وسط سعادته الغامرة بإحراز لقب سباق جائزة كندا الكبرى ضمن منافسات بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا ا لم ينس السائق البولندي روبرت كوبيتسا التأكيد على امتنانه وشكره الشديدين لمنافسه البريطاني لويس هاميلتون الذي لعب دورا كبيرا في فوزه بلقب السباق.
وقال كوبيتسا: «يجب أن أشكره (هاميلتون) على اختياره لكيمي (رايكونن) وليس لي».
وحقق كوبيتسا إنجازا تاريخيا بفوزه بهذا السباق إذ أصبح أول سباق يفوز بلقبه في تاريخ سباقات فورمولا 1 كما أنه الأوّل لبولندا في سباقات فورمولا 1 وكذلك لفريق بي.إم.دبليو ساوبر كفريق مستقل.
وحقق كوبيتسا نتائج جيدة في سباقات الموسم الحالي 2008 إذ حل في المركز الثاني مرتين لكنه احتاج للخطأ «الغبي» الذي ارتكبه هاميلتون ليمهد الطريق نحو الفوز بلقب السباق.
ووصفت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أمس (الاثنين) خطأ هاميلتون بأنه كارثة إذ اصطدم هاميلتون بسيارته ماكلارين مرسيدس مع سيارة سائق فيراري وحامل لقب بطولة العالم الفنلندي كيمي رايكونن وذلك بعدما توقف رايكونن بجوار كوبيتسا بسبب الضوء الأحمر نظرا لوجود سيارة الأمان داخل المضمار.
واضطر هاميلتون ورايكونن للانسحاب بعد أن خرجا من حطام السيارتين بينما احتفظ كوبيتسا بهدوء أعصابه وأحرز لقب السباق متفوقا على الألماني نيك هيدفيلد زميله في الفريق والذي حل في المركز الثاني.
وكانت صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية إحدى الصحف السياسية العديدة التي سخرت من هذا الموقف الغريب.
وذكرت صحيفة «لا ستامبا» أن «الأخطاء واردة الحدوث ولكن هذا الخطأ مجرد خطأ غبي. ويبدو أمرا غامضا ألا يستطيع القائد الذي يتقاضى عشرات الملايين من الدولارات ويقود سيارته بسرعة تصل على 300 كيلومتر في الساعة الإلمام بأكثر القواعد الأساسية أهمية وهي غشارة التوقف.
ومما يضاعف من صعوبة الموقف أنّ هاميلتون تعرض للعقوبة بإنزاله عشرة مراكز في الانطلاق خلال سباق جائزة فرنسا الكبرى على مضمار ماجني كور يوم 22 يونيو/ حزيران الحالي ما يصعب من مهمته في الفوز بلقب السباق القادم.
وبذلك يكون هاميلتون قد تعرض لصدمة كبيرة على رغم أنه بدا قريبا من الدفاع عن لقب سباق كندا الذي أحرزه في الموسم الماضي إذ كان في مقدمة السباق قبل أن تدخل سيارة الأمان على المضمار.
رايكونن حزين
وكان الفوز كفيلا بتعزيز موقع هاميلتون في صدارة الترتيب العام للبطولة هذا الموسم بينما جاء انسحابه ليؤدي إلى تراجعه للمركز الثاني في مناصفة مع سائق فريق فيراري البرازيلي فيليبي ماسا برصيد 38 نقطة بينما تقدم كوبيتسا من المركز الرابع إلى صدارة الترتيب العام برصيد 42 نقطة.
وتراجع رايكونن إلى المركز الرابع برصيد 35 نقطة على رغم أنه كان في صدارة الترتيب العام قبل سباقين فقط ولذلك يبدو غير سعيد على الإطلاق.
وقال رايكونن: «إذا كان هناك إشارة توضح تحديد السرعة وتوقفت سيارتان واصطدمت بهم يصبح أمرا غبيا. رأيت الضوء الأحمر واخترت التوقف. ولسوء الحظ أن شخصا ما رأى الضوء الأحمر لكنه لم يتوقف».
أما هاميلتون فاكتفى بالاعتذار ووصف الحادث بأنه «سوء حظ» وأعرب عن خجله لإفساد السباق على رايكونن.
وقد يحزن هاميلتون ورايكونن على نقاط هذا السباق إذا استمرت الإثارة والأحداث المأسوية في البطولة؛ ليصبح كوبيتسا وفريقه هما الأكثر حظا.
وسيطرت السعادة على كل من كوبيتسا وبلاده وفريقه بعد هذا الانجاز التاريخي والذي جاء بعد 12 شهرا فقط من نجاته من الموت إثر حادث تصادم مروّع في السباق نفسه وعلى المضمار نفسه الموسم الماضي.
وقال كوبيتسا: «إنه إنجاز رائع لفريقي ولي ولبلدي. إنه لأمر جيد أن أحقق أوّل فوز لفريق بي.إم.دبليو. لقد تطورنا سويا». وانتقل كوبيتسا إلى هذا الفريق لدى تشكيله في العام 2006.
ومع تحقيق الفوز الأول له في الموسم الحالي رفع فريق بي.غم.دبليو رصيده على 70 نقطة احتلّ بها المركز الثاني في الترتيب العام لفئة الصانعين (الفرق) بفارق ثلاث نقاط فقط خلف فيراري بينما يحتل ماكلارين مرسيدس المركز الثالث برصيد 53 نقطة بعد كارثة هاميلتون.
وخفف الفوز التاريخي لكوبيتسا من وطأة الهزيمة التي مني بها المنتخب البولندي لكرة القدم أمام نظيره الألماني صفر/2 في الدور الأوّل ببطولة كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة (يورو 2008) المقامة حاليا بالتنظيم المشترك بين النمسا وسويسرا إذ أقيمت المباراة عقب انتهاء السباق مباشرة.
وخطف كوبيتسا بذلك الأضواء من لاعبي كرة القدم إذ وصفت صحيفة «سوبر إكسبريس» إنجاز كوبيتسا بقولها «كوبيتسا هزم الألمان».
العدد 2104 - الإثنين 09 يونيو 2008م الموافق 04 جمادى الآخرة 1429هـ