العدد 2121 - الخميس 26 يونيو 2008م الموافق 21 جمادى الآخرة 1429هـ

الأتراك أعطوا العالم درسا في الكرة والألمان فازوا بتاريخهم وخبرتهم

لقاء «المانشافت» مع «السلاطين» في مرصد شمطوط الفني:

هذه كرة القدم في بعض الاوقات لا تعطي من يعطيها ومن يتألق طوال الـ90 دقيقة، وهذا هو حال الفريق التركي الذي خرج من مباراته أمام ألمانيا حزينا للخسارة بعد العرض الكبير الذي قدمه إذ لم يتأثر بغياب 8 لاعبين تقريبا، ولعب بالخطورة نفسها وكان قاب قوسين من الفوز لولا الماكنة لألمانية والخبرة والتاريخ الذي سيطر على الوضع وخرج الألمان بثلاثة أهداف لهدفين متوجين بالتأهل إلى الدور النهائي في أمسية كادت توقع بالمانشافت لولا الهدف الثالث في الوقت القاتل الأخير من عمر المباراة.

الفريق التركي كان في قمة عطائه من خلال التحرك والانتشار على مساحات الملعب واللعب على الطرفين بل التسديد القوي من خارج منطقة الجزاء ضاربين الخبرة والتاريخ الألماني بل الأجسام في الدفاع خصوصا، مهددين مرمى ألمانيا بكل الوسائل ومن كل حدب وصوب، ولكن هذه كرة القدم لا تعترف الا بالأهداف إذ كان المنعطف الكبير للانجاز التركي اقرب من خلال الأداء الفني القوي والعالي الذي قدمه الفريق، ولولا سوء الحظ لكان السلاطنة على منصة التتويج.

ومع ذلك لم يكن الفريق الألماني سيئا بل كان يلعب بحسب ظروف المباراة وعلى أخطاء الفريق التركي مستفيدا من خبرة معظم لاعبيه في طريقة وأسلوب اللعب، فنجح الفريق في كبح جماح الفريق التركي، واستطاع ان ينال من دفاع السلاطين بثلاثة أهداف ليؤكد للجميع أن ألمانيا قد تتعرض إلى المرض ولكن لن تهوي إلى الهاوية، ومازال يحمل طموحات الكبار في استعادة اللقب الذي فقده في البطولة السابقة، ويأمل هذه المرة ان يعود لمسقط رأسه محملا بالذهب، ولكن من سيواجهه سيكون أصعب سواء كان اسبانيا أو روسيا، فكلاهما سيكون الحصان الأسود في البطولة وسنرى من سيتوج أخيرا بالبطولة الأوروبية يورو 2008.

عن لقاء ألمانيا وتركيا والذي انتهى بفوز ألمانيا بثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد عرض قوي ومثير نال اعجاب الكثير من الجماهير والمتابعين، قام «الوسط الرياضي» برصد الرأي الفني للمدرب الوطني مكي شمطوط الذي قال: «اعتقد أننا شاهدنا مباراة عالية المستوى من الكرة الجميلة والرائعة والتنظيم داخل الملعب وطرق اللعب الجيدة، وصرنا نشعر ان الفرق الأوروبية تختلف عن باقي الدول حتى أميركا اللاتينية من خلال جودة اللاعبين وتميزهم، وتركيا أعطت كل الدول درسا في الأداء الفني على رغم النقص الواضح في صفوفه، وقدموا أداء عاليا ومباراة ممتازة بالحماس والاندفاع الهجومي، وانا استطيع ان اسميه البطل غير المتوج إذ لعب ناقصا أمام فريق بطل له تاريخه وسمعته وقوته واستطاع أن يهدد مرماه كثيرا».

وأضاف «الفريق التركي يوم أمس الأول استطاع ان يستحوذ على الكرة كثيرا وكانت لديهم القدرة بسبب ارتفاع اللياقة البدنية، والدليل في كل مباراة نشاهد الفريق يلعب من دون استسلام للطاقة الكبيرة المتفجرة منهم والتركيز على اللعب بصورة واضحة، وفي كل مباراة ترى الفريق يحرز الأهداف ولا اعتقد هجومهم يلعب بسلبية، إلى ذلك تراهم يعتمدون على التسديد القوي من خارج المنطقة وخصوصا أن دفاع ألمانيا قوي البنية ولديهم الطول والبنية الجسمانية ما جعل الاتراك يعمدون للتسديد من خارج المنطقة».

وتابع «اما ألمانيا فقد لعبت بسمعتها وخبرتها في مثل هذه البطولات الأوروبية العالية، فلديها مجموعة من اللاعبين لديهم الخبرة الكافية واستفادوا من أخطاء الفريق التركي وخصوصا الهدف الثاني الذي أخطأ فيه الحارس وغير مجرى اللعب حتى الهدف الأول أيضا».

ولكن على رغم ذلك لا نستطيع أن نظلمهم ونقول لا يستحقون الفوز، ولكن ما أقوله ان الأتراك فرضوا أسلوبهم وحماسهم واندفاعهم على المباراة وكانوا الأقرب إلى الفوز، وأما ألمانيا فعرفت من أين تؤكل الكتف وكسبوا اللقاء».

وقال أيضا: «بوصول ألمانيا إلى النهائي ستنفعهم خبرتهم الميدانية وسيلعبون بسمعتهم، ولكن لا أقول إنهم سيحسمون البطولة لصالحهم لان في المقابل اسبانيا أو روسيا وكل شيء يحدث، والبطولات الأوروبية من خلال البطولات السابقة شاهدنا فيها أكثر من حصان اسود مثل الدنمارك واليونان وقد نشاهد في هذه البطولة حصانا اسود آخر مثل اسبانيا أو روسيا».

العدد 2121 - الخميس 26 يونيو 2008م الموافق 21 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً