في الوقت الذي حذرت فيه المنظمات الصحية من وجود أنواع من العدسات اللاصقة في الأسواق العالمية لها مضار سلبية على العين، صدرت عدة قرارات وزارية في مصر بعدم صرف أي عدسة لاصقة سواء كانت طبية أم ملونة إلا من خلال طبيب العيون المتخصص، وذلك بعد الكشف الطبي الدقيق وفحص القرنية.
وحذرالطبيب بكلية الطب جامعة طنطا بمصر محمد سامح الشوربجي من ارتداء العدسات اللاصقة الملونة وخصوصا بعد أن فقدت فتاتان بصرهما بسبب استخدام عدسات لاصقة مباعة من المحلات من دون استشارة طبيب عيون متخصص، ففي حال الفتاة الأولى أدى استخدام العدسات اللاصقة مجهولة المصدر إلى حدوث إلتهاب شديد بقرنية العين أدى إلى خراج وفقد الإبصار.
ويضيف الشوربجي «وفي حال الفتاة الثانية فقد أدى استخدام هذه العدسات إلى حدوث قرحة بالقرنية أدت إلى عتامة وتحتاج الفتاة إلى عملية ترقيع للقرنية لإستعادة الإبصار مرة أخرى، علما بأن عملية ترقيع القرنية للعين الواحدة يكلف وزارة الصحة أكثر من 10 آلاف جنيه، ويؤكد أستاذ الرمد بجامعة قناة السويس كارم قلقيلة على ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات الصارمة لمنع بيع العدسات اللاصقة بمحلات النظارات والصيدليات والأماكن الأخرى، إذ إن هذه التجارة تخالف القانون والقرارات الوزارية التي نصت على وضع لافتة في مكان ظاهر مثبت عليها بخط واضح عبارة «لا تصرف عدسات لاصقة للجمهور» ويقتصر صرفها على أطباء العيون المختصين.
وطالب كارم أن يشمل القرار الوزاري الصيدليات وشركات استيراد وتوزيع العدسات اللاصقة والاتصال بالجهات الخاصة بالجمارك للعمل على منع ظاهرة تهريب عدسات لاصقة غير معلومة المصدر إلى السوق المحلية حرصا على مصالح المرضى.
ويرى أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة القاهر رياض شلش أن المرأة عموما تحب أن تظهر جمالها في كل وقت وبالتالي بدلا من استخدام نظارات النظر الطبية بدأت تستخدم العدسات اللاصقة الطبية بأنواعها المختلفة وبألوانها الزاهية لتعويض وإصلاح بعض أمراض العيون «طول وقصر» النظر ولكن هناك نوع آخر من العدسات وهي العدسات الملونة التجميلية والتي أصبحت موضة شائعة بين السيدات والفتيات المراهقات.
ونبه شلش إلى أن هذه العدسات التجميلية تحمل مخاطر صحية على العين ولذلك يجب أن تعامل مثل هذه العدسات معاملة الدواء، بحيث لا تصرف إلا بروشتة من طبيب متخصص بأمراض العيون، لأن العدسات الملونة تكون ملاصقة للقرنية وهو جزء شفاف نرى من خلاله لون العين. ويضيف قائلا: القرنية من أكثر أجزاء الجسم حساسية لذا يجب علينا أن نحافظ على حيويتها ولا نلجأ لغير المختص، فقد يعطي عدسات غير مناسبة للعين إذ إن العدسات الملونة يتم تصنيعها بمقاييس موحدة لغالبية العيون وليس كلها ويمكن أن يتم إعطاء عدسة مناسبة، ولكن من دون التنبيه على مدة صلاحيتها التي تختلف من عدسة إلى أخرى.
ويشير إلى أن هناك الكثير من الموانع لاستعمال العدسات اللاصقة ومنها العيون التي يقل إفراز الدموع بها وأيضا التي سبقت إصابتها بفيروس في القرنية، وينصح بغسل اليدين جيدا قبل ارتداء أو خلع العدسات وأن يتم خلعها قبل النوم، وفي حال إحمرار العين وانتفاخها بسبب حساسية أو عدوى يجب الامتناع عن ارتداء العدسات فورا واستشارة طبيب عيون.
في المقابل قال أستاذ الرمد بجامعة الأزهر أحمد برادة: إن استخدام العدسات اللاصقة يصبح عمليا إذا اتبع التالي: انخفاض العين وقد يحدث لمستخدمي العدسات أثناء الصيف لكثرة إفراز العين للدموع نتيجة درجة الحرارة العالية والوجود في أماكن مكيفة، أوضح برادة أن العدسات اللاصقة أصبحت الحل الأمثل لعلاج ضعف الإبصار وبديلا جيدا للنظارات الطبية وذلك لأنها ملاصقة للقرنية على عكس النظارات الطبية.
وأشار إلى أن عدم استخدام العدسات اللاصقة بعد انتهاء صلاحيتها، إذ يتغير لونها إلى اللون الأصفر مع وجود بعض الترسبات البيضاء والتي لا يستطيع المحلول الخاص بها مسحها وأنه يجب التأكد من خلع العدسات قبل النوم لمنع حدوث مضاعفات وتورم بالقرنية وذلك حتى نعطي فرصة للعين للتنفس الجيد، إذ تقل نسبة الأكسجين داخل العين أثناء النوم، ونصح الفتيات بالابتعاد عن عادة تبادل العدسات الملونة بين بعضهن، لأنه يجب أن يكون لكل شخص عدسته الخاصة به. وأكد على أهمية إجراء الفحوصات الطبية للعين قبل وضع العدسات للتأكد من كفاءتها وعدم وجود حساسية مفرطة بها أو مشكلة بالجفون. ويقول أستاذ طب العيون بجامعة عين شمس عبد الشفيق محمد عادل: نحن لا ننصح بلبس العدسات لفترات طويلة وإذا تم استخدامها فإنه يجب أن يكون بحرص، كما أنها لا تعد بديلا للنظارة بنسبة 100 في المئة لأنه بعد فترة من استخدامها لا يستطيع المريض لبس العدسات اللاصقة مع مرور الزمن إذ تترسب عليها بعض الشوائب ما يضعف الرؤية وتعمل كمهيج للعين ما يشعر الشخص بعدم الراحة أثناء وجود العدسات اللاصقة في العين، وهذه الترسبات ينتج عنها ضعف الرؤية وإحمرارا وتحرشا في العين وقلة نفاذ الأكسجين من خلال العدسة للقرنية ونتيجة لذلك تكثر البكتريا بشكل دائم يؤدي إلى تغيير في طبيعة البروتينات وإذا دخلت الجسم تسبب حساسية يطلق عليها «الرمد الطبيعي» ومعني ذلك أن المريض بعد عدة سنوات من استخدام العدسات لا يستطيع لبسها مرة أخرى لهذا نجد معظم الطبيبات والأطباء لا يلبسون العدسات لأنها لا تتناسب مع طبيعة عملهم ولا تتحمل العين لبسها لساعات كثيرة
العدد 2303 - الخميس 25 ديسمبر 2008م الموافق 26 ذي الحجة 1429هـ