تمنى كاميلو جيفارا احد ابناء الثوري ارنستو جيفارا بعد عرض فيلم «تشي» للمخرج الاميركي ستيفن سودربرغ في مهرجان كان، ان يتمكن الكوبيون بدورهم ذات يوم من تصوير فيلم عن حياة والده.
وقال كاميلو جيفارا «يبدو لي امرا مشروعا» ان يصور مخرجون كوبيون عملا سينمائيا كهذا لكن «ينبغي توافر وسائل ضخمة لضمان انتاج بمستوى معين ونظرا الى اهمية الشخص والى الحب الذي يكنه له الشعب الكوبي، وهذا باهظ جدا».
ويفتتح ابن الثوري الارجنتيني الشهير الذي قاد الثورة في كوبا الاثنين في فيينا معرضا فوتوغرافيا في الذكرى الثمانين لولادة التشي. ومع فريق سودربرغ اتصل به اثناء التصوير فهو لم يتمكن بعد من مشاهدة الفيلم.
وقال كاميلو البالغ من العمر 46 عاما معلقا على الفيلم «اذا كان يحترم روحية فكر التشي، عندها لن تكون هناك اية مشكلة»، مذكرا بفيلم «يوميات راكب دراجة نارية» للبرازيلي والتر ساليس (2004) الذي يروي تجوال تشي جيفارا مع صديقه البرتو غرانادو في اميركا الجنوبية العام 1952 ويظهر فيه يعبر نهر الامازون سباحة.
ويقول ابنه الذي يدير مركز دراسات تشي جيفارا في هافانا «تاريخيا، ان التشي سبح في الامازون لكنه لم يعبره. وهذا جزء مهم في الفيلم لانه يظهر تفانيه. ومن هذا المنطلق، لا مانع لدينا». واوضح ان ثمة «اوروبيين يعرفون اعماله جيدا، لكن ثمة الكثيرين الذين لا يعرفونها ومن الجيد ان يكتشفوا فكره حتى يتمثلوا به».
ورأى انه «يمكن عندها استيعاب صورته كمفكر ومصلح بشكل افضل، فلا نعود نكتفي بارتداء قمصان عليها صورته بل نعيشه من الداخل».
وتابع «لا يزال ينبغي القيام بالكثير» في كوبا ايضا «ولو ان التشي حاضر بشكل راسخ هناك».
ويهدف مركز الدراسات الذي يديره الى اصدار اعمال والده غير المنشورة من دون رقابة ولا تأويل ويقول انه «سيتم في مرحلة اخرى اصدار طبعة اكثر نقدا».
وبمناسبة الذكرى الثمانين لولادة التشي في 14 يونيو/ حزيران، يسعى القائمون على دار «فستليشت» التي تقيم المعرض في فيينا، من خلال الصور لفهم الشعبية العارمة التي لايزال يتمتع بها الثوري الارجنتيني.
ويتضمن المعرض صورا من سنوات الثورة التقطها مصورون كوبيون، تتوسطها الصورة الشهيرة التي التقطتها عدسة البرتو كوردا ويظهر فيها التشي يحدق بوجوم معتمرا قبعته البيريه المزينة بنجمة ذهبية. والتقطت هذه الصورة في الخامس من مارس/ آذار 1960 خلال مراسم اقيمت على نفوس ضحايا اعتداء وقع في اليوم السابق واستهدف سفينة تحمل ذخائر في مرفأ هافانا. وقال كاميلو جيفارا «كل ما فعله كوردا انه استخدم آلة التصوير، لكن الصورة من صنع الامبريالية الاميركية». واوضح مدرجا الصورة في اطارها التاريخي «لا شك ان هذا الوجه الواجم على علاقة بمئات القتلى والمشوهين العديدين جراء عملية وحشية مولتها حكومة الولايات المتحدة ونظمتها». ولم تكتسب هذه الصورة شهرتها الا بعد وقت طويل وقد نشرتها في اوروبا مجلة «باري - ماتش» في 19 اغسطس/ آب 1967 وفي الثالث من اكتوبر/ تشرين الاول، تصدرت غلاف مجلة «اوبوس انترناسيونال» الثقافية الفرنسية نسخة عنها لونها الفنان الاوكراني رومان سيسلفيتش على طريقة البوب - آرت.
وبعد ستة ايام، اعدم الثوري الارجنتيني بأمر صادر من حكومة بوليفيا حيث كان يسعى لتصدير ثورته، وبموته العنيف تحول الى شهيد ثم الى مثال اعلى لثورة مايو/ ايار 1968 الطلابية.
وختم ابنه ردا على سؤال عما يمكن ان يقول والده عن اميركا اللاتينية اليوم لو كان على قيد الحياة «اعتقد انه لكان شعر بالسعادة والامل، لأنها البقعة الوحيدة من العالم حيث نشاهد الانظمة تتغير في هذه المرحلة»، في اشارة الى وصول اليسار الى السلطة في بوليفيا والاكوادور والباراغواي.
العدد 2092 - الأربعاء 28 مايو 2008م الموافق 22 جمادى الأولى 1429هـ