جاءت من فلسطين؛ لتحكي لنا قصة الإنسان على أرض المجهول وحاجز العودة الذي يقف حائلا كي لا تعود الروح إلى القلب النابض بحب فلسطين ولكن هيهات أنْ يتم إسكات صوت الحق وغناء العصافير ولعب الأطفال في أحضان أمهاتهم.

الكاتبة والمبدعة الروائية والقاصة والمخرجة الفلسطينية ليانة بدر القادمة من رام الله للبحرين احتضنها مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث حيث استقبلها حشدٌ من محبي الأمل والتفاؤل وعشّاق أرض فلسطين وأهلها فقدّمت له نصا قصصيا تحت عنوان «سماء واحدة» وعرضت فيلما وثائقيا من إخراجها يحمل عنوان «مفتوح :مغلق» وقد نال هذا الفيلم على جائزة سيغليو دي لاباس من فلورنسا العام 2006 وتقدم للأفلام المتميزة في مجال محاربة العنصرية والنوع الاجتماعي العام 2007 ويتحدّث الفيلم عن معاناة الشعب الفلسطيني أمام الحواجز الإسرائيلية وأمام جدار الفصل العنصري.

بدأت الروائية والقاصة والمخرجة الفلسطينية ليانة بدر حديثها عن جمال المحرّق والمباني التي احتضنتها الأزقة وتعايشت معها سنوات طويلة فأحبا بعضهما بعضا وبقيا على العهد معربة عن دهشتها للجهود التي بذلت من أجل الحفاظ على التراث البحريني العريق وعرجت على فلسطين الوطن الجميل الذي أجبرت على الخروج منها دون العودة إليها والعيش لسنوات طويلة في المنفى تفتش عن وطنها في الكتابات والتفاصيل اليومية الصغيرة فتحوّلت إلى تلك الكاتبة والمخرجة التي استغلت ألم البعد عن الوطن لتعبّر أدبيا ووثائقيا عنه ولتنقل صورة بليغة عن ألم الإنسان على أرض فلسطين.

وقرأت قصة من آخر مجموعة قصصية لها صدرت العام الماضي تحت عنوان «سماء واحدة» والتي تحكي عن كيفية عيش الإنسان الفلسطيني وسط الأحداث المرعبة التي يعيشها يوميا والتي رغم كل ذلك لم تسرق تفاؤله وتمنحه القوّة ليرفض أنْ يصوّر بأنه ضحية وإنما يحيا ليحافظ على إنسانيته وكرامته وحبه للحياة والتشبث بها رغم كلّ ما يعانيه.

بعدها تم عرض الفيلم وفتح المجال للمناقشة والحوار الخلاق والمبدع.

الفنانة ليانة بدر ولدت في القدس ونزحت مع النازحين للأردن وأكملت دراستها في الجامعات الأردنية ثم انتقلت إلى بيروت للدراسة ومن ثم إلى تونس ومن ثم عادت إلى أرض الوطن مع زوجها ياسر عبد ربه المسئول في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحاليا هي تسكن رام الله. شغلت عددا من المناصب العليا وترجمت أعمالها الأدبية إلى عدّة لغات عالمية ومن أهم رواياتها بوصلة من أجل عباد الشمس،عين المرأة ونجوم أريحا ولها مجموعات قصصية وقصص للأطفال ونصوص شعرية كما أخرجت عدّة أفلام وثائقية منها فدوى ،زيتونات ،الطير الأخضر ،حصار ومفتوح ومغلق.