خلال مؤتمر صحافي عقد في العاصمة النمسوية فيينا أمس (الخميس)، أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» اعتذاره لملايين المشاهدين حول العالم والقنوات الناقلة للحدث على انقطاع البث المباشر لمباراة تركيا وألمانيا في نصف نهائي كأس أمم أوروبا أمس الأول (الأربعاء)، موضحا أن الأسباب كانت خارجة عن إرادته.
وقال رئيس شركة يويفا ميديا تكنولوجيز المسئولة عن الإنتاج التلفزيوني للحدث ألكسندر فورتوي: «نعتذر للملايين ممن تأثروا بانقطاع بث مباراة بهذه الأهمية في أكثر من مناسبة، لقد وصلنا للأسباب ونؤكد أن ذلك لن يحدث في المباريات المتبقية».
وأوضح فورتوي أن سبب انقطاع البث هو عاصفة جوية ضربت مدينة فيينا خلال المباراة وصلت خلالها سرعة الرياح إلى 140 كلم في الساعة (وهي تقترب من سرعة الرياح خلال الأعاصير).
وأضاف فورتوي « تسببت هذه العاصفة في قطع التيار الكهربائي الذي يتم توفيره عبر شركة الكهرباء في المدينة عن مركز البث الرئيسي، وعلى رغم أن انقطاع التيار كان لمدة تقل عن الثانية، إلا أن ذلك تسبب في إعادة تشغيل جميع الأجهزة في غرفة التحكم الرئيسية وهو ما قطع البث لما يقارب 6 دقائق، وتكرر ذلك مرة أخرى خلال الشوط الثاني، فاضطررنا لنقل الاعتماد على المصدر الاحتياطي للطاقة وخلال ذلك حدث انقطاع ثالث في البث».
وتابع «وعلى رغم أن النظام الذي نعتمد عليه كان من المفترض أن ينتقل لمصدر الطاقة الاحتياطي تلقائيا من دون حدوث انقطاع في التيار، فشل النظام التلقائي في العمل لأسباب لا نعلمها بعد، علما أن الشركة المسئولة عن هذا النظام هي إحدى أفضل الشركات في العالم، وهي التي كانت المسئولة عن تصميم نظام مماثل لكأس العالم 2006 بألمانيا». كما أكد فورتوي للجميع أن هذا الانقطاع لن يتكرر أبدا خلال المباريات المتبقية حتى انتهاء البطولة لأن الشركة قررت الاعتماد تماما على المصدر الاحتياطي الذي تملك السيطرة عليه.
ورفض فورتوي الحديث عن مدى إمكان قيام القنوات الناقلة للحدث بطلب تعويضات مادية من «يويفا» بسبب ما حدث، مشيرا إلى أن هناك اجتماعات حالية بين جميع الأطراف بخصوص هذه المسألة.
وكانت العاصفة التي ضربت فيينا خلال المباراة قد أدت لحدوث حالة من البلبلة في المنطقة الخاصة بالمشجعين (فان زون) في وسط المدينة، وقد تدافع الآلاف للبحث عن ملجأ من الأمطار الغزيرة ما أدى إلى حدوث إصابات طفيفة للبعض، وقامت الشرطة النمسوية بإخلاء المنطقة خوفا من حدوث خسائر كبرى.
في الوقت نفسه، أدى الطقس السيئ في مدينة إنسبروك النمسوية إلى إغلاق منطقة المشجعين، في حين لم يتم الإبلاغ عن حدوث أية مشكلات في مناطق المشجعين في بقية المدن المنظمة للبطولة في النمسا وسويسرا.
وتوقف البث التلفزيوني للمباراة بعد تعطل أحد أجهزة البث التابعة «لمركز البث الدولي» في العاصمة النمسوية فيينا.
وقال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» في بيان ان إشارة الإرسال توقفت عدة مرات لأسباب تقنية في الشوط الثاني من المباراة عندما استعادت ألمانيا مستواها وأحرزت هدفا حسم المباراة لصالحها في الدقيقة الأخيرة لتفوز 3 أهداف مقابل هدفين لتركيا.
وأضاف البيان أن أسباب العطل الفني لا تزال تخضع للتحقيق خاصة لتقييم تأثير العاصفة الرعدية العنيفة المصحوبة ببرق والتي ضربت فيينا في الوقت الحالي.
وقال متحدث باسم «يويفا» إن القناتين الوحيدتين اللتين استطاعتا إذاعة لقطات خلال فترة العطل كانتا «الجزيرة الرياضية» والتلفزيون السويسري.
يذكر أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ البطولة التي يكون فيها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مسئولا عن البث التلفزيوني للمباريات.
من ناحية أخرى، أمرت السلطات النمسوية الصحافيين في «المركز الإعلامي الدولي» بفيينا بإخلاء المبنى أثناء العاصفة خشية ألا يتحمل المبنى عاصفة رعدية ثانية كانت هناك توقعات بان تضرب المدينة أمس الأول عقب العاصفة الأولى.
وأفادت أنباء بأن المبنى يستطيع تحمل رياح بقوة 120 كيلومترا في الساعة لكن المسئولين النمسويين أعربوا عن خشيتهم أن تكون العاصفة أقوى من ذلك.
العدد 2121 - الخميس 26 يونيو 2008م الموافق 21 جمادى الآخرة 1429هـ