نظم المعهد الفرنسي في البحرين (إليانس فرانسيس) مهرجانا للفيلم الفرنسي في صالات مجمع سينما السيف، خلال الفترة من 28 مايو/ أيار الماضي حتى 9 يونيو/ حزيران الجاري، الذي يمثل حصيلة من الإنتاج السينمائي النسائي المميز، في بادرة لكسر حواجز البعد الثقافي، وفتح النوافذ للاطلاع على ما وصلت إليه السينما الفرنسية، وبالتحديد الإنتاج النسائي في مجمل ما يتم إخراجه من أعمال سنوية.
وكانت عروض الأفلام التي استمرت خلال أسبوعين متتاليين مترجمة إلى اللغتين العربية والإنجليزية، إذ تضمن دليل المهرجان تفاصيل عن الأفلام المعروضة كما هي:
لا أحب أن تكون هنا
جون كلود دلسار عمره خمسون سنة، ويعيش حياة صعبة، ابنه مأخوذ العقل بالنباتات الخضراء، والده عجوز لا يطاق، أما عمله حاجبا فلا يمنحه سوى الازدراء والمهانة، وهو يقضي أكثر وقته وحيدا... فالفرح وحسن المزاج ليسا إذا من ميزات حياته.
يتخذ دلسار في إحدى الأمسيات القرار في المبادرة إلى الذهاب إلى دروس رقص التانغو، والتي تجرى في مكان يقع مقابل مكتبه.
هناك يلتقي فرنسواز، وهي امرأة شابة على عتبة الزواج، ومن خلال نظرات بريئة متبادلة، يتولد تقارب خفي يقترب من حد السحر، ولأول مرة منذ عهود يبدو عليه كما لو أن جون كلود يعود للحياة، فهل هذا الحب ممكن؟ وماذا سيغير من واقع الأمر؟
الحليب حقوق الرقة
ترزق كريستيل (30 سنة)، وزوجها لوران بطفلة يسميانها ساندرين، بعد أن رزقا بطفلين ذكرين هما ريمي وسيدريك. ومنذ هذه الولادة لا تعود حياة كريستيل تسير على ما يرام، إذ لم يعد بمقدورها القيام بدورها كأم.
في أحد الأيام، ومن دون سبب ظاهر، ومن دون معرفة الدافع، تغادر كريستيل منزل الزوجية لتلتجئ إلى جارتها التي تسكن في الطابق الأعلى، والتي تدعى كلير، وتعمل أمينة مكتبة.
تستقبلها كلير عندها وتصغي لأحاديثها التي تصيبها بصدمة، وبينما تقوم المرأتان بمحاولة إعادة ترتيب الأحداث، يكون لوران منغمسا في البحث عن زوجته ووالدة أطفاله.
يذكر أن هذا الفيلم هو الأول من نوعه، إذ لم يتم من قبل تصوير القلق الناجم عن الأمومة بشكل مواجه تماما وبشكل عضوي، إذ بإصرار تلتزم المخرجة دومينيك كابيرا بقول ما هو أساسي، وبإظهار الحياة كما هي شرسة، فظة، لاذعة، حزينة، وفي حالة الغليان.
الزوار
في العام 1122 وتحت حكم الملك لويس السادس الملقب بالسمين، يجد كونت مونميراي، الفارس جودفروا دو بانكور، وخادمه المخلص الذي يدعى جاكويه لا فريبويه نفسيهما وقد انتقلا إلى العام 1992، وذلك بعد أن شربا جرعة سحرية كان المفروض أن تنقلهما إلى الماضي.
بعد أن طلبا اللجوء في إحدى الكنائس، تمت مرافقتهما إلى خلف جودفروا المباشر، وهي امرأة تدعى بياتريس. تجد الأخيرة بعض التشابه بينه وبين جدها، الذي تزين صورته أحد جدران القصر الذي تنازلت عنه بسبب بعض المشاكل في الميراث إلى شخص حديث النعمة، عديم الكرامة، متعجرف، يشبه كل الشبه جاكويه، أي أنه خلفه...
بتمثيل الثنائي كلافيه ورونو، وتنسيق المخرجة جون ماري بواريه، يظهر الفيلم تشابك طريقة المعيشة في القرون الوسطى مع العهد المعاصر، وذلك في بعض فقرات النص الشهيرة التي يرددها جاكويه، وكذلك أداء الممثلة فاليري لومرسييه ودورها كسيدة ارستقراطية، الذي تمثله بشكل كاريكاتوري بات محفورا في الذاكرة.
مظلات شيربورغ
جنفيف إيمري، التي تعمل والدتها في تجارة المظلات، تحب غي فوشيه، إلا أن والدتها لا تنظر بعين الرضا لعلاقة ابنتها البريئة مع عامل تصليح السيارات هذا.
استدعي غي إلى الجيش للذهاب لحرب الجزائر، وتقوم جنفيف بمنح نفسها له قبل مغادرته، فتصبح حاملا منه.
مع تواصل الأحداث، نكتشف الأخبار التي تصل من غي قليلة جدا، وتقبل جنفيف بدفع من والدتها الزواج من رولان كاسار، وهو بائع ألماس ثري.
تمضي السنوات، وفي ليلة عيد الميلاد، تهطل الثلوج ويعود غي...
فيلم المظلات يعمد إلى نبذ الحرب، وهو ضد غياب الأحبة، وضد كل ما يكرهه المرء ويحطم السعادة، وهو حاصل على الجائزة الكبرى في المهرجان العالمي للفيلم في كان العام 1964.
الملازم الصغير
يتخرج انطوان حديثا من مدرسة الشرطة بباريس، ليلتحق بقسم الشرطة القضائية، وبعودتها إلى عملها بعد تركها له بسبب ادمانها على الكحول، تختار القبطان كارولين فوديو الجندي الصغير ليصبح مرافقها في عملها اليومي.
تتعلق هذه المرأة الخمسينية العمر بسرعة بهذا الجندي، مع أنه يظهر ساذجا في بعض الأحيان، ولكنه مليء بالحماس إضافة إلى أنه بعمر ابنها الذي اختفى.
تتطور العلاقة بينهما خلال أول قضية جنائية يقومان معا بالتحقيق فيها.
إن كزافييه وفوا من خلال هذا الفيلم تحقق توازنا عجيبا بين الفيلم المثير وواقعة اجتماعية، مع أنها تبعث فينا نوعا من خيبة الأمل، إلا أن الفيلم يتمتع بقدر كبير من الدقة في وصف الأحداث، شديد ومختلج، بحيث يسيطر على أفكارنا طويلا.
العدد 2099 - الأربعاء 04 يونيو 2008م الموافق 29 جمادى الأولى 1429هـ