العدد 2129 - الجمعة 04 يوليو 2008م الموافق 29 جمادى الآخرة 1429هـ

عبدالنبي الفردان: بدأت بـ«سبع صنايع»... وحزين لفراق «ملامح بشر»

ينطوي المشهد الفني الدرامي على الكثير من الجنود المجهولين الذين يسهمون في بناء الدراما المحلية والخليجية التلفزيونية والسينمائية، ويبذلون جهودا كبيرة لإنجاز هذا العمل أو ذاك، معبرين عن ذواتهم وأحاسيسهم الفنية المرهفة وإسباغها على أجواء ومكونات العمل الفني كافة، وفي مقدمة هؤلاء المجهولين المصورون، وفي صفحاتنا هذا اليوم نخص من هؤلاء المصورين «أباهم» كما يطلق عليه غالبية المصورين الفوتوغرافيين والتلفزيونيين... وهو المصور البحريني المبدع عبدالنبي الفردان.

فهو واحد من هؤلاء المصورين الذين أبدعوا وأجادوا في تصوير الكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية... وقف خلف الكاميرا بقيادة مخرجين ومصورين معروفين، ونتيجة إخلاصه وتفانيه في أداء واجبه كمصور محترف، تعرض أخيرا لحادث سقوط من على سلم أثناء تصويره لأحد المشاهد من مسلسل «ملامح بشر» للثنائي المتميز والمبدع أحمد الفردان ومحمد القفاص والمقرر عرضه خلال شهر رمضان المقبل.

في «ألوان الوسط» اليوم نلتقيه لنتوقف معه عند أكثر من محطة لنلقي الضوء على جندي مجهول آخر في ميدان العمل الدرامي، فكان الحوار الآتي:

حدثنا عن بدايتك مع التصوير التلفزيوني...

- بدايتي كانت مع التلفزيون في العام 1976 في قسم التصوير، أي منذ 33 عاما وحتى الآن... أنا خريج هندسة تكييف وتبريد، خلال تلك الفترة كنت ومجموعة من الرفاق قد قدمنا أوراقنا للعمل في شركة بابكو، ولكننا سمعنا بأن وزارة الإعلام تطلب فنيين، فتوجهنا إلى هناك للعمل، المسئولون هناك اقترحوا علي العمل في قسم التصوير، ومن ثم سأنقل لقسم التبريد والتكييف، ولكنني عشقت العمل مع الكاميرا فواصلت في هذا المجال.

لم يدرس التصوير

رغم احترافيتك في التصوير، إلا أنك لم تدرسه؟

- لا لم أدرس التصوير، وإنما في بداية عملنا في قسم التصوير في وزارة الإعلام كانت هناك كورسات (دورات) تابعة لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، علمونا فيها التقنيات البسيطة عن التصوير، طبعا كل ذلك على الكاميرات القديمة.

وكيف يبدع الفردان في الأعمال التي يصورها؟

- إن أحببت الكاميرا، أحبتك... وإن اشتغلت بها صح جعلتك متميزا... بعملك مع مخرجين كبار فإنك تأخذ منهم الدروس حتى في فن التصوير، وإن تعلمتها تستطيع أن تبدع.

بدايته كانت بـ«سبع صنايع»

هذه كانت بدايتك في التلفزيون، ماذا عن بدايتك في تصوير الأعمال الدرامية؟

- أول عمل درامي صورته كان المسلسل التلفزيوني «سبع صنايع» مع المخرج المصري الكبير إبراهيم الشقنقيري، كانت هذه هي بداية قدوم الفن المصري لمنطقة الخليج... ثم بعد ذلك عملت مع المخرجين عبدالحسين كرم وعبدالله المعاودة في تصوير أعمال درامية لاحقة.... طبعا كل هذه الأعمال كانت داخل أستوديو.

وما هي أنواع الكاميرات التي تستخدمها؟!

- في السابق استخدمنا الكثير من الكاميرات، ولكننا اليوم نستخدم «الديجيتل بي تي كام»، وهي الكاميرات التلفزيونية.

بين «أبوالمصورين» و «شيبة المصورين»

أنت مدرسة في التصوير، والدليل على ذلك فإن غالبية المصورين التلفزيونيين وحتى الفوتوغرافيين يلقبونك بـ «أبوالمصورين»، فما رأيك في ذلك؟

- هذا تاج على رأسي... ولكنني أخبرهم جميعا عندما ألتقيهم بأنني «شيبة المصورين»... فالمصورون الفوتوغرافيون في البحرين كلهم أصدقائي، ودائما ما يكون هناك تعاون فيما بيننا، فعندما نلتقي في أي محفل للتصوير فإننا نتعاون في اختيار الزاوية الخاصة والمتميزة، وهذا ما يجعل تنافسنا جميعا لتقديم الأفضل تنافسا شريفا... حتى أنني دائما ما أقول لهم عندما ألتقيهم «ارحموني أنا كبيركم».

أما في التصوير الدرامي فهذا شغله غير، ويعتمد على شغل كل شخص، ومع هذا فإن المصورين كلهم أصدقائي وزملائي وهم أعزاء على قلبي، هم يلجأون لي لطلب العون أو للاستشارات الفنية، ونحن بذلك متعاونون.

لا أحب مزاحمة أحد

بما أنك مدرسة، لماذا لم نر لك مؤسسة تصوير خاصة؟

- ليست لدي مؤسسة خاصة، ولا أحب أن تكون لي، أحب التعاون مع الجميع من دون استثناء. كما أن المؤسسات الخاصة بالتصوير كثيرة في البحرين... لا أحب أن أزاحم الآخرين في كسب أرزاقهم، وأحب أن أقدم خدمات للجميع... الحمد لله أنا صاحب وظيفة مستقرة، وأنا قانع برزقي منها.

أخيرا تعرضت لحادث أثناء تصويرك لأحد الأعمال الدرامية، ترى كيف وقع الحادث؟

- الحادث أصابني أثناء عملي مع أخي وصديقي المخرج محمد القفاص، للعلم فأنا عملت معه في جل أعماله السابقة... كان المشهد المطلوب للتصوير أن تأخذ اللقطة لكادر العمل من فوق سلم، وهذه ليست المرة الأولى التي نصور فيها من فوق سلالم، ولكن المشهد كان به جدار متأثر بشعاع النور، فطلبت منهم أن يكسروا النور، فأتوا بقطعة قماش لكسره، وقبل التصوير طلب مني القفاص أن أتفقد المشهد، وأثناء ركوبي انفتح السلم وسقطت بظهري على الأرض، فتأثرت نتيجة لهذا السقوط فقرات من الظهر، إضافة إلى نهاية الجذع.

كسر في الفقرة الثالثة

ما عليك شر إنشاء الله... وكيف هي صحتك الآن؟

- الحمد لله آلام الظهر خفت، ولكن الكسر أو الشرخ في الفقرة الثالثة من الظهر أثر على رجلي اليمنى بحيث أن حركتي باتت بطيئة. كما أنني بت أقاسي الآلام كثيرا، ولا استطيع النوم، إلا بالحبوب المنومة. الطبيب طمأنني على صحتي وطلب مني أن ألزم الراحة بالنوم على ظهري، كما أنه ألزمني بضرورة شد الظهر بحزام «جبسي» إذا أردت الجلوس. كما أخبرني بأنه إن لم تتحسن حالتي فإنه سيضطر لإجراء عملية جراحية، سيزيل فيها الفقرة الثالثة.

الله يعطيك العافية وإن شاء الله ما تحتاج عملية... كم من الوقت ستغيب عن عملك وإبداعك؟

- أتمنى العودة لعملي اليوم قبل بكره، إذ يحزنني أن أفارق الشهر الفضيل من دون تقديم أي عمل... لا أعرف المدة التي سيستغرقها العلاج، ولكنني أعرف بأنني لن أستطيع مواصلة تصوير مسلسل «ملامح بشر». كما يحزنني كثيرا أن عدم قدرتي على العمل تأثرت بها مصالح الناس، ولكن لله الحمد هذا العمل لم يتوقف فقد استطاعوا الاستعانة في الأيام العشرة الأولى بمصور من دولة الكويت نادر الحداد وهو أخ وعزيز، ومن ثم مصور من الأردن وهو فضل عثمان وآخر من سورية وهم جميعا ممتازون.

القفاص والفردان وحتى المنتج ممدوح الصالح لم يقصروا في تقديم المساعدة لي، بل هم يستغلون فترة الاستراحة البسيطة التي يأخذونها للسؤال عني، فبدلا من أن يستغلوها في أكل أو شرب ما يسد جوعهم وعطشهم، هم يأتون لمنزلي للسؤال عني.

وعندما أسألهم عن المشاهد التي يصورونها يحززني أنني فارقتهم.

حزين لفراق «ملامح بشر»

ترى لماذا؟!

- طبعا، وبما أننا نعمل كفريق واحد فأنني قرأت النص بكامله، وهناك مشاهد كثيرة أعجبتني وجهزت مخيلتي لتصويرها، ولكنني الآن لا استطيع ولكني أتمنى العودة لتصويرها فهي مشاهد جدا رائعة بها أفكار مختلفة عما تعودنا على رؤيته في الأعمال الدرامية.

هل معنى هذا بأنك مؤمن بمقولتك «المصورون عيون المخرجين»؟

أكيد، فلو لم أكن مؤمنا بها لما قلتها... فعندما تنطفئ عيون المخرج ويروح يركب له نظارات أخرى، فإنه لا يستطيع أن يرى بها ما كان يراه سابقا.

بعد الحادث ماذا حدث للفردان؟

- كثيرون اتصلوا وجاءوا للاطمئنان على صحتي وعرضوا علي المساعدة، ولا أنسى دون شك الأخوة أحمد الفردان ومحمد القفاص وممدوح الصالح الذين لم يتركونني بل أوصلوني للمستشفى وتابعوا صحتي، وهم مازالوا يأتون للسؤال عني وتفقد أحوالي، كذلك لن أنسى وزير الإعلام جهاد بوكمال، ورئيس الهيئة أحمد نجم ومدير الإذاعة والتلفزيون حسن عبدالكريم، ورئيسة التلفزيون فوزية... كما أنني لا أستطيع أن أنسى وزير البلديات منصور بن رجب الذي عرض علي تحمل مصاريف علاجي، وكذلك محافظ المحرق سلمان بن عيسى بن هندي. هذا بالإضافة إلى الفنانين المسرحيين، وهم دائما يعرضون المساعدة، كذلك تلقيت العديد من الاتصالات من مخرجين وفنانين وفنيين من الكويت وقطر والسعودية والإمارات... ولساني عاجز عن شكرهم جميعا.

لا أتمنى العمل مع المقلة

مع من المخرجين يتمنى الفردان العمل؟

- أنا عملت مع الكثير من المخرجين، من بينهم بسام الذوادي، ومحمد دحام من الكويت، ومحمد سلمان من البحرين، كذلك محمد القفاص، كما عملت مع فنانين كبار، وجميعهم استفدت من خبراتهم وأتمنى أن يكونوا هم أيضا استفادوا من خبرتي... مع هذا أنا أتمنى العمل مع المخرجين جمال الشوملي، ولكنني في الوقت ذاته لا أتمنى العمل مع أحمد يعقوب المقلة.

لماذا؟!

- المقلة والمصور الصديق والعزيز عبدالرحمن الملا هما ثنائي رائع «الله يديم الألفة فيما بينهما»، وأنا لا أتمنى العمل معه حتى لا أكون بديلا لزميلي وصديقي الملا.

أؤيد الشلالية «الفنية»

معنى كلامك أنك مع الشلالية في الوسط الفني؟

- أنا مع الشلالية الفنية وليس الشلالية وسط الفنانين، فإن كانت شلالية وسط الفنانين فإن ذلك سيحرم فنانين متميزين من الظهور، ولكني مع الشلالية الفنية بين المخرج والمصور والمؤلف والإضاءة، لأن العمل في فريق واحد بينه تواصل فكري وتفاهم في الرؤى هو ما سيخلق عملا مميزا.

في ختام لقائنا نتمنى الصحة والعافية لك يا بوأحمد، ونسألك ماذا تتمنى؟

- أتمنى العودة سريعا للعمل، حتى لا تتأثر مصالح الناس، وشكرا لكم في «الوسط» على هذا الاهتمام.

العدد 2129 - الجمعة 04 يوليو 2008م الموافق 29 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً