العدد 2091 - الثلثاء 27 مايو 2008م الموافق 21 جمادى الأولى 1429هـ

بولندا في تجربتها الأولى في نهائيات «يورو 2008»

يعتبر المنتخب البولندي صديقا شبه دائم لكأس العالم لكرة القدم التي تأهل إلى نهائياتها في النسختين الأخيرتين، وأحرز ميداليتها البرونزية عامي 1974 و1982، لكنه لم يكن أبدا صديقا لكأس الأمم الأوروبية التي سيشارك في نهائياتها للمرة الأولى هذا الصيف في النسخة الثالثة عشرة التي ستقام على الأراضي النمسوية والسويسرية.

برز في صفوف بولندا نجوم رفيعي المستوى في مونديال 1974 مثل غريغورز لاتو هداف المسابقة واندري زارماخ وفلاديسلاف زمودا وفي مونديال اسبانيا 1982 لمع نجم المهاجم زبيغنيوبونييك الذي شارك أيضا في كتابة صفحات المجد مع نادي يوفنتوس الايطالي في تلك الفترة.

رحلة الـ «بييلو تسيرفوني» (الأبيض والأحمر) المقبلة في أوروبا 2008 مجهولة المعالم لكن بإشراف المدرب الهولندي الماكر ليو بينهاكر ستخوض بولندا المسابقة واثقة بنفسها خصوصا بعد أن تقدّمت البرتغال في تصفيات المجموعة الأوروبية الأولى، وهي ستواجه ألمانيا والنمسا وكرواتيا في الدور الأوّل.

لم يكن مشوار التصفيات سهلا في بدايته على رغم استلام بينهاكر مهمته منذ سنتين، فسقط البولنديون على أرضهم أمام فنلندا 1/3 ثم تعادلوا في الجولة الثانية مع ضيفهم الصربي 1/1 فقرع جرس الإنذار اثر البداية الخجولة، ومنذاك تحررت بولندا من قيودها ولم تعد تعرف سوى طعم النجاح.

ستة انتصارات مدوية على التوالي كان لها طعما لذيذا بينها الدرس الذي أعطاه أبي سمولاريك للبرتغال عندما سجل هدفي الفوز في مرمى رونالدو وزملائه.

لم تنل الخسارة أمام أرمينيا من معنويات البولنديين، فاقتنصت بجدارة تعادلا ثمينا من ارض البرتغال (2/2)، عبد لها طريق صدارة المجموعة.

يحبذ بينهاكر كما غيره من المدربين الهولنديين احتفاظ لاعبيه بالكرة، وتكثيف اللعب في خط الوسط أمام المدافعين معتمدا على الموهبة الصاعدة لاعب فيسلا كراكوفيا والمطارد من نواد إسبانية عدّة داريوش دودكا (25 عاما)، وساعد دفاع شاختيور دونيتسك الأوكراني ماريوش ليفاندوفسكي (29 عاما)، مع اتكاله على فتح اللعب على الطرفين عبر الثنائي ياسيك كرزينوفيك (فولسبورغ الألماني) وياكوب بلاشتزيكوفسكي (بوروسيا دوتموند الألماني).

بعد اعتزال ميروسلاف تسيمكوفياك أصبح صانع العاب لاريسا اليوناني ماسيي زورافسكي العقل المفكر لخط الوسط البولندي وملك التمريرات القاتلة، وخصوصا أنّ الأهداف التسعة التي سجّلها هدّاف المنتخب أبي سمولاريك أتت بمعظمها نتيجة تمريرات القائد الجديد زورافسكي.

لم تبخل عائلة سمولاريك عن تموين المنتخب البولندي بجنود محاربينَ في صفوفه، فبعد فلودزيميرز الأب نجم ثمانينات القرن الماضي، يأتي الدور كي يكون اوزيبيو «أبي» سمولاريك الابن نجم هجوم المنتخب الوطني.

نشأ أبي في صفوف فينورد روتردام الهولندي قبل أن يلمع في البوندلسيغا الألمانية مع بوروسيا دورتموند الذي سجل له 25 هدفا في 79 مباراة، قبل أنْ يتحوّل الموسم الماضي إلى راسينغ سانتاندر؛ ليعيش تجربة الليغا الإسبانية.

تعاني بولندا من ضعف إمكاناتها الدفاعية نظرا للإصابات الكبيرة التي يعاني منها فريق المدرب بينهاكر، فعلى رغم وجود حارس السلتيك الاسكتلندي العملاق ارتور بوروتس، تبدو بعض الأسماء الدفاعية مجهولة والأخرى طاعنة في السن مثل ياسك باك (35 سنة) المحترف مع اوستريا فيينا النمسوي الذي سيواجه زملائه في المنتخب النمسوي على ملعب ارنست هابل في فيينا يوم الثاني عشر من يونيو/ حزيران المقبل.

لم تتمكّن بولندا في مونديال 2006 من تخطي الدور الأول فسقطت صفر/2 أمام الإكوادور وأحرجت ألمانيا قبل أن تخسر بصعوبة صفر/1، ولم يكفها الفوز على كوستاريكا 2/1 كي تدرك ثمن النهائي.

ستكون كأس أوروبا 2008 المناسبة الأخيرة لاختيار اللاعبين البارزين لإبقائهم في المنتخب والتخلي عن البواقي ليتم الاعتماد على لاعبين شبان يشكلون نواة المنتخب في أوروبا 2012 التي ضمنت بولندا المشاركة فيها إذ ستستضيفها مشاركة مع أوكرانيا، لكن قبل النسخة المقبلة تنوي بولندا تكذيب خرافة الرقم «13» بحيث تسعى لتحقيق نتيجة إيجابية في مشاركتها الأولى أوروبيا في النسخة الثالثة عشرة من البطولة.

العدد 2091 - الثلثاء 27 مايو 2008م الموافق 21 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً