العدد 2111 - الإثنين 16 يونيو 2008م الموافق 11 جمادى الآخرة 1429هـ

خططه بلا فاعلية وأسلوبه عقيم وتشكيلته غير مستقرة والقادم أدهى!

استطاع منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم اجتياز محطة عمان الصعبة بالتعادل الخطر وحصد النقطة التي أهلته إلى الدور الرابع الأخير من التصفيات النهائية لكأس العالم 2010 والتي ستقام في جنوب افريقيا. وتبقت لمنتخبنا مباراة واحدة أمام اليابان في طوكيو تقام يوم السبت المقبل وبها يتحدد المركزان الأول والثاني.

قبل مباراة منتخبنا الوطني أمام اليابان وبعد الإعلان الرسمي لتأهله إلى المرحلة المقبلة والمهمة، سنقف قليلا مع مدرب المنتخب ماتشالا في ظل قيادته الفريق خلال المباريات الخمس التي لعبها في هذه التصفيات.

ولكننا سنبدأ من تصريحه المثير في المؤتمر الصحافي الذي أعقب مباراة منتخبنا الوطني أمام عمان والتي أقيمت في البحرين وانتهت بالتعادل (1/1) عندما قال للإعلاميين الرياضيين: «انا جنرال وليس معي جنود!».

لا ندري ما الذي يعنيه هذا الخبير والضالع في الشئون الفنية والعارف بخبايا الكرة الخليجية المنتقل من بلد إلى بلد لتطوير الكرة عند هذه البلدان المستفيدة من خبرته الواسعة والتي لا حول لها ولا قوه الا بالاستعانة به لينقذها من الزمن الأغبر ويرفع حظها إلى الأعلى.

ولا ندري هل أراد إرسال رسالة معينة ولمن؟ هنا السؤال الذي يحتاج إلى الجواب الشافي. نحن ومنذ متابعاتنا للشئون الرياضية في كل الألعاب نرى أن المدرب عندما يتعرض فريقه إلى الاختلال في الأمور الفنية سواء فاز فريقه أو خسر يخرج للجميع ويقولها بكل شجاعة أنا أتحمل هذا الانهيار ويبعد اللاعبين عن مثل هذه الضغوط النفسية، ولكن مدربنا العزيز والخبير الكبير له رأي آخر فهو الجنرال واللاعبون هم الجنود الذين خذلوه داخل الملعب ولم ينفذوا تعليماته طوال المباريات، مع أن الفريق كان ضائعا وتائها وغير منظم ولعب بلا طريقة ولا تكتيك وكانت صفوف الفريق مفككة والتشكيلة من مباراة إلى أخرى غير مستقرة، بل وأشرك بعض نجوم الفريق في غير محلهم ولأول مرة وقضى على حماسهم، واثر بشكل كبير على روحهم المعنوية وكاد يرمي الفريق بنيران الخسارة امام تايلند في بانكوك والمنامة.

الجنرال في الحرب هو القائد

المعروف ان الجنرال في الحرب يعطي التعليمات العسكرية الدقيقة من خطة الهجوم على الطرف الآخر والصد الدفاعي، والتنفيذ عادة يكون بحسب ما يعطيه الجنرال من معلومات، وهو يتحمل المسئولية لو كانت مؤثرة في الخسارة، وهذا بالضبط ما كان عليه ماتشالا في مباريات المنتخب خلال التصفيات عند المرحلة الثالثة.

المحور ضاع أمام تايلند

بعد أن فاز على الفريق العماني (1/صفر) في مسقط وعلى الفريق الياباني (1/صفر) في البحرين وبعد مرور 4 شهور تقريبا يفاجئنا الجنرال ماتشالا بتشكيلة غريبة وعجيبة قتل فيها الجانب الدفاعي وخصوصا عندما أشرك محمود عبدالرحمن الذي يلعب أول مباراة له مع المنتخب في التصفيات في مركز المحور، وهذه المرة الأولى التي يلعب فيها عبدالرحمن في هذا المركز وهو معروف بانطلاقاته المؤثرة في الجهة اليسرى في المحرق، ولديه الخطورة الفاعلة ولكن لم يستفد منه الجنرال خلال هذه المباريات.

وفي مباراة تايلند في البحرين أشرك سالمين في المحور، والمعروف عن النجم سالمين أنه يجيد اللعب بالتحرك على مساحات الملعب وكصانع العاب ماهر نتيجة خبرته الواسعة في هذا المجال، ولكن المعروف عنه انه لا يجيد اللعب في المحور؛ لان لاعب المحور له مواصفات خاصة بل يعتبر اختصاصيا، وهناك القلة الذين لهم القدرة على شغر هذا المركز الحساس، وبالتالي أعطى الفريق التايلندي الفرصة في تمرير كراته في المساحات الخالية التي يتركها سالمين بالتوجه إلى الهجوم من دون أن يكون هناك لاعب يسد هذه الثغرة.

مَنْ وضع الأسلوب لتنفيذه غيرك يا جنرال؟!

ثم نقول للجنرال من وضع طريقة وأسلوب اللعب أمام تايلند وطلب تنفيذها بالأسلوب الذي شاهدناه؟ أليس أنت يا جنرال من أشرك فوزي عايش وسلمان عيسى ومحمود عبدالرحمن في الجهة اليسرى، بينما أشركت عبدالله المرزوقي كلاعب في الظهير الأيمن يعود إلى العمق الدفاعي لمساندة سيدمحمد عدنان ويرجع عبدالله عمر الى الظهير الأيمن لسد الثغرة عندما يتوجه المرزوقي إلى العمق، وأعطيت لعبدالله عمر أكثر من مهمة في الجهة اليمنى كظهير أيمن وكلاعب وسط وكمهاجم من الناحية اليمنى، فشاهدنا عمر مشتت الذهن لم يستطع أن يقوم بواجباته نتيجة هذه المهمات الثلاث بالصورة المطلوبة، إذ كان الحمل عليه كبيرا وعدم توازن الجهتين كان واضحا، فهل اللاعبون أنفسهم وضعوا طريقة اللعب والأسلوب حتى تكون أنت الجنرال من دون جنود؟!

اما الهجوم فالمباراة الأخيرة لم نعرف كيف يلعب الفريق في الحال الهجومية، إذ لا يوجد صانع ألعاب خلف المهاجمين علاء حبيل وإسماعيل عبداللطيف اللذين اضطرا كثيرا للعودة الى الوراء ما جعلهم يبذلان الجهد المضاعف في الحال البدنية والفنية، وتأثر الفريق كثيرا في بناء هجماته وحتى في الحال الدفاعية.

كانت الجهة اليسرى تلعب على خط طولي من دون أن يكون التحرك لمن شغر هذه المراكز في هذه الجهة إلى داخل الملعب فأحدث خللا في الوسط وترك مساحات كبيرة من الفراغ استطاع من خلالها الفريق التايلندي ان يصل لمنطقة جزائنا من دون عناء ولا صعوبة!

لا مراقب في الدفاع!

وأما الدفاع فهل لاحظ الجنرال ان الأربعة الموجودين: فوزي ومحمد حسين وسيدمحمد عدنان وعبدالله المرزوقي ولا واحد منهم يلعب «مساكا» للمراقبة فشاهدنا الهجوم في تايلند وعمان يتحرك كيفما يشاء. ونعتقد أن مدرب عمان قد قرأ دفاعنا جيدا وعرف ان الأربعة ليس لديهم القابلية في الرقابة فوضع 3 من هجومه، وأربك هؤلاء دفاعنا ولكن الروح القتالية التي لعب فيها هؤلاء الأربعة كانت السمة البارزة في ابعاد الكرات وبكل صراحة هي التي عوضت بعض الشيء لدرء الخطر عن مرمانا وهدف الفريق العماني شاهد على ما نقوله وكيف دخل هاشم صالح ومرر الكرة إلى إسماعيل العجمي من دون رقابة، وهذا يدل على أن الجنرال لم يضع طريقة الدفاع من المراقب واللاعب الحر، وخطورة اللعب على خطر واحد يكلف الكثير من المعاناة والخسارة في النقاط والأمور الأخرى.

أمام عمان منتخبنا ضائع فنيا!

أما مباراة منتخبنا الأخيرة أمام عمان فنسأل الجنرال بأية طريقة لعب وضعها للفريق وكيف كان أسلوبه في التعامل مع الكرة في الحالتين الدفاعية والهجومية.

ونسأله أيضا لماذا ظل لاعبو الفريق العماني يمرون بتمريرات ثنائية وثلاثية وبسرعة البرق تصل الكرة داخل منطقة الجزاء لمنتخبنا إذ لم يكن التوزيع متكافئا داخل الملعب.

التراجع إلى الوراء أمر طبيعي لكل فريق يتقدم بهدف في مواجهة فريق يسعى إلى إحراز النتيجة الايجابية، ولكن هذا التراجع لم يكن منظما وأنت خارج الملعب لم نر منك التحرك لتعديل الوضع خلال الشوطين وخصوصا الشوط الثاني ولم يلعب الفريق بأسلوب الضاغط على حامل الكرة وعدم اعطاء اللاعب الآخر حرية الحركة والانتقال، وحدث ذلك على مرأى الجنرال ماتشالا ولكنه لم يحرك ساكنا وكدنا ندفع الثمن باهظا.

التبديلات غير مؤثرة

التبديلات عجيبة وغريبة... نحن لم ندخل في عالم التدريب ولكن نعرف عندما يريد المدرب التبديل الطبيعي فانه يريد من وراء ذلك، اما تغيير أسلوب وطريقة اللعب رأسا على عقب ومباغتة المنافس بورقة تبعثر أوراقه، وليس التبديل فقط لأن الأساسي لم يقدم العرض المطلوب منه وهذه أبجديات التدريب فاتت على الجنرال عندما أجرى تبديله بإشراك راشد جمال بدلا من إسماعيل عبداللطيف فراشد جمال لاعب هداف يلعب داخل منطقة الجزاء وهي الوظيفة نفسها التي يقوم بها علاء حبيل وهذا تضارب واضح في المهمات فافقدنا التوازن في الحال الهجومية وقتل علاء عندما طلب منه الرجوع إلى الوراء للتحرك على مساحات الملعب. أضف إلى ذلك لم يضف إشراك محمود عبدالرحمن أي جديد في الدقائق التي لعبها محمود وكان التبديل مجرد تبديل من دون ان تعطى النجم محمود أية وظيفة توقف خطورة عمان في آخر الدقائق. وأما إشراك حمد راكع فكان اضطراريا لخروج محمد حسين جراء الجهد المضاعف الذي بذله اللاعب خلال المباراة، وهذا يدل على أن الفريق تنقصه اللياقة البدنية والتحمل خلال الـ90 دقيقة وهذا ما نبهناه اليه من قبل ولكنه لم يسمع لكلامنا!

العلاقة مع اللاعب أمر مهم

العلاقات المحترمة والمتبادلة بين المدرب واللاعبين يحب أن تكون بأفضل حال والا يسمح المدرب لأي ظرف ان يجعل سوء التفاهم ينخر في هذه العلاقة فيخسر كل طرف الآخر، ولكن الجنرال لم يلتفت إلى هذا الجانب وصار يختلق بعض المشكلات مع بعض اللاعبين فأبعدهم عن أحقيتهم في تمثيل المنتخب وكانت الخسارة واضحة لنا في التصفيات، ولأقرّب القول أقول لماذا تم ابعاد النجم محمد حبيل من القائمة اليس بسبب سوء تفاهم بين الطرفين من دون أن تكون هناك اياد خارجية لتقريب وجهات النظر واستعادة حبيل مركزه! ولكن في ظل تمسك الجنرال برأيه خسرنا هذا النجم الذي كنا بحاجة إليه، وأما راشد الدوسري فلا ندري لماذا تم ابعاده عن المنتخب مع انه الأفضل في البحرين في مركز المحور، ومع ابعاده ترك فجوة كبيرة خصوصا مع إيقاف النجم والقائد وإصابة محمود جلال الذي شارك في المباراة الأخيرة وكان يحتاج إلى الدوسري لتبادل الأدوار في هذا المركز حتى تكون الأقوى.

الجانب البدني مفقود

الجانب البدني يا جنرال لم يكن جيدا في الفريق على رغم أن لديك مدربا مختصا في اللياقة البدنية فإن الفريق من مباراة تايلند في بانكوك اتضح أنه يعاني من هبوط واضح في الجانب البدني مع بداية الشوط الثاني.

أخيرا، نذكر الجنرال ان المحترفين ولمدة 5 سنوات مع فرقهم في الخليج وليست هذه المرة الأولى الذين يكونون في مثل هذه الظروف، وأما تعليقك بشأن اللياقة البدنية بأن المحترفين ليسوا معك فهذا كلام غير مقبول ابدا، وهناك الكثير من الكلام الذي لو تكلمنا فيه بالتفاصيل لطال بنا المقام ولكن هذا غيض من فيض وان عاد عدنا.

العدد 2111 - الإثنين 16 يونيو 2008م الموافق 11 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً