قال محافظ المصرف المركزي الإماراتي إن التَّضخم في الإمارات التي تربط عملتها بالدولار في طريقه إلى الاستقرار وإن الرفع المحتمل للفائدة الأميركية سيرفع قيمة الدولار المتهاوي.
وقال سلطان ناصر السويدي لـ«رويترز» على هامش اجتماع سنوي لمحافظي المصارف المركزية في بال أمس الأول (الأحد) إن منتجي النفط في دول الخليج العربية «متمسكون بموقفهم بشدة» فيما يتعلق بربط العملات بالدولار ولا يعتزمون رفع قيمة عملاتهم.
وبلغ التضخم في الإمارات 11,1 في المئة في العام 2007 وهو أعلى معدلاته في 20 عاما على الأقل. وارتفاع الأسعار يتسارع في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم إذ تزدهر الاقتصادات مع ارتفاع أسعار النفط إلى 7 أمثالها منذ العام 2002.
وفي حين يرتفع التضخم على مستوى العالم مع ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة يقول السويدي إن التضخم آخذ في الاستقرار في بلاده حاليّا.
وقال على هامش مؤتمر المصارف والتسويات الدولية: «انه يستقر الآن. وهذه أنباء طيبة».
ولا تصدر الإمارات بيانات شهرية عن التضخم. وبلغ التضخم في السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم 10,4 في المئة في مايو/ أيار متراجعا قليلا عن 10,5 في المئة في الشهر السابق.
وتجاهد منطقة الخليج للسيطرة على التضخم المتصاعد إذ تدعم أسعار النفط الصاعدة نمو الاقتصاد في حين يرفع ربط العملات الخليجية بالدولار الضعيف أسعار الواردات.
وربط العملات بالدولار يعني أن المنطقة ليس أمامها الكثير من الوسائل للسيطرة على التضخم إذ إن المصارف المركزية تتبع خُطى السياسة النقدية الأميركية إذ خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة منذ أزمة الائتمان العالمية العام الماضي.
ودفعت تخفيضات الفائدة في الخليج أسعار الفائدة الحقيقية إلى قيمة سالبة في المنطقة ما زاد الطلب على الائتمان. غير أن السويدي قال إن الدولار من المرجح أن يرتفع في الأجل القريب وانه ليس هناك تغيير في سياسة الصرف في المنطقة. وقال: «نحن متمسكون بموقفنا بشأن الربط ولا نعتزم رفع قيمة العملة. نحن متمسكون بذلك تماما. ونرى أن التضخم سيدفع الولايات المتحدة إلى رفع الفائدة في المستقبل القريب وهذا من شأنه رفع قيمة الدولار. فلماذا نفعل أي شيء يتعارض مع مصلحتنا؟» .
وانشقت الكويت عن الصف الخليجي بالتخلي عن ربط عملتها بالدولار الذي قالت انه يدفع أسعار الواردات إلى الارتفاع. ومنذ ذلك الحين سمحت للدينار بالارتفاع بأكثر من 9 في المئة.
ومع هبوط الدولار متجاوزا عدة مستويات قياسية أمام اليورو وسلة عملات رئيسية هذا العام بدأ المستثمرون يراهنون على أن الإمارات وقطر قد تتبعان خطى الكويت بهدف مكافحة التضخم.
لكن المراهنات على إصلاح العملة تراجعت منذ ابريل/ نيسان الماضي عندما اتفق حكام الخليج على أنهم لا يعتزمون التخلي عن ربط عملاتهم بالدولار أو رفع قيمتها قبل تحقيق الوحدة النقدية في الخليج.
ورد السويدي على سؤال عن أسعار النفط التي تجاوزت مستوى 142 دولارا للبرميل (الجمعة) الماضي قائلا: «إن ارتفاع أسعار النفط يمثل سيفا ذا حدين للإمارات».
وأردف «أسعار النفط... نريد أن نراها تنخفض... إلى أي مستوى تسمح به السوق.أعلم أن ذلك يفيد الإمارات لكنه يخلق مشكلات أخرى».
العدد 2125 - الإثنين 30 يونيو 2008م الموافق 25 جمادى الآخرة 1429هـ