من خلال وجودنا ومتابعتنا الميدانية لرالي سورية الدولي الذي أقيم خلال الفترة من 5 حتى 7 من الشهر الجاري الذي تميز بمشاركة بحرينية مميزة بعد انقطاع دام أكثر من سنتين متواصلتين، أصر اثنان من نخبة السائقين البحرينيين وهما حسن الصددي وعبدالرحمن غلوم المشاركة حتى وإن كانت على حسابها الخاص على رغم أن مثل هذه المشاركات تحتاج إلى تمويل كبير ودعم من الشركات الوطنية.
استقبلنا بكل حفاوة ورحب بنا أحر ترحيب لأننا من (موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط)، وملامح الفرح والسعادة كانت واضحة على وجوه أبطال الشرق الأوسط الذين أكدوا لنا أن هذه المشاركة البحرينية هي أحد مفاتيح عودة الرالي البحريني، للأسف الشديد أن اعتقادهم لم يكن في محله، إنما كانت جهود خاصة وذاتية بذلناها في محاولة أخرى لجعل المسئولين عن الرياضة ورياضة السيارات بإعادة التفكير في إرجاع الرالي البحريني على أجندة السباقات الدولية، كثير ممن وجدوا من متسابقين ومسئولي الفرق والمنظمين وحتى رجال صحافة وإعلام أبدوا رأيهم في الموضوع واتفقوا معنا وأيدونا بفكرة رجوع رالي البحرين، وأكدوا جميعهم أنهم على أحر من جمر للرجوع إلى مملكة البحرين والمشاركة في سباقها الذي يعتبر من أجمل سباقات الرالي لما تتميز به صحراء البحرين من صعوبة وإثارة وتشويق.
كان لنا لقاء سريع مع أحد الوجوه الإعلامية المألوفة والمعروفة في عالم رياضة السيارات وهو الإعلامي المتخصص برياضة السيارات الأردني فراس النمري الذي أعرب عن أمله في رجوع رالي البحرين، وكانت لنا لقاءات أخرى مع متسابقين ومسئولين في هذا المجال سواء من البحرين أو من خارجها سيتم نشرها على صفحات «الوسط الرياضي» خلال الأيام القليلة المقبلة.
الإعلامي المتخصص برياضة السيارات فراس النمري أكد أن مملكة البحرين قادرة على استضافة جولة من جولات بطولة العالم للراليات، كما أنها الموقع الأنسب والأفضل لاستضافة أي حدث رياضي دولي ضمن رياضة السيارات، وهي قادرة ومؤهلة لذلك، فمملكة البحرين بحلبتها لؤلؤة الصحراء حلبة البحرين الدولية التي تعتبر موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط تستضيف سنويا إحدى جولات بطولة العالم للفورمولا 1 وهي قمة رياضة السيارات، واستضافت البحرين خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي الجولة الثالثة من البطولة وللمرة الخامسة على التوالي وسط تنظيم ناجح فاق التوقعات.
وأشار النمري في حديثه أيضا الى «ان البحرين استضافت قمة سباقات السيارات الفورمولا 1 فهذا يعني أنها قادرة على استضافة إحدى جولات بطولة العالم للراليات، فالإمكانات متوافرة والطاقات البشرية مؤهلة، ولا يصعب على هذا البلد الصغير تنظيم مثل هذا الحدث الدولي الكبير، كما أن أراضيها تسمح بذلك وعندها المساحات التي تؤهلها لاستضافة بطولة العالم أو بطولة الشرق الأوسط، فالاتحاد الدولي يسمح للبحرين أن تكون المسافات أصغر بحكم مساحتها، إضافة إلى ذلك فإن حلبة البحرين الدولية يمكن استغلالها كمرحلة من مراحل السباق، أما بالنسبة إلى السائقين فهناك الكثير من عشاق سباقات الرالي مثل النخبة حسن الصددي وعبدالرحمن غلوم والشيخ جابر بن علي آل خليفة وإبراهيم بوسميط، وأنا كلي ثقة أن البحرين لو أعلنت أنها ستقيم سباقات الرالي ستتكون قاعدة لممارسي هذه النوعية من سباقات السيارات وستجد المواهب التي تود المشاركة فيها، أما بالنسبة الى الكوادر فلا أعتقد أن البحرين تفتقر للكوادر الوطنية المؤهلة لإدارة وتنظيم مختلف سباقات السيارات فقد قطعت شوطا كبيرا في ذلك من خلال الاتحاد البحريني للسيارات والقيادات الرياضية المسئولة عن رياضة السيارات، فإيلي سمعان هو أحد الوجوه البارز في هذا المجال، إذ إن البطولات تستعين به وتستفيد من خبرته الكبيرة في هذا الميدان بالاضافة الى الفرق والمتسابقين في مختلف البطولات، ويمكن البدء بإقامة سباقات رالي محلي لإرجاع ممارسيه وبناء قاعدة لها ثم استضافة السباقات الدولية».
واستمر النمري في توضيح إمكان البحرين وقدرتها بالإقدام على استضافة أهم مسابقات الراليات الدولية قائلا: «البحرين من البلدان المؤسسة لرياضة السيارات في المنطقة وسباقات الراليات التي تعتبر أساس ونمط رياضة السيارات، وبطولة الشرق الأوسط تأسست في سنة 1984 وكانت للبحرين بصمة واضحة في ولادة هذه الرياضة التي يعشقها عدد هائل من السائقين والمنظمين والإداريين ومتذوقي هذه الرياضة الجميلة والمحببة إلى قلوب عشاق رياضة السيارات».
وكشف النمري عن موقف لا يمكن نسيانه وكان ذلك في العام 2004 وتحديدا في تاريخ 4 أبريل/ نيسان 2004 عندما استضافت البحرين أول سباق للفورمولا 1 وحازت من خلاله على جائزة أفضل تنظيم، إذ كان يوجد حينها ويتابع السباق الأول للفورمولا 1 في الشرق الأوسط ملك الأردن الملك عبدالله بن الحسين الذي ورث رياضة السيارات عن أبيه وهو أحد عشاقها وممارسيها، إذ إنه أذهل لما وصلت إليه البحرين في عالم رياضة السيارات، وكانت من هنا الانطلاقة والشرارة الأولى لاستضافة إحدى جولات بطولة العالم للراليات من خلال نظرته المستقبلية في المساهمة ودعم مشروع تطوير رياضة السيارات في منطقة الشرق الأوسط الذي تبناه ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، وتمكنت الأردن وبكل جدارة من تنظيم جولة ناجحة أشادت الدول الأخرى بمستوى تنظيمها. وبيّن النمري في الجانب ذاته قائلا: «البحرين تنفرد بخاصية تميزها عن بقية الدول وهي انتشار ثقافة رياضة السيارات بشكل رهيب وسريع عوضا عن تعاون المؤسسات الحكومية والرسمية والجهات الأهلية وعمّا تملكه البحرين من عدد هائل من المارشالز (منظمي رياضة السيارات) من ذوي الكفاءة والخبرة والمهارة العالية والذين يأتون في تصنيف هرمي بحسب الخبرة والإمكانات المتوافرة لديهم وكل يعي دوره ويؤديه على أكمل وجه، فالبحرين عندما ترفع شعار موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط يجب أن تدرك أن رياضة السيارات ليست سباقات الحلبة فقط، فلا يجب أن تكون سباقات الرالي غائبة عن بلد يملك كل هذه الإمكانات الفنية والبشرية وغيرها».
العدد 2120 - الأربعاء 25 يونيو 2008م الموافق 20 جمادى الآخرة 1429هـ