العدد 2099 - الأربعاء 04 يونيو 2008م الموافق 29 جمادى الأولى 1429هـ

الغربان تهاجم أطفال الدراز... وتتخذ المآذن أوكارا

هاجمت مجموعة كثيفة من الغربان عددا من الأطفال كانوا يلعبون كرة القدم في الدراز بالقرب من ساحل أبوصبح عصر أمس (الأربعاء)، ولم يسفر الهجوم عن أية أضرار بالأطفال الذين فروا هاربين إلى منازلهم. وشاهدت «الوسط» الغربان وهي تتخذ المآذن أوكارا لها في المنطقة نفسها في زيارة قامت بها أمس.

وقد تجمعت مجموعات كبيرة من الغربان حول حاويات القمامة بحثا عن الأوساخ والجيف إذ تقوم بعد ذلك بنقلها إلى أسطح المنازل وعلى مآذن المساجد لالتهامها، ما يثير روائح نتنة وينشر الذباب في كل المناطق. وتعتبر الغربان من الطيور التي تفضل أكل الأطعمة الفاسدة من الخضراوات والفواكه وكذلك اللحوم، ما يدفعها إلى التجمهر في الكثير من الشوارع العامة السريعة بسبب وجود جثة نتنة لقط أو كلب دهسته إحدى السيارات المارة.

وقال المواطن أحمد مهدي، وهو أحد قاطني المنطقة ممن التقتهم «الوسط» إن «الغربان كانت في مجموعات كثيفة في المنطقة المحيطة بالمزارع والسواحل على خط الحزام الأخضر في شارع البديع، وأن أعدادها انخفضت بنسبة ملحوظة مع متابعة وزارة الداخلية والهيئة العامة للحياة الفطرية والبيئة نظرا لقنصها، ومداهمة المناطق التي يتكاثرون فيها». وبين أن «المشكلة عاودت الرجوع مرة أخرى مع تزايد أعداد الغربان خلال الأشهر القليلة الماضية، بحيث أصبحت تهجم بصورة غير مباشرة على الأشخاص في الشوارع وتربكهم بغية الحصول على ما يحملونه في غالب الأحيان من طعام أو أكياس».

وتقوم وزارة الداخلية حاليا بحملة مضادة للقضاء على الغربان، مع استمرار تذمر واستياء الكثير من المواطنين من انتشار أسراب الغربان في مناطق مختلفة من البحرين.

ويُرجح البيئيون أن تكون الغربان قدمت إلى موانئ البحرين عبر ملاحقتها للسفن القادمة من مناطق أخرى. ومع تزايد أعداد الغربان السود توصلت لجنة مشكلة من إدارة حماية البيئة والحياة والفطرية ووزارة الداخلية إلى أن الحل هو تخصيص رماة محترفين لاقتناص الغربان. وبدأت حملة اصطياد الغربان وسط ترقب الأهالي وأملهم في أن يثمر الحل عن إنهاء معاناتهم، وخصوصا أن أعدادا كبيرة من الطيور التي كانت متوافرة بأعداد كبيرة في البحرين أصبحت شبه منقرضة بسبب مهاجمة الغربان لأعشاشها والتهام البيض، التي على رأسها الطير البحريني المشهور «البلبول».

وتزداد أعداد الغربان في مناطق البحرين قبل ارتفاع الشمس أو غروبها وبالأخص خلال العصر، فالغربان طيور متوسطة الحجم إلى كبيرة تنتشر في جميع أنحاء العالم على اليابسة وتكثر في المناطق المعتدلة وتقل في المناطق الباردة، ومعظمها من الأوابد أي الطيور المقيمة التي لا تهاجر، وقليل منها الذي يهاجر، فضلا عن أنها لصوص ماهرة في اختلاس البيض من أعشاش غيرها من الطيور الأخرى والتهام الفراخ. وهي مختلطة التغذية وطعامها الأساسي اللحوم على أن السواد الأعظم منها يأكل كل شيء من الفواكه والخضراوات والطيور والحيوانات الصغيرة والسحالي والأسماك والخبز والحشرات والديدان والجيف وغيرها، كما أنها تشرب الماء.

وتنتشر الغربان في المناطق الحارة والمعتدلة والباردة حيث توجد في مناطق الأشجار والمزارع، في المدن والقرى، في الصحاري والقفار والسهول والجبال، والوديان والتلال. فحيثما طاب لها المقام أقامت واستقرت وهي طيور ذكية جدا، وتمتاز بسواد لونها، وقوة منقارها وساقيها وتبني الغربان أعشاشها الكبيرة من الفروع والأغصان، وتضعها في قمم الأشجار وعلى صخور الجبال، ولها قدرة عالية على الحوم، وتتجمع في أسراب أثناء موسم التزاوج ووضع البيض.

العدد 2099 - الأربعاء 04 يونيو 2008م الموافق 29 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً