بدأ في القاهرة مؤخرا العرض التجاري لفيلم «أسرار الكسكس» الذي كتبه وأخرجه التونسي عبد اللطيف كشيش وقام ببطولته حفيظة حرزي وحبيب بوفارس وفريدة بن خيتاشي وعبد الحميد عكتوش وتتولى توزيعه شركة مصر العالمية للإنتاج والتوزيع التي افتتحت بالفيلم مجمعا جديدا لصالات العرض يحمل اسم «سينيمنيا».
وهذا الفيلم وهو إنتاج تونسي فرنسي أوّل فيلم تونسي يعرض تجاريا في مصر. والفيلم ناطق في معظمه باللغة الفرنسية بالإضافة إلى كلمات وجمل قليلة بالعربية باللهجة التونسية حيث إن معظم أبطاله من العرب المقيمين في فرنسا.
وحاز الفيلم الكثير من الجوائز العالمية منها جائزة لجنة التحكيم الخاصة وأفضل ممثلة صاعدة من مهرجان فينسيا العام 2007 وجائزة المهر البرونزي من مهرجان دبي الأخير وجوائز سيزار لأفضل مخرج وفيلم وسيناريو وممثلة صاعدة.
لكن الفيلم عند عرضه تجاريا في مصر حمل اسما مختلفا عن اسمه العربي وهو «أسرار القمح» رغم القمح لا دخل له بالموضوع الرئيسي «الكسكس» وهو أكلة شعبية يمكن صناعتها من دقيق القمْح أو الذرة وهي أيضا موجودة في مصر بنفس الاسم تقريبا «الكسكسي».
وقالت المنتجة والموزعة ماريان خوري التي قالت لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عقب عرض الفيلم إنها اختارت الاسم الجديد حتى يبدو مفهوما للجمهور المصري الذي قد لا يعرف بعضهم «الكسكس» كأكلة شهيرة في بلاد المغرب العربي.
ونفت خوري تدخل الرقابة المصرية في تغيير الاسم مشيرة إلى أنها قامت شخصيا بترجمة الاسم الفرنسي للعربية وقدّمته للرقابة التي وافقت عليه. كما أنّ الفيلم لم يشهد حذف أي من مشاهده رقابيا؛ لأنه بالأساس يتناول قضية اجتماعية عالمية.
تدور أحداث الفيلم حول عائلة تونسية مقيمة في فرنسا حيث يعمل الأب الذي تجاوز الستين في ميناء صغير وفي طريقه للتقاعد يبحث عن مشروع يكمّل به حياته ويجمع شتات أولاده الذين يُعاني كل منهم أزمات الحياة فيختار مركبا قديما بالميناء لتحويله إلى مطعم عائم يقدّم وجبة «الكسكس بالسمك» التي تبرع زوجته التي انفصل عنها في إعدادها.
وبينما يتحمّس الجميع لمساعدة الأب في مشروعه حتى صاحبة الفندق الذي يقيم به وتربطه بها علاقة عاطفية إلاّ أن الجهات الرسمية ترفض المشروع لعدم جدواه فيقرر إقامة افتتاح يدعو إليه الجميع لإثبات جدية المشروع وتأتي الرياح كالعادة بما لا تشتهيه السفن في ليلة الافتتاح التي تبدأ جيّدة ثم تنتهي بكارثة.
وحقق الفيلم الذي يعد الثالث لمخرجه نجاحا كبيرا عند عرضه في فرنسا حيث شاهده 700 ألف مشاهد وذكرت الشركة الموزعة إنه سيعرض في مصر بنسخة واحدة لمدة ثلاثة أسابيع ضمن مشروع طموح لعرض أفلام أوروبية وعربية جديدة حازت جوائز في مهرجانات كبرى وأثارت ضجة عند عرضها التجاري بالإضافة إلى عرض سينما أميركية مختلفة عن السائد في السوق المصرية.
العدد 2092 - الأربعاء 28 مايو 2008م الموافق 22 جمادى الأولى 1429هـ