عاد بطل الدوري للدرجة الأولى إلى عرينه بعراد بعد ان أضاف ثلاث نقاط إلى رصيده في مصرف الدوري رافعا اياه إلى (51 نقطة) بعد الفوز الذي حققه على الشباب بهدف نظيف أحرزه المهاجم (الجكَور) فهد شويطر في الدقيقة 17 من الشوط الأول ليؤكد الأحمر بطولته وأحقيته باللقب، فيما خرج الشباب من اللقاء بفريق من الوجوه الشابة يحتاج إلى الخبرة لكي يكون بالشكل الفاعل كما كان يوم أمس والذي استطاع من خلاله أن يكون ندا للمحرق ومنافسا قويا في الدقائق الـ90 وخرج خاسرا بشرف بعد العرض الجيد الذي قدمه الفريق، وكان بإمكانه الخروج متعادلا على أقل تقدير ولكن لم يستثمر ذلك لصالحه. هذه الخسارة أبقت الشباب على رصيده السابق (21 نقطة). واثر الجو الحار والخانق بالرطوبة على حركة اللاعبين داخل الملعب.
الشوط الأول
قدم الفريقان عرضا متوسطا في جو حار وخانق بالرطوبة اثر كثيرا على الأداء العام، وكانت فيه بعض المبادرات والمحاولات منهما لصنع الكرات الخطرة أمام المرميين ولكن سوء التقدير في رسم مثل تلك الهجمات كان ملازما لمعظم اللاعبين مع أننا شاهدنا بعض الفرص المؤكدة للفريقين وخصوصا للشباب الذي أضاع فرصتين خلال البداية كان أخطرها في الدقيقة 13 عندما حصل محترف الفريق عبدالفتاح على كرة انفرادية جانبية لعبها أرضية قوية لكن حارس المحرق الكعبي أمسكها بثبات.
وتقدم المحرق بهدف جاء في الدقيقة 17 عن طريق مهاجمه الشاب (الجكَور) السريع فهد شويطر الذي جاءته الكرة من المتميز الشاب إسماعيل العميري من منتصف اللعب خلف المدافعين لينفرد شويطر ويمر من الحارس ويلعبها سريعة في المرمى وأراد مدافع الشباب سيد احمد مهدي ابعادها ولكنه عجز فارتطمت بالقائم الأيمن إلى داخل المرمى.
لعب المحرق بطريقة 3/5/2 في الهجوم معتمدا على تقدم الظهيرين من الجهة اليمنى العميري ومن اليسرى محمد عبدالله لزيادة الفاعلية على أن يرجعا سريعا لمساندة الثلاثي جاسم الجبن وجليانو وجمال ابرارو الذي أشركه المدرب في مباراة الامس في الدفاع بدلا من الوسط، فيما لعب فهد الحردان في الارتكاز وبمساندة من احمد المهزع، فيما لعب أنور يوسف من أمامهم خلف المهاجمين. ولعب في الهجوم حسام حمود سلمان وصاحب الهدف شويطر. وكما قلنا اعتمد المحرق في تقدمه إلى الأمام بانطلاقة الظهيرين ولكن كل الكرات العرضية لم تكن ذات فاعلية.
لم نر من المحرق كما كنا معتادين عليه أن الخطر يأتي من الوسط نتيجة الاحكام الذي كان عليه وسط الشباب في عدم إتاحة الفرصة للعب بحرية والانتقال إلى الهجوم فاوجد المحرق صعوبة في صناعة الكرات الهجومية الفاعلة ولكن حاول ان يجد لنفسه البدائل في لعب الكرات الطويلة في خلخلة الدفاع ولكن عدم وجود المساندة الفعلية من الوسط لكل من حسام سلطان أو فهد شويطر.
أما الشباب فلعب بطريقة 5/4/1 إذ حاول أحكام منطقته الدفاعية ومنع وسط المحرق من اللعب بحرية لصناعة الكرات الهجومية ولكن كان ذلك على حساب الجانب الهجومي الذي كانت لديه بعض المحاولات والمبادرات ولكن قلة اللاعبين في هذا الجانب لم تعط الفريق الخطورة المطلوبة مع أن هناك أخطاء واضحة وثغرات في دفاع المحرق لم يتم الاستفادة منها. وحاول العنابي اللعب كما قلنا على أخطاء الدفاع المحرقاوي ولكن ليست بالصورة الفاعلة، وكانت لكراته العرضية فيها من الخطورة، وكانت أخطرها من كرة صالح مهدي العجمي على رأس بروسون الذي لدغها في المرمى وأبعدها حارس المحرق الكعبي المتألق بصعوبة إلى ركنية في الدقيقة 43. وفي الدقيقة 44 من كرة ثابتة لعبها علي عبدالله اخترقت الحائط البشري قوية أبعدها المتألق وببراعة الكعبي وأبعدها الدفاع سريعة من منطقة الجزاء.
عموما كان الشباب في الشوط الأول هو الأفضل فنيا من خلال انتشاره في اللعب ونقله وتمريراته بالكرة إلى الهجوم وسرعته في الانتقال ولكن سوء التقدير في التعامل مع الكرات الهجومية أمام المرمى وكان بإمكانه الخروج بالتعادل على اقل تقدير.
الشوط الثاني
كانت البداية في الشوط الثاني للشباب الذي واصل ما كان عليه في الشوط الأول وبعدما تحرر لاعبوه في الانتشار الجيد والتقدم إلى الأمام في تبادل المراكز مستفيدا من الفراغات الواضحة في منطقة الوسط وصار يتقدم إلى الهجوم كثيرا ولكنه لم يستطع أن يجد لنفسه طريقا في اجتياز الخطوط الحمراء في الدفاع المحرقاوي بسبب انكشاف كراته والمكررة أو أنها يطغى عليها التسرع والاستعجال وعدم التركيز ما فوت عليه بعض الكرات الهجومية والتي من الممكن أن يحصل على الخطورة وسط معاناة حقيقية للدفاع المحرقاوي من خلال الثغرات في العمق مع أن الثلاثي في دفاع المحرق الكون من جاسم الجبن وجليانو وابرارو لديهم من الخبرة ما تكفي في إيقاف الكرات الهجومية ولكن هذا الثلاثي وضح فيه عدم الانسجام ولا التفاهم ولو وجد الضغط الحقيقي من الشباب لانكشف بسهولة ومع ذلك لم يستفد الشباب من هذه الوضعية.
المحرق طغى عليه اللعب الفردي في المحاولات الهجومية الا ما ندر ولم يكن وسطه كما كان معتادا منه في المباريات السابقة.
في النصف الثاني من الشوط حسن المحرق أداءه نسبيا ولكن الثلث الأخير من هجومه لم يكن ذات فاعلية مع انه حاول من الوسط أن يحضر كراته الهجومية ولكنها كانت بطيئة أعطت وسط الشباب القدرة على قطعها. وعانى العنبي كثيرا في الجانب الهجومي أيضا وكانت مقطوعة في أكثرها حتى صار اللعب روتينيا بينهما.
أدار المباراة الحكم (درجة أولى) صلاح العباسي الذي نجح في إدارتها وكانت قراراته صائبة. وساعده الدولي خالد خليل والحكم علي الغريب، وجميل جمعة حكما رابعا.
العدد 2091 - الثلثاء 27 مايو 2008م الموافق 21 جمادى الأولى 1429هـ