العدد 2092 - الأربعاء 28 مايو 2008م الموافق 22 جمادى الأولى 1429هـ

العلاقات بين الشعوب

على مرّ التاريخ شاهدنا دولا وحكومات عدة تقوم على أنقاض أخرى كانت قبلها؛ حتى غدا هذا سنة طبيعية من سنن التغيرات في الحياة البشرية. غير أن الثابت الوحيد بين كل متغيرات وأحداث تلك الدول كان الأرض والإنسان. فمهما تغيرت الحكومات فإن الأرض تظل هي الأرض والإنسان يظل هو الإنسان، وما تأثير السلطة الحاكمة في تلك الأرض على ذلك الإنسان إلا عامل من عدّة عوامل أخرى لها القدرة في تشكيل الثقافة البشرية.

ولو تأملنا العداءات التي تقوم بين الحكومات على أساس سياسي سنجد الكثير منها يقوم على أسباب قد لا تكون للشعوب ومصالحها فيها ناقة ولا جمل، بل ربما يكون السبب عداء شخصيا بين حاكمين أو تبعية ايديولوجية أو سياسية من بعض الحكومات لبعضها تفرض عليها أن تعادي هذه الدولة أو تلك كما كان يحصل أيام الحرب الباردة بين دول مثل الألمانيتين الشرقية وكما يحصل اليوم بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، فهم بالأساس شعب واحد يرتبط بعلاقات أسرية وثقافية عريقة قبل أن توجد الحدود السياسية. ولو حاولنا أن نستطلع آراء الشعوب فإننا حتما سنجد لهم رأيا آخر يختلف عن رأي الحكومات.

في هذا العالم الذي يشهد ثورة في عالم الاتصالات؛ نحن لا نعيش وحدنا. وإذا كانت السياسة قد أفسدت بعض الأمور الجميلة في عالمنا فعلينا كشعوب أن نتحد وأن نغير بعض ما أفسدته السياسة من خلال التواصل الإنساني؛ هذا التواصل الذي يكفل للشعوب التعرف على بعضهم بعضا وتفهّم خصوصية كل مجتمع والأشياء المشتركة بين المجتمعات المختلفة. بعدها ستكتشف شعوب الأرض أن ما يجمعها يساوي أضعاف ما يفرّقها. بالتالي ليس من المستبعد أن تؤثر هذه الشعوب - ولاسيما في دول الديمقراطيات العريقة - على حكوماتها القادمة بدلا من الانفعالات وردات الفعل الوقتية التي تكون في أكثر الأحيان غير مجدية.

عبدالله فيصل آل ربح

باحث وناقد سعودي

العدد 2092 - الأربعاء 28 مايو 2008م الموافق 22 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً