أهدى منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم صدارة المجموعة الثانية إلى نظيره الياباني عندما خسر أمامه بهدف من خطأ فادح مشترك بين الدفاع والحارس في الدقيقة الأخيرة من المباراة التي جمعت المنتخبين أمس على استاد ساتياما الدولي في العاصمة اليابانية (طوكيو) في ختام مباريات الدور الثالث من التصفيات الآسيوية لكأس العالم 2010.

ولم تؤثر نتيجة المباراة على تأهل منتخبنا واليابان للدور الحاسم من التصفيات المونديالية، لكنها كانت مباراة عصيبة وتعامل معها المنتخبان بقوة وجدية وخصوصا من جانب الأحمر البحريني الذي قهر جميع ظروف الغيابات الكثيرة في صفوفه والجمهور الكبير الذي فاق الـ 50 ألف متفرج والأمطار الغزيرة التي هطلت طيلة المباراة واستطاع منتخبنا بروح وإصرار من حبس أنفاس اليابانيين حتى الدقيقة الأخيرة التي شهدت هدف الفوز الياباني.

وخاض منتخبنا المباراة وفق استراتيجية تكتيكية اعتمدت على تأمين المنطقة الدفاعية وتكثيف وسط الملعب وذلك بأسلوب 4/5/1 إذ زج المدرب ماتشالا بتشكيلة ضمت بعض العناصر الجديدة والاحتياطية منذ البداية إذ تكون رباعي الدفاع من سيدمحمد عدنان ومحمد حسين والشاب عباس عياد وفوزي عايش، وفي الوسط حمد راكع ومحمود جلال ومحمود عبدالرحمن وعبدالله عمر وسلمان عيسى، وفي المقدمة المهاجم إسماعيل عبداللطيف.

وكما كان متوقعا شهد الشوط الأول سيطرة وضغطا يابانيا وخصوصا في الدقائق الأولى التي أهدى خلالها الحكم الأوزبكي ركلة جزاء غريبة وغير صحيحة للفريق الياياني في الدقيقة الرابعة لكن الحارس سيدمحمد جعفر تصدى إليها ببراعة.

واستطاع الخط الدفاعي لمنتخبنا المحافظة على تماسكه وتركيزه طيلة الشوط الأول وقلة الأخطاء على رغم الارتباك الذي كان عليه لاعبو الوسط في كثرة فقدان الكرة وعدم تأدية دور المساندة الهجومية عدا محاولات تقدم سلمان عيسى من الجهة اليسرى ما صعب من مهمة إسماعيل عبداللطيف الذي اضطر للعودة إلى نصف الملعب وبالتالي غابت اللمحات الهجومية البحرينية خلال الشوط الأول.

في المقابل كان اليابانيون أكثر استحواذا على الكرة لكن خطورتهم لا تظهر سوى من الكرات العرضية والثابتة وأبرزها كانت الركلة الحرة التي اصطدمت بالعارضة وارتدت من دون أن يستثمرها المهاجم الياباني والمرمى خال.

شوط بحريني وهدية

واختلف الأداء العام لمنتخبنا في الشوط الثاني وخصوصا في وسط الملعب وبدأنا نقل وتركيز اللعب إلى المنطقة اليابانية بعدما تجاوز اللاعبون الرهبة واكتسبوا الثقة ونجح منتخبنا في الوصول إلى المرمى الياباني عدة مرات وأبرزها تسديدة فوزي عايش الذي أبعدها الحارس الياباني، وكذلك تسديدة حمد راكع الذي لم يستطع الحارس صدها فارتدت من دون أن تجد متابعة هجومية.

وأجرى مدرب منتخبنا تبديلا بإشراك المدافع الشاب راشد العلاف بدلا من عباس عياد الذي تعرض لإصابة جراء الجهد الكبير وبعدما قدم أداء جيدا في أول مشاركة ثم اتبعه بإشراك راشد جمال بدل إسماعيل عبداللطيف.

وحاول الفريق الياباني جاهدا لخطف هدف الفوز من خلال عدة تبديلات لكن لاعبينا وبأداء رجولي وإصرار أغلقوا منافذ المرور إلى المرمى حتى جاء هدف الفوز القاتل من «هدية» فاجأت الجميع وحسمت اللقاء!

سيدعدنان: خسرنا بـ«هدية» مكررة أمام اليابان

قال مدافع منتخبنا محمد سيدعدنان إن الحظ ابتسم مجددا للفريق الياباني بالفوز على منتخبنا بهدف «هدية» من قبلنا مثلما حدث في مباراتنا أمام اليابان في طوكيو في تصفيات مونديال 2006.

وأضاف «دخلنا المباراة برغبة الفوز أو التعادل للمحافظة على صدارة المجموعة وقدمنا أداء جيدا وخصوصا في الشوط الثاني ونحن راضون عن مستوانا، وفي مثل هذه المباراة كسبنا عناصر شابة فرضت نفسها باحتكاك قوي أمام الفريق الياباني».

الأشراف: حبسنا أنفاس اليابانيين

أعرب المشرف المالي لمنتخبنا الوطني عبدالعزيز الأشراف عن سعادته بالمستوى المشرف والروح العالية للفريق قائلا: «جميع اللاعبين لم يقصروا وحبسنا أنفاس اليابانيين ونحو 51 ألف متفرج وإعلام كثيف حتى اللحظة الأخيرة التي شهدت الهدف الياباني (الهدية)».

وقال الأشراف: «حاول اليابانيون تحقيق فوز كبير بالأهداف على منتخبنا للثأر من خسارة الذهاب لكن الحمد لله ان لاعبينا كانوا على قدر المسئولية وقدموا أداء رجوليا واقتربوا من الفوز قياسا بمجريات الشوط الثاني الذي شهد أفضلية منتخبنا ووصلنا إلى المرمى الياباني بعدما اكتسب اللاعبون الثقة، كما لا يجب نسيان الفوارق الكبيرة بين المنتخبين وظروف غيابات مجموعة من العناصر الأساسية والحضور الجماهيري الكبير والأمطار الغزيرة التي هطلت طيلة المباراة وكذلك تأثر اللاعبون برحلة السفر الطويلة واختلاف فارق التوقيت».

وأكد الأشراف أن منتخبنا نجح في تحقيق هدفه من هذه المرحلة ببلوغ التصفيات النهائية، ويجب على الجميع التكاتف والوقوف مع المنتخب في المرحلة المقبلة المهمة.

محمود جلال: مرتاحون لمستوانا والهدف سوء تفاهم

أبدى قائد منتخبنا محمود جلال رضاه عن المستوى الذي قدمه منتخبنا أمام اليابان، إذ بذل اللاعبون جهدا كبيرا طيلة المباراة، وكان بالإمكان الخروج بالتعادل السلبي لولا الهدف القاتل الذي جاء نتيجة سوء تفاهم.

وقال جلال: «بالنسبة لي مرتاح من عطاء وأداء الفريق خصوصا أننا خضنا المباراة بنقص كبير وغياب 5 عناصر أساسية في المباريات الماضية، وأعتقد أن مستوانا كان هجوميا أكثر في الشوط الثاني، والحمدلله كسبنا احتكاك عدد من العناصر الجديدة.

منتخبنا يغادر إلى بانكوك

غادر وفد منتخبنا الوطني طوكيو في التاسعة من صباح اليوم (الاثنين) الثالثة فجرا بتوقيت البحرين متوجها إلى العاصمة التايلندية (بانكوك) التي سيتوقف خلالها الوفد يوما واحدا على أن يغادر مساء غدٍ (الثلثاء) إلى البحرين؛ وذلك نظرا إلى ظروف مواعيد رحلة الطيران.

سفير البحرين في اليابان: فخورون بمستوى منتخبنا واليابانيون أشادوا به

أشاد سفير مملكة البحرين لدى اليابان خليل حسن بالمستوى المشرف الذي ظهر به منتخبنا أمام اليابان.

وقال حسن: «إننا فخورون بالمستوى الذي قدمه المنتخب الوطني، وانني سمعت كلمات الإشادة والإعجاب بمستوى المنتخب البحريني من قبل ابنة إمبراطور اليابان وكبار المسئولين اليابانيين الذين حضروا المباراة، وأشاروا إلى قدرة منتخب دولة صغيرة على ان يقارع منتخب دولة كبيرة مثل اليابان وكاد يحقق منتخبنا الفوز أو التعادل».

وحرص حسن على الالتقاء بأفراد الجهازين الإداري والفني ولاعبي المنتخب وحياهم على المستوى المشرف وتمنى لهم التوفيق في التصفيات النهائية وتحقيق انجاز التأهل إلى كأس العالم 2010.

مرجان عيد شاكرا اللاعبين: خسرنا بالحظ

قال مساعد مدرب منتخبنا الوطني مرجان عيد إن الظروف وسوء الحظ لم يخدم منتخبنا في تحقيق نتيجة ايجابية في لقاء اليابان.

وأضاف مرجان «نشكر اللاعبين على الجهد الكبير الذي بذلوه طيلة المباراة وروحهم القتالية، وتأثر أداء الفريق في الشوط الأول بسبب الارتباك وكذلك الأمطار الغزيرة التي كان لها تأثير على تحركات وأداء اللاعبين لكن المستوى العام للفريق تحسن في الشوط الثاني بعد التوجيهات التي أعطيت للاعبين خلال الاستراحة وتصحيح أخطاء الشوط الأول، ووصلنا عدة مرات إلى المرمى الياباني لكننا لم نستثمر هذه الكرات».

وأشار عيد إلى أنه بصرف النظر عن الخسارة فإن المباراة شكلت فرصة لإشراك واختبار العناصر الشابة والجديدة مثل عباس عياد وراشد العلان وحمد راكع والذين ظهروا بمستوى جيد وفي مباراة قوية شهدت ظروف الأمطار والضغوط والجمهور وذلك مكسب للفريق خلال المرحلة النهائية للتصفيات.