العدد 2120 - الأربعاء 25 يونيو 2008م الموافق 20 جمادى الآخرة 1429هـ

فيلم كوميدي شبابي يتحدّث عن الهدف الضائع في الانتخابات

استهلت مؤسسة المعامير للإنتاج الفني مطلع الأسبوع الجاري بتقديم باكورة أعمالها الفنية، المتمثل في فيلم «هدف ضائع»، برعاية «حوار للإنتاج الفني»، وبحضور عدد من المدعوين من رجال الصحافة والفنانين والجمهور، وذلك في قاعة نادي «المعامير»، القرية الساحلية الصغيرة.

الفيلم كوميدي يتناول الوضع السياسي بمسحة رقيقة من النقد، منطلقا من تجربة الانتخابات التي تجري في النادي، الذي تم تصوير أغلب لقطاته في داخل أروقته، وبالباقي في أروقة القرية وعلى الساحل القريب.

جميع الممثلين من لاعبي النادي الهواة، إذ اشتهرت هذه القرية من بين القرى المجاورة بتجارب عديدة مع التمثيل تمتد إلى الستينيات، وتوالت أربع فرق على هذه الأنشطة، فأخرجت عددا من المسرحيات في الماضي، فيما تتجه حاليا إلى إنتاج أفلام الهواة، التي تقوم على «حب الصنعة»، ووجود طاقم من الممثلين المتطوعين، الذين لا يقبضون فلسا، وإنما هم يتبرعون لإنتاج الفيلم إذا تطلب الأمر!

فكرة الفيلم بسيطة ومباشرة، إذ يتحدّث عن الشخص الوصولي الذي يريد الصعود على ظهر النادي، من خلال الترشح لرئاسة النادي، ويستخدم التزوير للإطاحة بالمرشح الملتزم بقضايا الناس، من خلال تكوين مجموعة من الموالين الذي يمهدون له الطريق.

البداية كانت مع دخوله النادي كلاعب، لا يجيد حتى الجري، ويسجل هدفا عن طريق الخطأ، فيتم تلميعه على أنه لاعب كبير. وعندما يدخل الانتخابات يفوز «أيمن امبرتو» على منافسه «صلاح دينو»، وتبدأ رحلة السعي لاقتناص الغنائم.

المباريات بين فريق «الحذاء الأبيض» و «الزلزال» يقوم بالتعليق عليها الممثل أمير دسمال، وكانت تُنقل على الهواء مباشرة على قناة «الجوراب الرياضية»! وهذه القناة تبث أيضا كل ما يصلها من أخبار عاجلة من النادي أولا بأول، من التحضير للمباريات، إلى النقل الحي من خيام المرشحين والشعارات التي يطرحونها لجذب الناخبين، إلى الصدامات بين أنصار المترشحين، وأخيرا الفضائح التي تكشفت لاحقا عن إدارة أيمن امبرتو وتسرب شريط يفضح طريقة التزوير بالتخلص من أوراق منافسه بما ضمن فوزه الحاسم بفارق خمسة آلاف صوت! وينتهي الأمر بلقطة (أكشن) رائعة، إذ يقوم أحدهم بتوجيه ضربة كرة قوية في بطنه، تخرجه من النادي كالصاعقة ولا يستقر إلاّ في حضن البحر على بعد مئات الأمتار!

تصوير الفيلم استغرق شهرا ونصف الشهر، ولم تتجاوز تكلفته الألف دينار، وتم تصويره بجهودٍ فردية، وعمل الجميع بروح الفريق الواحد، وهو ما ضمن هذا الأداء الجميل، رغم ضعف الإمكانات، إذ تم تصويره بآلة تصوير عادية من نوع «سوني»، والإضاءة اعتمدت على شخص يحمل المصباح وراء المصوّر.

مخرج الفيلم صادق حسين، شابٌ عمره 27 عاما، أراد أن يوجه رسالة بخصوص مشاكل الانتخابات والإشكاليات التي رافقتها، فأوصلت أشخاصا لا يخدمون الناس بمقدار ما يخدمون مصالحهم الخاصة. وبالتالي هي دعوة وتذكير للنواب بما وعدوا الناس به أثناء حملاتهم الانتخابية. الفيلم يشير أيضا إلى مشكلة التجنيس، وما يلعبه من دور سلبي على الواقع الاجتماعي، حتى من خلال مؤسسات الرياضة، إذ يستعرض شخصيتين عربية وآسيوية من النوع الذي لا يفكّر إلاّ في إزاحة الغير والحلول محله، وهذه الإشارة يرجعها المخرج إلى اهتمامه بمصلحة الوطن، فالتجنيس العشوائي يدفع جميع المواطنين ثمنه عاجلا أو آجلا.

الفنان أمير دسمال، الذي أضفى بتعليقاته طابعا إضافيا من المرح، قال إن تعاون الشباب وصدقهم هو الذي أخرج الفيلم بهذه الصورة، وإنتاج عمل درامي حقيقي لإبراز الطاقات الشبابية، متمنيا أن تكون هذه المؤسسة الصغيرة نواة لمشاريع أخرى، تقدم الفن الراقي الذي يخدم المجتمع.

العدد 2120 - الأربعاء 25 يونيو 2008م الموافق 20 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً