعمال والثقافة للتباحث حول مستقبل منطقة الشرق الأوسط وتطلعات أصحاب القرار، كما يوفر فرصة للمشاركين الذين يبلغ عددهم 1500 مشارك من رجال سياسة وأعمال واقتصاد وثقافة ومجتمع مدني للالتقاء بقادة المنطقة والمساهمة في نقاشات عميقة حول العقبات التي تواجهها المنطقة.
وأشار البيان إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهدت نموا ملحوظا يفتح المجال أمامها لجذب المزيد من الاستثمارات وتحقيق الشراكة مع دول أخرى، وهذه هي المرة الثانية التي ينتقل فيها المنتدى الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الأوسط إلى شرم الشيخ من مقره الأصلي في البحر الميت حيث عقد أربع مرات منذ العام 2003 .
ويناقش المشاركون على مدار ثلاثة أيام تحديات الارتفاع الحاد في أسعار السلع الأساسية ولاسيما المواد الغذائية والنفط وأثر ذلك في المستوى المعيشي لشعوب المنطقة والعالم.
وكان رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف قد أكد خلال ندوة تحت عنوان «استثمر في مصر» نظمتها وزارة الاستثمار على هامش المنتدى أن حكومته مستمرة في تنفيذ برامج الإصلاح المختلفة في مصر. وقال إن مصر بحاجة الى مواصلة عملية الإصلاح في جميع المجالات وتحديث المجتمع حتى يمكن مواجهة التحديات المختلفة ومنها ارتفاع أسعار الغذاء والنفط في الأسواق العالمية.
وقال نظيف إن العدالة الاجتماعية تتطلب رؤية ثاقبة من زعماء العالم خاصة لمواجهة الارتفاع المثير لأسعار المواد الغذائية عالميا، مشيرا في هذا الصدد إلى قمة الغذاء المرتقبة التي تنظمها منظمة الأغذية الدولية «فاو» في العاصمة الإيطالية روما الشهر المقبل لبحث هذا الموضوع الحيوي.
العدد 2082 - الأحد 18 مايو 2008م الموافق 12 جمادى الأولى 1429هـ
