أعلن مدرب المنتخب التركي لكرة القدم فاتح تيريم عزمه الاستقالة وذلك في أعقاب الهزيمة التي مني بها المنتخب التركي أمام نظيره الألماني في المباراة التي أقيمت بينهما أمس الأول (الأربعاء) في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الأوروبية المقامة حاليا في النمسا وسويسرا.
وفي أعقاب المباراة التي أقيمت في مدينة بازل السويسرية بفوز ألمانيا بثلاثة أهداف مقابل هدفين قال تيريم إن فكرة عودته مرة أخرى لتدريب أحد الأندية في أوروبا «مرجحة إلى حد كبير».
وأكد تيريم أن المبادئ تفرض عليه أولا التحدث مع قيادات الاتحاد التركي لكرة القدم ومع لاعبيه قبل أن يتخذ قراره النهائي.
وسبق لتيريم أن درب أندية كبيرة مثل غلطة سراي التركي وفيورنتينا وآي سي ميلان الإيطاليين.
ولم يعلن تيريم (54 عاما) عن هوية ناديه المقبلة، وهو سبق له أن قاد نادي غلطة سراي إلى لقب كأس الاتحاد الأوروبي 2003.
وقال تيريم الذي قاد لفترة قصيرة نادي ميلان الايطالي: «لقد قلت سابقا إنني لن أدرب في تركيا الموسم المقبل، أنا شخص ينفذ وعوده، ربما سأذهب إلى ناد أوروبي لكن لست أنا من يعلن عن الوجهة».
وأضاف تيريم «إنني رجل أفي بكلمتي، لذلك من المرجح أن أعود إلى إحدى الدول الأوروبية. ولكن من غير اللائق بالنسبة لي أن أدلي بالمزيد من التفاصيل حول هذا الأمر قبل أن أتحدث إلى رئيس اتحاد الكرة التركي».
وأضاف تيريم الملقب بـ»الإمبراطور» «يجب أن أتباحث مع الاتحاد قبل الإعلان الرسمي، لقد ودعت اللاعبين بعد ان انتهت البطولة بالنسبة لنا».
وكانت تقارير تركية متلفزة نقلت عن رئيس الاتحاد التركي حسن دوغان بعد مباراة ألمانيا عدم رغبة الأخير بالافتراق عن تيريم نظرا لقدراته القيادية.
وأظهر تيريم فخره بفريقه الذي «أراد الفوز بشدة. كنا نأمل بلوغ النهائي لكنك تخسر أحيانا في الدقائق الأخيرة ويجب أن تقبل ذلك».
وعن النقاط التي يجب تحسينها في المنتخب التركي قال تيريم: «يجب أن نبحث البطاقات الصفراء التي نلناها، نحن الفريق الوحيد الذي أوقف له 4 لاعبين، يجب أن نلعب جيدا ونستمتع في الوقت ذاته. إنها فلسفتي التي ابحث عنها دائما. لعبنا اليوم أفضل مبارياتنا ولست من النوع الذي يبحث عن أعذار الغيابات أو الإيقافات».
وأضاف تيريم إن على تركيا الاستفادة من مبارياتها الأربع الأخيرة في المسابقة وان تبني عليهم كي تتأهل إلى المراحل الاقصائية في المونديالات المقبلة.
وكان المنتخب التركي حقق أفضل نتيجة له منذ 6 أعوام عند حلوله ثالثا في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
ورأى تيريم إن على تركيا أن «تكافح للاستمرار في الوصول إلى نصف النهائي، فكرة القدم مهمة في تركيا. نبضات 70 مليون قلب كانت مع اللاعبين خلال المباراة».
وقال المدرب التركي: «إن كرة القدم تمثل قطاعا مهما للغاية من الحياة في تركيا. فقد كانت قلوب 70 مليون تركيا تخفق مع اللاعبين. يجب أن يشارك فريق مثل المنتخب التركي في مثل هذه البطولات. من المهم أن توجد هنا، كما أنني أؤمن بفرصنا في المستقبل أيضا».
وعن أداء ألمانيا في اللقاء قال تيريم: «ألمانيا فريق جيد، وخصم عنيد. ليس سهلا أن توقفها فهي تملك أسلحة عدة، لكن اعتقد انه لو خضنا الوقت الإضافي لاختلفت النتيجة ربما، لأننا كنا سنخوضه بضغوط اقل».
وقال تيريم: «إن ألمانيا فريق جيد ومنافس جاد. وأيا كان ما أقوله عن المباراة الآن فقد أصبح متأخرا للغاية. أما تحليلات المباراة فستقوم بها الصحف المختلفة الآن».
وختم تيريم «اعتقد ان تركيا كانت الفريق الأكثر جاذبية في البطولة، كدنا نصل، لكن هذه كرة القدم!».
وأضاف «أعتقد أنهم (تركيا) أرادوا تقديم أداء جيدا. وتمكنوا من أن يثبتوا للعالم أنهم فريق جيد. إنني فخور للغاية بهم. لطالما كان أمرا مهما بالنسبة لي أن أقود لاعبين يستمتعون بالأداء الجيد. ربما لم نلعب جيدا جدا طوال البطولة، ولكننا قدمنا أداء رائعا».
وتتميز مسيرة تيريم مع المنتخب بقيادته لبطولتين كبيرتين، أوروبا 96 حين خرج من دون فوز أو حتى تسجيل أي هدف، وأوروبا 2008 إذ حقق نتائج ممتازة بعد بداية مخيبة أمام البرتغال. وقد خطّ مع لاعبيه السيناريوهات الأكثر إثارة في هذه البطولة.
العدد 2121 - الخميس 26 يونيو 2008م الموافق 21 جمادى الآخرة 1429هـ