أعلنت لجنة التحكيم الدولية الخاصة بجائزة رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة للمستوطنات البشرية عن فوز مشروع «اللواء الأخضر» لبوركينا فاسو للتطوير الحضري ، إذ تهدف مبادرة اللواء الأخضر لتحسين بيئة مدينة اوجادوجو بتوفير توظيف آمن لمجموعة من 1200 امرأة معظمهنّ من القائمات بإعالة أسرهنّ بتنظيف الشوارع أو الساحات العامّة.
وقالت رئيسة لجنة التحكيم والرئيس السابق للجمعية العامّة للأمم المتحدة الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة «إنّ جائزة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة للمستوطنات البشرية والتي تدار بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للمستوطنات البشرية التي حدد لها مبلغ مئة ألف دولار أميركي قيمة للجائزة تقدّم إلى فرد أو جهة كلّ سنتين خلال المنتدى الدولي الحضري وهو اجتماع عالمي يقيمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية « الموئل» كلّ عامين في دول مختلفة».
ونفت الشيخة هيا-في ردها على سؤال لـ»الوسط»- وجود أية علاقة بين موعد إطلاق الجائزة وعرض مملكة البحرين لتقريرها الحقوقي ضمن الاستعراض الدولي الشامل في مجلس حقوق الإنسان، لكنها أكّدت أنّ المضامين الحقوقية تعد مهمّة بالنسبة إلى هذه الجائزة؛ لأنه لا يمكن اقتصار رؤيتنا للحقوق على الجانب السياسي فقط، لأنّ حق الإسكان والمشاركة في التنمية تعد من أهم ركائز حقوق الإنسان.
وأضافت الشيخة هيا بأنّ « الأمم المتحدة أقرت استراتيجية وأهداف الألفية الثالثة الإنمائية، والبحرين بوصفها عضوا فاعلا في المجتمع الدولي حريصة على تطبيق أهداف الألفية والإيفاء بالتزامها في هذا الجانب ضمن رؤية المنظمة الدولي التي حددت العام 2015 لتنفيذ مبادئ الألفية.
وأوضحت الشيخة هيا أنّ « إطلاق جائزة سمو رئيس الوزراء للمستوطنات البشرية من خلال التعاون مع البرنامج المختص في منظمة الأمم المتحدة تؤكّد استمرار البحرين في دعم برامج وأنشطة ومشروعات منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها ومؤسساتها المختلفة، وجهود مملكة البحرين واضحة في هذا الشأن».
وذكرت الشيخة هيا إلى أنّ بوركينا فاسو من الدول التي فاز مشروعها بجائزة رئيس الوزراء والمركز الثاني كان شروع برنامج شبكة الأحياء الفقيرة بمدينة أحمد آباد بالهند والثالث برنامج أراضي وإسكان لمؤسسة بنتو روبيان بالبرازيل .
ونوهت رئيسة لجنة التحكيم بأنّ « الجائزة تهدف إلى تسليط الضوء على المبادرات البارزة التي يقوم بها الأفراد أو المنظمات فيما يتعلّق بتنفيذ أجندة الإسكان والمستوطنات البشرية المرتبطة بالأهداف الإنمائية الألفية وتطوير التعاون الدولي وخصوصا بين الجنوب والجنوب وذلك عن طريق تبادل الخبرات ونقل الدروس المستفادة من التجارب الرائدة «.
وأشارت الشيخة هيا آل خليفة إلى أنّ الجائزة تركز على السياسات والممارسات والأفكار والمفاهيم التي برهنت على فعاليتها في الحد من الفقر وإيجاد فرص عمل ودعم الجهود الرامية للتنمية الاقتصادية سواء على مستوى المحافظات أو المستويات المحلية وتوفير السكن اللائق بما في ذلك توفير الأراضي وتمويلات البناء والمحافظة على البيئة وإدارة البيئة الحضرية بما في ذلك التكييف مع التغيير المناخي وتحقيق المساواة بين الجنسين في الحقوق وخصوصا الصحة والتعليم وحق الحصول على مياه شرب نظيفة والإدارة الحضرية وتقوية السلطات المحلية وبناء شراكات فعّالة بين القطاع العام والخاص في مجال التنمية الحضرية للحد من الفقر .
وأفادت رئيسة لجنة التحكيم بانّ الجائزة ستمنح لأوّل مرة خلال اجتماعات الدورة الرابعة للمنتدى الحضري العالمي الذي سيعقد بمدينة نانجين في الصين في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بحضور أكثر من 30 ألف مشارك وعدد من الشخصيات الدولية المهتمة بمجال الإسكان والتخطيط الحضري .
وأشارت إلى أنّ هناك ثلاث دول عربية شاركت بالتقدّم لهذه الجائزة ولكن لم يحالفها الحظ وكان هناك مشاريع الأكثر تميزا وهي التي نالت على التميز والتي أولت الاهتمام بالتوسع الحضري وبوجه خاص احتياجات الفقراء .
من جهة أخرى أعرب مستشار سمو رئيس الوزراء للشئون الثقافية محمد إبراهيم المطوع عن النتائج التي توصلت اليها لجنة التحكيم وفاز بها مشروع اللواء الأخضر من بوركينا فاسو للتطوير الحضري «لانها من الدول الأكثر فقرا في العالم ويبلغ الناتج القومي لفرد 300ر1 دولار أميركي ويتسبب الافتقار إلى التوظيف في نسبة عالية من الهجرة ، إذ تهدف مبادرة اللواء الأخضر
لتحسين بيئة مدينة اوجادوجو بتوفير توظيف آمن لمجموعة من 1200 امرأة معظمهنّ من القائمات بإعالة أسرهنّ بتنظيف الشوارع أو الساحات العامّة وبعض هؤلاء النساء اعتدنَ على جمع الحطب بقطع الأشجار من الأماكن الخضراء القليلة للمدينة وبيعه للأسر لكسب معيشتهنّ وبعض الأخريات كن شاركنَ في حرث رمل وحصى أنهار المدينة وبيعها لمقاولي البناء حيث إن هذه الأنشطة الخطيرة والعرضية لم تضمن وجبة يومية لأسرهم حيث أسهم ذلك في الانحطاط البيئي المستمر.
وأوضح المطوع أنّ مبادرة اللواء الأخضر تهدف إلى ثلاث نقاط وهي تقليل الفقر عبر إيجاد الوظائف وتحسين صورة المنظفين للاماكن العامّة وكذلك للشوارع الحضرية وتوفير المساندة للجماعات الاجتماعية المعرضة للخطر وبصفر رئيسية النساء والأطفال حيث ساهمت مبادرته إلى حماية المساحات الخضراء بالمدينة واستقطبت نظافة الشوارع تغييرات في الممارسة الصحية بين المواطنين حيث تم التخلص من النفايات في صناديق للقمامة وأسفرت تلك المبادرة على حماية البيئة بالمدينة .
وأعلنت مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية انا تيبا جوكا خلال اتصال مباشر معها عبر القمر الاصطناعي عن سعادتها بان تكون بوركينا فاسو من الدول التي فازت بجائزة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة للمستوطنات البشرية حيث أنها تعد من الدول الأقل نموا وأفقر بلدان العالم مشيرة إلى أنّ هذه التجارب العالمية من الممكن أنْ تساعد في تغيير حياة الناس خاصة ممن يعيشون في بيوت من الصفائح مما سيساهم في إعطاء حياة أفضل للشعوب الفقيرة في مختلف دول العالم .
إلى ذلك أوضح الشيخ حسام آل خليفة أنّ المعايير التي وضعت لهذه الجائزة كثيرة منها أن يكون المترشح فردا أو مؤسسة قادرة على إثبات استدامة فعالية المشروع المترشح في تطوير حياة الأفراد وبيئتهم خاصة الفقراء في المجالات الإسكان وتنمية المجتمعات وإيصال المياه الصالحة والصرف الصحي وتوفير المنزل اللائق والخدمات المجتمعية وتوفير الأراضي والتمويل والتخطيط وصنع القرار المبني على المشاركة المجتمعية وإعادة تأهيل الأحياء ودواخل المدن ومن ناحية التنمية الحضرية المستدامة الحد من الفقر وإيجاد فرص عمل والتقليل من التلوث وإدارة التسويات بشفافية وفاعلية.
العدد 2120 - الأربعاء 25 يونيو 2008م الموافق 20 جمادى الآخرة 1429هـ