العدد 2084 - الثلثاء 20 مايو 2008م الموافق 14 جمادى الأولى 1429هـ

تغييرات بالجملة أدخلت على نظام دوري الأبطال

على مدار أكثر من خمسة عقود شهدت بطولة دوري أبطال أوروبا العديد من التغييرات والتطورات حتى وصلت إلى شكلها الحالي.

ولعبت العروض والمواجهات القوية بين الفرق الكبيرة في المراحل الأولى من المسابقة وكذلك تزايد الفرص التجارية ودخول فرق من دول صغيرة على الساحة الكروية الأوروبية في المنافسة على اللقب دورا كبيرا في وصول البطولة إلى شكلها الحالي بمسمى دوري أبطال أوروبا.

وفي العام 1986 التقى ريال مدريد الإسباني صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب مع يوفنتوس الإيطالي في الدور الثاني من البطولة والتي كانت تقام بأكملها بنظام الذهاب والإياب.

وفي موسم 1988 أسفرت القرعة عن وقوع فريق نابولي الايطالي بقيادة أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا مع ريال مدريد في الدور الأول للبطولة كما التقى ريال مدريد مع بورتو البرتغالي حامل اللقب في الدور الثاني وفاز ريال مدريد في المواجهتين.

وفي موسم 1989/1990 التقى ريال مدريد مع ميلان الإيطالي حامل اللقب في الدور الثاني من المسابقة وخسر ريال مدريد 1/2.

ولم يكن هناك نظام تصنيف للفريق في ذلك الوقت إذ لم تشهد البطولة أي تغييرات منذ بدايتها في منتصف الخمسينيات وظلت تقام تحت مسمى كأس الأندية الأوروبية أبطال الدوري. ولم تلق هذه المواجهات المبكرة بين الفرق الأوروبية الكبيرة أي اهتمام أو ترحيب من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) كما لم تكن موضع ترحيب من الأندية نفسها. ودرس كل من رئيس نادي مارسيليا الفرنسي برنار تابيه ورئيس نادي ميلان الإيطالي سيلفيو برلسكوني ورئيس نادي ريال مدريد الإسباني رامون ميندوزا فكرة إقامة الدوري الأوروبي ولكن (اليويفا) لم ينفذ الفكرة.

وبدلا من ذلك بدأ (اليويفا) في وضع نظام لتصنيف الأندية بداية من موسم 1990/1991 كما أدخل نظام المجموعات للمرة الأولى في تاريخ البطولة بداية من الموسم التالي إذ قسمت الفرق التي وصلت لدور الثمانية إلى مجموعتين. وقال أمين عام اليويفا آنذاك جيرهارد آيجنر: «الفرق التي وصلت إلى دور الثمانية لها المستوى نفسه. المباريات ستظل على وتيرتها المثيرة والقتالية. نحن في بداية الفكرة ولكن المؤشرات الرياضية ترجح كفة المجموعات في البطولة». وقال رئيس الاتحاد الألماني للعبة إيجيديوس براون إنّ الاتحاد الألماني يساند ويدعم الفكرة «في محاولة لتجربة شيء جديد». أما رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) حاليا السويسري جوزيف بلاتر والذي كان أمينا عاما للفيفا وقتها فلم يكن مقتنعا بالفكرة في البداية وأعرب عن قلقه من نظام دوري الأبطال وحذر من دخول (اليويفا) في «طريق خطير» من خلال هذه التعديلات. وحذر بلاتر قائلا: «إذا أصبح لكلّ من ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا على سبيل المثال ثلاثة فرق في دوري الأبطال ستصبح بطولات الدوري المحلية أقل أهمية وستعاني الأندية الأخرى ماليا». وبدا أن بلاتر كان على صواب من خلال مجريات الأحداث في السنوات التالية على رغم المساندة التامّة من قبل (اليويفا) لدوري الأبطال.

وأطلق اسم «دوري أبطال أوروبا» على البطولة رسميا في العام 1992 وبعدها بعامين بدأ تقسيم الفرق إلى مجموعات من دور الستة عشر وهو الدور التالي للدور التمهيدي في حين أقيمت المنافسات بداية من دور الثمانية بنظام خروج المهزوم في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.

ومع دخول دول جديدة في المنافسات الأوروبية إثر انهيار الستار الحديدي وتفكك الاتحاد السوفيتي ارتفع عدد الفرق المشاركة في الأدوار الرئيسية (بعد الأدوار التمهيدية) إلى 24 ناديا بداية من العام 1997 ثم ارتفع العدد مجددا إلى 32 ناديا بداية من العام 1999 كما أقيمت البطولة بنظام المجموعات في الدورين الأول الـ(32) والثاني الـ(16) حتى العام 2003 ثم تحولت المسابقة لنظام خروج المهزوم مجددا بداية من دور الـ16. وأدت هذه التغييرات إلى تحقق مخاوف بلاتر إذ أصبح لبعض الدول أكثر من ناد في دوري الأبطال ما سمح بوصول فريقين من الدولة نفسها إلى المباراة النهائية للبطولة.

وتغلب ريال مدريد على فالنسيا في نهائي إسباني للبطولة العام 2000 كما شهد نهائي العام 2003 منافسة إيطالية خالصة على اللقب بين ميلان ويوفنتوس انتهت بفوز ميلان.

ويشهد نهائي البطولة هذا الموسم منافسة إنجليزية خالصة على اللقب عندما يلتقي مانشستر يونايتد وتشلسي اليوم (الأربعاء) في العاصمة الروسية موسكو. ولم تعد البطولة قاصرة على الفرق الأبطال في بطولات الدوري المحلية بل إن الفائزين باللقب الأوروبي لم يصبحوا دائما من الأبطال في بلادهم إذ فاز ميلان الايطالي باللقب العام 2004 وتوج ليفربول الإنجليزي به في العام التالي على رغم احتلالهما المركز الرابع في الدوري المحلي ببلديهما في الموسم السابق لكل من هذين الموسمين.

وسيكون التغيير القادم في البطولة بداية من العام المقبل عندما يقتصر نصيب الدول الكروية الكبرى على ثلاثة فرق فقط إذ يسعى رئيس اليويفا الفرنسي ميشيل بلاتيني إلى تسهيل المهمة على فرق الدول الأصغر على الساحة الكروية للوصول إلى الدور الرئيسي الأول (دور المجموعات) ومن ثم تحصل على زيادة في مواردها المالية.

ويحصل الفريق الذي يتأهل لدور المجموعات دورالـ( 32) في المسابقة على أربعة ملايين يورو (6.2 ملايين دولار) في حين يحصل الفريق الفائز باللقب على أكثر من 20 مليون يورو بخلاف حقوق البث التلفزيوني.

وقال بلاتيني: «أريد مزيدا من الديمقراطية في قائمة المشاركين. واللجنة التنفيذية تفهمت تلك الرسالة».

العدد 2084 - الثلثاء 20 مايو 2008م الموافق 14 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً