العدد 2125 - الإثنين 30 يونيو 2008م الموافق 25 جمادى الآخرة 1429هـ

اراغونيس أسكت الإسبان وحير الاتحاد في خليفته

لم يكن غريبا أن يتجمع لاعبو المنتخب الاسباني لكرة القدم حول مديرهم الفني العجوز لويس اراغونيس ويرفعونه عن الأرض ويقذفونه في الهواء تعبيرا عن حبهم وتقديرهم الشديد له بعد دقائق قليلة من انتهاء المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة (يورو 2008).

وتغلب المنتخب الاسباني على نظيره الألماني 1/صفر في المباراة النهائية للبطولة مساء أمس الأول (الأحد) على استاد «إرنست هابل» لينطلق اللاعبون نحو مدربهم القدير الذي قاد الفريق إلى الفوز ليرد على جميع الانتقادات التي وجهت إليه على مدار الفترة التي قضاها مع الفريق.

وكانت لحظة مفعمة بالمشاعر والأحاسيس الجياشة بالنسبة الى اراغونيس أكبر المدربين سنا من بين جميع مدربي بطولة يورو 2008 وخصوصا أن اللقب هو الأول لفريقه في البطولات الكبيرة منذ 44 عاما وتحديدا منذ أن فاز الفريق بلقب البطولة الأوروبية الثانية العام 1964 بإسبانيا.

ويترك اراغونيس المنتخب الاسباني بعد الفوز باللقب الأوروبي وبعد أربع سنوات قضاها في قيادة الفريق ليتجه في الفترة المقبلة إلى تدريب أحد الأندية.

ولكن الاتحاد الاسباني للعبة قد يتمنى الآن إقناع اراغونيس بالبقاء مع الفريق وخصوصا بعد سماع تصريح مهاجم المنتخب الاسباني فيرناندو توريس وصاحب الهدف الوحيد في المباراة النهائية ليورو 2008.

وقال مهاجم ليفربول الانجليزي توريس: «لويس بالنسبة إلينا مثل أحد اللاعبين بالفريق كما أن له دورا أبويا في الفريق. ربما يكون (اراغونيس) أهم العوامل في بناء هذا الفريق لأن لديه ثقة كبيرة للغاية في هذه المجموعة من اللاعبين. نشعر بالسعادة لأنه سطر اسمه في تاريخ كرة القدم الاسبانية من خلال آخر مباراة له مع الفريق».

أما اراغونيس نفسه فكان أكثر اعتدالا بشأن التعليق على الدور الذي لعبه لقيادة الفريق إلى إنهاء فترة الانتظار والجدب التي سادت طويلا قبل أن يحرز الفريق هذا اللقب الأوروبي.

وقال اراغونيس: «كنت دائما أقول إنه إذا قدت هذه المجموعة من اللاعبين بشكل جيد سيصبحوا أبطالا. اللاعبون يدركون جيدا مدى ثقتي بهم ومدى ثقتهم بأنفسهم. أعتقد أن لدينا فريقا جيدا واستثنائيا».

وأظهر اراغونيس إصراره على الفوز بالبطولة من خلال تصريحاته في الليلة السابقة ليوم المباراة إذ قال: «ما من أحد يتذكر أصحاب المركز الثاني. ويتحدث الناس أحيانا عن هؤلاء الذين يصلون للمباراة النهائية. ولكن الاقتراب من الفوز باللقب ليس كافيا. وفي النهائي يجب أن تحقق الفوز لأن من يحرز المركز الثاني لا ينال أي شيء».

والآن أصبح لدى إسبانيا المنتخب القادر على الوجود في سجلات تاريخ إذ قاد اراغونيس الفريق للفوز باللقب الأوروبي للمرة الأولى منذ فوز إسبانيا بلقب البطولة الأوروبية الثانية العام 1964 بإسبانيا.

وأعرب اراغونيس عن سعادته البالغة بهذا النصر الذي تحقق لإسبانيا كلها.

واستحق المنتخب الاسباني الفوز بلقب البطولة وكان وصول الفريق إلى المباراة النهائية والعرض الرائع أمام المنتخب الألماني أفضل رد على المشككين والمنتقدين لاراغونيس.

وسيكون فيسنتي دل بوسكي المدير الفني السابق ريال مدريد الاسباني هو المرشح الأول لخلافة اراغونيس وقيادة الفريق إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.

وأكد اراغونيس قبل المباراة النهائية رحيله من تدريب المنتخب الاسباني لأن أحدا لم يفعل شيئا من أجل الإبقاء عليه مشيرا الى أن أحدا لم يطلب منه أي شيء ولذلك قرر الرحيل ولن يتراجع عن قراره موضحا أن الأمر بسيط للغاية ولا يحتاج إلى تفسير.

وقال: «قضيت أربع سنوات أدافع عن بلدي. والتوقف عن هذا الدفاع ربما يولد بعض المشاعر بالحنين إلى الوطن. ولكنني سأواصل العمل في مجال كرة القدم لأنني أرى ضرورة في الاستمرار في العمل». ويحتفل اراغونيس في الشهر المقبل بعيد ميلاده السبعين لكن تردد بقوة في الآونة الأخيرة أنه سينتقل قريبا لتدريب فريق فنربشخة التركي.

وكان لقب يورو 2008 هو الأبرز لاراغونيس على مدار مسيرته التدريبية التي شهدت تدريب الكثير من الأندية مثل برشلونة وفالنسيا الاسبانيين بالإضافة لفريق أتليتكو مدريد الذي لعب في صفوفه لمدة عشر سنوات قبل أن يتولى تدريبه أربع فترات منفصلة.

وسبق لاراغونيس أن فاز بألقاب الدوري الاسباني وكأس إسبانيا وكأس انتركونتيننتال وكأس السوبر الاسباني قبل أن يتولى تدريب المنتخب الاسباني في العام 2004.

ويمثل لقب يورو 2008 دفاع اجيدا عن اراغونيس الذي عانى كثيرا من علاقته السيئة بالمشجعين ووسائل الإعلام ولذلك قال بعد الفوز اللقب الأوروبي إن هذا اللقب يعيد إليه الحياة.

وقال اراغونيس: «تعرضت لانتقادات حادة في بعض الأحيان. هذا الانتقاد حفزني وحثني على إنجاز الأمور بشكل أفضل». وواجه اراغونيس ردود فعل معادية في العاصمة الاسبانية مدريد اثر استبعاده نجم هجوم ريال مدريد وصاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب مع المنتخب الاسباني راؤول غونزاليس.

وضاعف اراغونيس من الانتقادات الموجهة إليه بإصراره على عدم إعادة راؤول لصفوف الفريق في يورو 2008 على رغم تألقه مع ريال مدريد في الشهور التي سبقت البطولة.

واشتهر اراغونيس بسلوكه الفظ في الحديث كما وضع نفسه في مشكلات عديدة بسبب تصريحاته العنصرية عن المهاجم الفرنسي تييري هنري وعلى رغم ذلك قد تصبح كل هذه الأمور في طي النسيان إذا توج الفريق بلقب يورو 2008 لتكون أول بطولة كبيرة يفوز الفريق بلقبها منذ فوزه بالبطولة الأوروبية الثانية العام 1964 بإسبانيا.

وعلى رغم بلوغه السن الذي يستمتع فيه معظم المدربين بالراحة بعد الاعتزال لم يفقد اراغونيس أبدا رغبته وعشقه لكرة القدم على مدار مسيرته الرياضية وحتى الآن كما يرغب في الاستمرار في التدريب على مستوى الأندية بعد نهاية يورو 2008.

وخلال فعاليات البطولة الحالية تردد أنه وافق على توقيع عقد مع فريق فنربخشة التركي وعلى رغم ذلك نفى اراغونيس ذلك. كما تلقى اراغونيس مطالبات بالاستمرار في تدريب المنتخب الاسباني.

وقال اراغونيس: «أفتخر بأن عملي يجد هذا التقدير ولكني اتخذت قرارا قبل بداية البطولة الحالية بترك تدريب الفريق عقب نهاية يورو 2008. وهو قرار نهائي».

ويمثل اراغونيس نموذجا يحتذى مع هذا الفريق الذي يتمنى تحقيق الأفضل وهو ما اكتشفه قائد ريال مدريد الاسباني ونجم هجوم المنتخب الاسباني سابقا راؤول غونزاليس.

وقال راؤول قبل بداية البطولة إن اراغونيس لا يخشى توجيه صدمة إلى الأسماء الكبيرة أو أصحاب السمعة الرنانة.

وعلى رغم الامتعاض الذي بدا على مهاجم المنتخب الاسباني فيرناندو توريس لدى استبداله في الشوط الثاني من المباراة التي تغلب فيها فريقه على المنتخب الروسي 4/1 في بداية مشوار الفريقين بالبطولة الحالية قال اراغونيس إنه لن يتصرف مع الموقف بحماقة وواصل الدفع باللاعب في المباريات التالية.

واستبدل اراغونيس اللاعب توريس قبل نهاية المباراة ولكن اللاعب لم يبد امتعاضا هذه المرة.

وكافأ توريس مدربه الكبير وإسبانيا كلها بتسجيل هدف المباراة الوحيد في شباك المنتخب الألماني.

أما آخر مطالب اراغونيس قبل الرحيل من تدريب المنتخب الاسباني فكانت عدم التعامل مع المدرب الجديد بالأسلوب نفسه الذي تحمله هو كثيرا خلال فترة قيادته للفريق.

وقال اراغونيس: «من فضلكم عاملوا المدرب الذي سيخلفني جيدا بقدر المستطاع حتى يستطيع تأدية مهمات عمله. كانت لدي القدرة الذهنية للتعامل مع كل الأمور التي واجهتها. وربما لا يمتلكها المدرب الجديد».

العدد 2125 - الإثنين 30 يونيو 2008م الموافق 25 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً