أفسد الزحام الشديد كلّ الترتيبات التي أعدّها المنتج السينمائي المصري أحمد السبكي للاحتفال بالعرض الأوّل لفيلمه الجديد «كباريه» بالقاهرة حيث لم يتم تنفيذ معظم الترتيبات التي تم التجهيز لها على مدار الأسبوع الماضي.
وشهدت قاعة عرض «نايل سيتي» على كورنيش النيل وجود عدد كبير من الصحافيين والإعلاميين والنقاد بالإضافة إلى الجمهور بشكل تجاوز طاقة قاعة
العرض ما أدّى إلى مشاحنات بين الحاضرين ومنظمي العرض الذين زادوا الطين بلة باستقدام عدد من حرّاس الأمن الذين أثاروا غضب الجميع.
واستأجر السبكي حافلة «أتوبيس» مكشوفة؛ ليحضر بها النجوم إلى دار العرض من مقر شركته بحي الدقي بعد المرور بهم على عدد من دور العرض بوسط القاهرة كنوع من الدعاية للفيلم لكن النجوم أنفسهم اعترضوا على هذا الأسلوب الدعائي مؤكّدين أنّ زحام شوارع القاهرة الدائم لن يسمح لتلك الحافلة بالحركة وأنّ كونها مكشوفة سيعرضهم للكثير من المشاكل مع الجمهور العادي في الشارع.
وبينما أصرّ المنتج على ارتياد الجميع للحافلة بملابس السهرة لجأ معظم أبطال الفيلم وخصوصا البطلات للتأخر للموعد المحدد متعللين بالزحام أو الانشغال؛ ليتم إلغاء حضورهم بالحافلة المفتوحة التي كلفت منتج الفيلم الكثير حيث تبلغ قيمة استئجارها في الساعة الواحدة 27 ألف جنيه مصري
(خمسة آلاف دولار تقريبا).
ورغم إعجاب معظم من شاهدوا الفيلم بمستواه الفني الذي يعد مفاجأة بالنسبة إلى مجموعة الأبطال المشاركين فيه وللشركة المنتجة إلا أن حالة التزاحم الشديدة بعد العرض أفسدت البهجة حيث جرت مشاحنات بين الأبطال ووسائل الإعلام شارك فيها رجال الأمن المؤجرون بشكل زاد من الاحتقان.
وخرج نجوم الفيلم من دار العرض يلعنون الزحام حتى أنّ الممثلين فتحي عبد الوهاب وماجد الكدواني ظلا يصيحان بصوت عال في مندوبي وسائل الإعلام والمشاهدين المتجمعين حولهم لتركهم يخرجون من المكان الذي تحوّل إلى ما يشبه «الخناقة» بحسب العامية المصرية.
وخرجت الممثلتان جمانة مراد ودنيا سمير غانم من القاعة تحت ستار كثيف من رجال الأمن حرصا على عدم تعريضهما للزحام الشديد.
ويعرض فيلم «كباريه» في 52 شاشة مصرية بدءا من اليوم الأربعاء من توزيع الشركة العربية وهو من تأليف أحمد عبد الله وإخراج سامح عبد العزيز وواجه عدّة اعتراضات من الرقابة على المصنفات الفنية في مصر التي كانت ترفض اسم الفيلم نفسه لكنها في النهاية رضخت للأمر الواقع؛ لأنها سبق أن وافقت على الاسم قبل التصوير.
وتدور أحداث «كباريه» في يوم واحد يبدأ من بعد صلاة الجمعة إلى صباح اليوم التالي ومعظم الأحداث تدور في «ملهى ليلي» وتتناول حياة العاملين فيه ومدى التناقضات التي يعيشونها فمعظم العاملين يعانون حالة من»الفصام» بطبيعة مختلفة بسبب حياتهم العادية بالنهار وحياتهم المختلفة تماما بالليل.
وقال الممثل خالد الصاوي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) بعد العرض إنّ الفيلم الذي يبدو من عنوانه فارغا من المحتوى يقدّم لمن يشاهده مجموعة من القضايا المجتمعية المهمّة التي يلاحظها يوميا ويركز على ضرورة أن ينتبه الجميع لأنّ الكل تم تمثيلهم بشكل أو بأخر في «الكباريه» مشيرا إلى أنّ المجتمع كله يعاني «شيزوفرينيا» تتحكم فيه.
وقالت السورية جمانة مراد إنها تشعر أنها تعمل بالسينما المصرية للمرة الأولى في هذا الفيلم لأنه يقدم موضوعات مهمّة ويمنحها كممثلة الفرصة للتعبير عن موهبتها واطلاق طاقاتها التمثيلية بينما قدّمت فيلمين سابقين لم تشعر معهما بهذا.
وفيما يخص حالة الزحام التي جرت عقب العرض قالت جمانة إنها حزينة لانتهاء الأمر بهذا الشكل المخزي الذي استدعى استنجادها بالأمن حتى تتمكّن من الخروج مؤكّدة أنها كانت على استعداد للبقاء طيلة الليل في المكان للاحتفاء بالفيلم لو أنه كان هناك شيء من التنظيم الذي يتيح لها ولوسائل الإعلام هذا الاحتفاء.
وقال الممثل فتحي عبد الوهاب: إنّ الزحام وحدَه ليس سبب خروجه عن شعوره وهياجه الذي وصل حد الهجوم على مَنْ أحاطوا به من وسائل الإعلام لتركه يخرج من المكان الذي تحوّل على حد وصفه «إلى علبة سردين». وأضاف عبد الوهاب أنه لم يكن يقصد وصول الأمور إلى الوضع الذي انتهت إليه لكنه لم يتحمّل ما يجري فكيف يتعامل مندوبو وسائل الإعلام خصوصا المصورين وحاملي كاميرات الفضائيات معهم بهذا الشكل المهين وماذا لو لم يكن حرّاس الأمن موجودين!
أما المنتج أحمد السبكي فقال: إنّ العرض انتهى بشكل مختلف تماما عما كان يتوقع وعن كل ما خطط له مشيرا إلى أنّ تلك الأحداث التي انتهت «ببهدلة» أبطال الفيلم عقب العرض مؤسفة وأكّد على اتخاذ ترتيبات مختلفة في الأفلام القادمة تمنع تكرار ما حدث.
العدد 2106 - الأربعاء 11 يونيو 2008م الموافق 06 جمادى الآخرة 1429هـ