مــهــمــا كـــــان الـــمـــرء مــســتــقــلا ومــتــحــررا في تصرفاته، لا يمكنه أن يــتــخــلّــص نــهــائــيــا من تأثير نظرة الغير فيه، فالثرثرة والانــتــقــاد من مــيــزات المجتمع. ولعلّ هـــذا مـــا يــجــعــلــنــا نــحــذر مـــن تــصــرفــاتــنــا عــنــدمــا نتواجد في مكان علني، لأنــنــا نخشى ردة فعل الآخرين.

الا أنــه مــن المهم أن يــدرك الــمــرء أن العيش وفــق معايير الغير وثرثرتهم أمر مؤذ للنمو الــشــخــصــي. فــذلــك يــحــول دون تعبير الشخص عن ذاته وتطوير قدراته الفكرية. فالثرثرة صفة لصيقة بأ شخاص ليس لديهم ما يفعلونه في الحياة، كما أنهم يشعرون بالنقص لذا فهم يخفون ذلك بتحويل أنظار الغير عنهم وتسليط الضوء على غيرهم.

ولأن الابـــتـــعـــاد عـــن الــتــأثــر بـــرأي الآخــريــن وحكمهم ينمّي الشخصية ويساعد الإنسان على التعبير عــن مكنوناته، نجد أن معظم الفنانين يتمتعون بهذه الخاصة. فكثير منهم لا يولون أي أهمية لما قد يقوله الناس عنهم، وقد يلبسون ثيابا ممزقة وقديمة ويخرجون الى الشارع، أو يتصورون عراة أو يتصرفون بحرية في أماكن عامة.

هيلينا بونهام كارتر

على سبيل المثال، لطالما سعت الممثلة هيلينا بونهام كارتر الى أن تسبح عكس التيار وألا تكترث للأقاويل والصورة التي تعكسها. فهي ترفض الظهور في الأفلام الهوليوودية الضخمة وتفضّل الأدوار الغريبة ولكنها فــي الــوقــت عينه، لا تسعى الى التحريض أو إثارة الجدل.

باريس هيلتون

رغــم سعي الأمــيــركــيــة باريس هيلتون دائما الى اتباع الموضة والــظــهــور بــأفــضــل شــكــل، فهي تصرّ على أنها لا تهتم لما يفكّره الآخرون بها. وتقول إنها تلبس ما تشاء وتخرج مع من تريد وتعمل كما ترغب لأن رأي الناس لم يعد يهمّها. وأضافت: «لا أكترث حقا لما يقوله الناس عني لأنني أشعر أحيانا أنهم يقصدون أن يكونوا أشــرارا معي. ولا يمكنني أن أغيّر نظرتهم مهما فعلت».

سارة جسيكا باركر

أعلنت الممثلة الأميركية ســــاره جــســيــكــا بـــاركـــر الــتــي انتُخبت أقل النساء إثــارة في العالم العام 2007 ان اللقب لم يزعجها أبدا وأنها لا تكترث لرأي الناس أو حكمهم عليها، كما أنه لا يزعجها ألا يعتبروها مثيرة، إذ إنها لا تعتبر نفسها هكذا: “ما لا يدركونه هو أنني سأنهض ذات يوم وأنا سمينة.