العدد 2303 - الخميس 25 ديسمبر 2008م الموافق 26 ذي الحجة 1429هـ

عمى الألوان ميئوس من علاجه... لكن يمكن التعامل معه

يستطيع الطفل ليو ابن الرابعة أن يميز من الألوان بوضوح الأسود والأبيض والأزرق والأصفر لكنه يواجه غالبا مشكلة في تمييز ما عداها من ألوان.

وأوصت ممرضات دار الحضانة التي يتعلم فيها بأن يجرى له فحص على يد طبيب عيون وقلن إن ليو يعاني في التعرف على الأشكال المرسومة على اللوحات بنقاط ملونة. ولم يكن بمقدور الطفل أن يتعرف على هذه الأشكال. وجاء تشخيص الطبيب أنه مصاب بعمى الأخضر والأحمر.

ويشير البروفيسور هيرمان كراستل وهو متخصص في طب وجراحة العيون يعمل في هايدلبيرج إلى أن نحو 8 في المئة من الذكور و0.4 من الإناث يولدون بعمى الأحمر والأخضر. ويوضح أنه بسبب عيب جيني (وراثي) صغير ترسل مستقبلات الصورة في قرنية العين معلومات قاصرة عن اللون من خلال العصب البصري إلى المخ.

وعمى الأحمر والأخضر معروف منذ زمن طويل. وهو يسمى أيضا بـ «الدالتونية» نسبة إلى الكيماوي والطبيب الإنجليزي جون دالتون الذي كان هو نفسه مصابا بهذا الخلل وكان من أوائل من وصفوا حال القصور في رؤية الألوان.

وكان دالتون الذي توفي في العام 1844 يرى البرتقالي والأصفر والأخضر على أنها ظلال مختلفة للون الأصفر.

وتمكن العلماء من إثبات أن دالتون كان يعاني من عمى ألوان بعد 150عاما من وفاته حسبما ذكر بيرند فيسينجر الذي يجرى أبحاثا على الأسباب الوراثية لعمى الألوان وهو مدير معمل دراسات الجينات الجزيئية في مستشفى العيون بجامعة توبنجين. وتم رصد الجين المشوه عند دالتون في حمض نووي (دي إن إيه) من نسيج محفوظ من عينه.

ويوضح فريتس بوسر وهو اختصاصي بصريات بمدينة أولتن السويسرية ومصاب بعمى الأحمر والأخضر «إننا فقط نرى بصورة مختلفة». ويقوم بوسر بتدريب متخصصين في الإعاقة البصرية ومدرسين للضعف البصري في ألمانيا.

ويقول «حينما أقوم بجمع ثمار العليق مع ابني فإنه يجمع كميات أكبر من الفراولة بينما أتعرف أنا على العليق بصورة أفضل».

ويشير طبيب وجراح العيون كراستل إلى أن بعض المصابين بعمى الألوان يميزون بين ظلال الأصفر البني والأصفر الرمادي والبني أفضل من الذين يتمتعون بإبصار طبيعي».

ويوضح بوسر إن مشكلات الألوان تأثيرها قليل على حياته اليومية، مضيفا «أكبر ما تشكله من قيود هو اختيار الوظيفة»، فالمصابون بعمى الألوان لا يناسبهم العمل كطيارين أو قباطنة أو سائقي قطارات وكلها مهن تحتاج إلى التعرف المؤكد على الإشارات اللونية.

وعمى الألوان لا شفاء منه وليس قابلا للتصحيح. لكن المصابين به من يتطلعون إلى «وسيلة مساعدة» يمكنهم أن يجدوا بسهولة عروضا عبر الإنترنت عن عدسات خاصة ذات مصافي ألوان يفترض أنها قادرة على تصحيح عمى الأحمر والأخضر.

ويشير كراستل إلى أن العدسات تغير بالفعل رؤية الألوان وربما تمكن الشخص المصاب بعمى الأحمر والأخضر من اجتياز اختبارات جدول الألوان. ومع هذا فإنها تضعف من رؤية الألوان بطرق لا تشملها هذه الجداول. ويقول كراستل «ببساطة يحدث تحول في المشكلة». وينصح الخبراء هؤلاء المصابين بعمى الألوان بتقبل المرض.

أما الأطفال بغض النظر عن مسألة ظهور أعراض عليهم فإنه يتعين إخضاعهم لفحوص عمى الألوان حينما يبدأون حياتهم المدرسية، على أقصى تقدير، لتجنب صعوبات التعليم.

ويشير كراستل إلى أن «المواد المرتبطة بالألوان مثل الخرائط تستخدم باستمرار في المدارس».

وإذا ما أظهر التشخيص إصابة الطفل بعمى الألوان فإنه يتعين إبلاغ المدرسين. ويجب كذلك أن يكون الطفل على وعي بالمشكلة. ومن وسائل التحايل عليها استخدام أقلام الرصاص الملونة»

العدد 2303 - الخميس 25 ديسمبر 2008م الموافق 26 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً