العدد 2117 - الأحد 22 يونيو 2008م الموافق 17 جمادى الآخرة 1429هـ

مراقب آثار: التقويم الدلموني دقيق ونسبة الخطأ فيه بسيطة

«الإعلام» رصدت ظاهرة الانقلاب الصيفيّ بموقع سار

أكد مراقب الآثار بمتحف الدمام الإقليمي المنقب في البعثة البحرينية البريطانية المشتركة نبيل يوسف الشيخ أن التقويم الدلموني تقويم شمسي بحت تقسم به السنة إلى 365 يوما، مضيفا أن الدلمونيين من أوائل من استخدم التقويم الشمسي في العالم القديم وهو تقويم دقيق ونسبة الخطأ فيه بسيطة.

جاء ذلك خلال الجولة الميدانية التي أقامتها إدارة الآثار والتراث بقطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الإعلام للباحثين والمهتمين لمعاينة غروب الشمس في موقع سار الأثري وتتبع ظاهرة الانقلاب الصيفي، وذلك بمناسبة رأس السنة الدلمونية الموافق لـ 21 يونيو/ حزيران.

وقد قام مراقب الآثار نبيل الشيخ الذي يعتبر مكتشف ظاهرة التقويم الدلموني الشمسي بتقديم شرح لزوار معبد سار عن هذه الظاهرة الفريدة، وأشار إلى أنه «في ظروف مجتمع دلمون الذي اعتمد على الزراعة والتجارة والصيد ظهرت المتطلبات الأساسية لحساب الزمن، فأحدث الكاهن الدلموني ثورة جديدة في أسلوب حسابه للزمن تختلف عن المفاهيم الفلكية والفكرية التي اتبعتها الكثير من الحضارات القديمة حيث يعد التقويم الدلموني تقويما شمسيا بحتا تقسم به السنة إلى 365 يوما وهي المدة الزمنية لرجوع الشمس إلى النقطة التي ابتدأت منها، وهنا ما يعرف بالانقلاب الشمسي وهذه الحسبة قريبة جدا لطول السنة الحقيقي 365.2422 يوما وهي الفترة الزمنية التي تقضيها الأرض لتكمل دورة واحدة حول الشمس».

وأوضح الشيخ أن «الكاهن الدلموني تتبع حركة الشمس ولاحظ ظاهرة الانقلاب الصيفي (Summer Solstice)، ويحدث هذا في يوم 21 يونيو من كل عام، لذلك بنى الدلمونيون معبدهم في مستوطنة سار ليكون مرصدا فلكيا لرصد هذه الظاهرة بجعل الركن الشمالي الغربي للمعبد (غرفة الرصد) ممتدا وموجها نحو غروب الشمس في 21 من يونيو، أي بزاوية مقدارها حوالي 295 درجة، وعند معاينة كاهن المعبد تعامد الشمس مع هذه الزاوية من خلال ثقب أو فتحة صغيرة يعلن بهذا بدء السنة الجديدة للشعب الدلموني، وبهذا يصبح الدلمونيون من أوائل من استخدم التقويم الشمسي في العالم القديم وهو تقويم دقيق، وتعتبر نسبة الخطأ فيه بسيطة ويمكن تصحيحها من قبل الكهنة الذين يقومون - حسب الحاجة - بتصحيح ما تراكم من تفاوت في التقويم».

وأعرب مراقب الآثار السعودي نبيل الشيخ عن شكره للوكيل المساعد للثقافة والتراث بوزارة الإعلام الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة على الاهتمام بالشئون التراثية، ودعم القائمين عليها، وإتاحة الفرصة للجمهور للاطلاع على المواقع الأثرية في مملكة البحرين، والتعرف على الحضارات التي عاشت على أرضها.

يذكر أن مستوطنة سار الدلمونية تقع في الجزء الشمالي الغربي لجزيرة مملكة البحرين، وتحدها شمالا مزارع وقرية سار الحديثة وغربا حقل من تلال المدافن الركامية نحو 15 ألف تل تعود إلى الفترة الدلمونية المبكرة أزيلت معظمها حديثا بسبب التوسع العمراني، كما توجد جنوبا مستوطنة دلمونية أخرى تقدر مساحتها بنحو 40 ألف متر مربع وهي جنوب المدافن المتشابكة (مدافن سار الجسر) لم ينقب بها بعد. وسميت المستوطنة بهذا الاسم لقربها من قرية سار الحديثة، وتقدر مساحتها بنحو 22.500 متر مربع.

العدد 2117 - الأحد 22 يونيو 2008م الموافق 17 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً