كشف السفير العراقي في البحرين غسان محسن في تصريح لـ «الوسط» عن أن وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أكد «أن إجراءات تعيين السفير البحريني في العراق في طور الانتهاء، وأن اسم السفير المُعيَّن سيُعلَن قريبا».

وقال السفير على هامش الإعلان عن افتتاح مطار النجف الدولي في العشرين من الشهر الجاري، إن «السفارة العراقية مستعدة للتنسيق بين السلطات البحرينية والعراقية بشأن أمور الزوار».

وذكر عدد من أصحاب الحملات والمتعهدين بتنظيم زيارات للمراقد المقدسة في العراق أن بعض شركات الطيران تدرس حاليا تسيير رحلات مباشرة من البحرين إلى مدينة النجف مع افتتاح المطار الجديد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيجعل وصول البحرينيين للعراق أكثر أمانا

افتتاح مطار النجف قريبا... ودراسة تسيير رحلات من البحرين

الوسط - صادق الحلواجي

قال عدد من أصحاب الحملات والمتعهدين بتنظيم زيارات للمراقد المقدسة في العراق إن مطار النجف الدولي سيفتتح في 20 يوليو/ تموز الجاري. وذكروا أن بعض شركات الطيران تدرس تسيير رحلات مباشرة من البحرين إلى مدينة النجف مع افتتاح المطار.

وأوضح صاحب حملة (أبواحمد) أن افتتاح مطار النجف سيوفر الكثير من الإجراءات الرسمية التي تتطلب وقتا وجهدا طويلا للانتهاء منها، إذ تستغرق رحلة الزوار البحرينيين من البحرين إلى كربلاء أو النجف أكثر من 30 ساعة من دون تأخير خلال مواسم الزيارات مثل عاشوراء وذكرى الأربعين، مبينا أن الوضع الأمني للزوار سيكون أفضل بنسبة 100 في المئة حين يصلون للعراق عن طريق مطار النجف، لأن المطار يقع في المنطق الوسطى بين كربلاء والنجف ولا يتطلب سوى 20 دقيقة فقط لحين الوصول إلى كلا المدينتين.

وأضاف أبوأحمد أن الشركة المعنية بإدارة مطار النجف وعددا من شركات الطيران تدرس حاليا عملية تسيير رحلات مباشرة من البحرين لمدينة النجف، أو عبورا على دولة الكويت أو الإمارات. لافتا إلى أن أسعار تذاكر السفر يتوقع أن تكون نسبية ومناسبة، وستقلل بدورها من كلفة الرحلة الكلية التي يطلبها المقاول البحريني من الزوار.

وبين أبوأحمد أن الكثير من الزوار يعتقدون أن أصحاب الحملات والمتعهدين يتعمدون رفع الأسعار على الزوار بقصد تحقيق أرباح مالية، إلا أن ذلك غير صحيح إلى حد ما، لأن أصحاب الحملات والمتعهدين مجبرين على دفع مصاريف تذاكر السفر التي ارتفعت كثيرا مع ارتفاع أسعار النفط، وكذلك ارتفاع كلفة السكن والمأكل في المناطق المقصودة في العراق بنسبة تزيد عن 3 أضعاف ما كانت عليه. وبالتالي فإن كل ذلك يسهم في رفع كلفة الرحلة الإجمالية للرحلة، وأن أصحاب الحملات لا يستفيدون إلا نسبة طفيفة جدا إن كانوا ينوون تسيير رحلات إلى العراق.

ومن جهته، قال المقاول محسن المدحوب إن «مطار النجف سيستمر طيلة الأيام العشرة الأولى من افتتاحه في تسيير رحلات داخلية فقط، وبعدها ستتحول الرحلات إلى دولية»، مبينا أن «هناك أنباء بشأن نية شركات في تسيير رحلات من البحرين لمدينة النجف، إلا أنها لم تجدول رحلاتها وتطرح الأمر فعليا لأن الناقلات الوطنية تفضل وجود سفارة لبلدها في البلدان التي تسافر إليها».

وأردف المدحوب أن «الحكومة العراقية تولي اهتماما كبيرا بالزوار البحرينيين وغيرهم في مختلف المواسم طيلة العام، وأن المطار الجديد سيساعد الحكومة العراقية على تفادي الكثير من العقبات في توفير الأمن للزوار المتوافدين على النجف وكربلاء بالذات».

واتفق المدحوب مع ما ذهب إليه صاحب حملة أبوأحمد بشأن تسيير رحلات أسبوعية وخلال العطل القصيرة لمدينة النجف وكربلاء، وقال «إن الكثير من الزوار ممن يعكفون على استغلال العطل القصيرة في زيارة المدنية المنورة والعمرة، سيفضلون زيارة مدينة النجف وكربلاء كخيار آخر إذا توفرت رحلات مباشرة أو عابرة سريعة على دول مجاورة، وبأسعار تذاكر مناسبة».

وعلق السفير العراقي في مملكة البحرين غسان محسن في تصريح لـ «الوسط» بالقول إن «السفارة العراقية في أتم الاستعداد للتنسيق بين السلطات في البحرين والعراق بشأن أمور الزوار، إلا أنه لا يوجد حاليا تنسيق مباشر بين السفارة ومطار النجف الدولي، على اعتبار أن السفارة تتعامل مباشرة مع السلطة العراقية».

وأضاف محسن أن «محافظ النجف زار البحرين أخيرا وبحث توفير ناقلات عربية مباشرة لمطار النجف الدولي، والأمر الآن قيد الدراسة والتخطيط للمرحلة الفعلية»، منوها إلى أن «السفارة العراقية تأمل أن يكون مطار النجف بادرة خير لتوطيد العلاقة بين البلدين والشعبين العراقي والبحريني، وذلك ليس على صعيد الزيارات الدينية فحسب، بل حتى على الصعيد التجاري والسياسي وغيره».

ولفت محسن إلى أن «وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أكد في اتصالات أن إجراءات تعيين السفير البحريني في العراق في طور الانتهاء، وسيعلن عن اسم السفير قريبا».

جاء ذلك على هامش إعلان محافظ النجف أسعد أبوكلل موعد افتتاح مطار النجف الدولي الذي يجري العمل فيه منذ أكثر من عام، في العشرين من يوليو/ تموز الجاري. وقال أبوكلل في بيان صحافي إن «نتائج الفحوصات لمدرج مطار النجف الدولي كانت ناجحة، بعد أن وصلت إلى الحكومة المحلية من الشركة الاستشارية المختصة».

وأضاف أن «افتتاح المطار سيشهد حدثا تاريخيا مفرحا لكل العراقيين، إذ يعتبر افتتاح المطار اللبنة الأولى في إنشاء مطار دولي كبير»، موضحا أن «كل الاحتياجات المطلوبة لاستقبال ووداع المسافرين تم تجهيزها».

وأشار أبوكلل إلى أن «وفدا متخصصا سيصل إلى إدارة المطار لمدة شهر واحد، وأن اتفاقا أبرم مع شركة كويتية لإدارة المطار وتدريب الكوادر العراقية العاملة، بينما أبرم عقد آخر مع شركة «غلوبل» الإنكليزية لحماية المطار».

وكانت السلطات المحلية لمحافظة النجف جنوب العراق، بدأت أواخر العام 2006 العمل على توسيع مهبط عسكري للمروحيات وتحويله إلى مطار مدني، يساعد في الترويج للسياحة الدينية في المدينة التي تضم مرقد الإمام علي (ع) وأبرز الحوزات الدينية.

ويقع المطار على بعد عشرة كيلومترات جنوب شرق النجف، وتبلغ مساحته نحو 11 كلم مربعا، إذ شهدت السياحة الدينية في مدينة النجف ازدهارا ملحوظا في الأعوام الأخيرة حيث يزورها أكثر من ألف إيراني يوميا وفقا لاتفاقية مع الحكومة العراقية، بالإضافة المئات من العرب والأجانب. ويتطلع معظم الشيعة في العالم إلى دفن موتاهم في مقبرة وادي السلام في النجف.