ودّعت أوساط الموضة والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزوجته الخميس قبل الماضي مصمم الأزياء ايف سان لوران خلال قدّاس في كنيسة باريسية صدحت فيها الموسيقى الكلاسيكية وتجمع أمامها نحو ألف شخص.
وقال بيار بيرجيه أمام نعش ايف سان لوران الذي كان رفيقه على مدى خمسين عاما في الحياة الخاصة والمهنية: «علينا أن نقول وداعا الآن. لن أتركك أبدا».
وأعرب عن «إعجابه المطلق وحبه» لايف سان لوران الذي يعتبر «أكبر مصممي القرن العشرين» إلى جانب شانيل. وقد توفي ايف سان لوران الاحد قبل الماضي عن 71 عاما.
وقرأت كاترين دونوف إحدى الصديقات الوفيات للفقيد الكبير نصا للشاعر الأميركي والت ويتمان.
ونقل نعش «أمير الموضة» إلى كنيسة «سان روك» على وقع تصفيق كثيف قبل أن يلف بغطاء أصفر وضعت عليه سنابل من القمح الأخضر.
وأتى الكثير من مصممي الأزياء وعارضات الأزياء السابقات للمشاركة في تشييع المصمم الكبير الذي أحدث ثورة في الأزياء النسائية اعتبارا من الستينيات، وصمم بدلة السموكينغ الشهيرة للنساء.
وبين مصممي الازياء الذين حضورا كينزو تاكادا واوبير دي جيفانشي وكريستيان لاكروا وجون غاليانو وفيفيين ويستوود وفالنتينو وجان بول غوتييه واينيس دو لا فريسانج والمدير الفني لدار ايف سان لوران ستيفانو بيلاتي ومصمم دار لانفان البير الباث وصونيا وناتالي ريكيل.
واستقبل بيار بيرجيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزوجته المغنية وعارضة الأزياء السابقة كارلا بروني.
وحضرت كذلك شخصيات عديدة بينها أرملة شاه ايران فرح ديبا والكاتب والفليسوف برنار هنري ليفي وزوجته ارييل دومبال وزوجة الرئيس الفرنسي السابق برناديت شيراك ووزيرة الثقافة كريستين البانيل ورئيس بلدية باريس برتران دولانويه.
والتقى كذلك الخصمان اللدودان في عالم المنتجات الفاخرة، فرنسوا بينو مؤسس مجموعة «بي بي ار» التي تملك ماركة «ايف سان لوران» وبرنار ارنو رئيس مجموعة «لوي فويتون» للمنتجات الفاخرة على مقاعد الكنيسة نفسها.
وقد عبقت الكنيسة برائحة باقات كثيرة من الياسمين والزنبق وضعت عند أسفل كل من الأعمدة وامام المذبح. وفي الصف الأوّل، جلس بيار بيرجيه الى جانب والدة ايف سان لوران التي كان يساندها.
وبعد العظة، ارتفع صوت ماريا كالاس التي كان المصمم الراحل من كبار المعجبين بصوتها وهي تغني مقطعا من «نورما بيلليني» وآخر من لحن الموتى لموزار.
وإلى شارع سانت اونوريه الذي اقفل امام حركة السير وحيث تقع الكنيسة، حضرت الجموع لمتابعة القداس عبر شاشة كبيرة.
وفي ختام المراسم، لف النعش بالعلم الفرنسي ونقل وسط الشارع حيث حيّته ثلّة من الحرس. ووقفت الشخصيات والجموع دقيقة صمت قبل أن يرفع النعش وسط التصفيق.
وسيُحرق جثمان ايف سان لوران المولود في الأوّل من اغسطس/آب 1936 في وهران في الجزائر وسيحفظ رماده في قبر سيُقام في حديقة منزله في مراكش.
العدد 2115 - الجمعة 20 يونيو 2008م الموافق 15 جمادى الآخرة 1429هـ