أكّد الفنان نور الشريف أنّ تسجيله لشخصية الرئيس مبارك في مسلسل إذاعي مكوّن من جزءين ليس نفاقا للرئيس مبارك وقال: لا أخشى أنْ أفقد جمهوري كما تردد وعلينا أن ننتظر حتى نستمع لأحداث المسلسل... قبل الحكم عليه... ما قصة هذا المسلسل... وما هي تفاصيله ولماذا اختير هذا التوقيت بالذات لإذاعته هذا ما طرحناه على نور الشريف:
يعتقد البعض أنّ هذا المسلسل سيتوقف عند مزايا النظام وإيجابيات الحكومة ولن يتعرّض لأي أخطاء... فما ردك؟
- هذا الكلام مجافٍ تماما للحقيقة فنحن لن نقدّم عملا الهدف منه النفاق السياسي أو الدعاية للنظام أو الحزب الوطني وإنما من أجل أنْ نقدم قيمة ونتعرّض لقضايا مهمة وشائكة وحوادث كانت تمثل تحديات كبرى للسيد الرئيس... ولذلك فالمسلسل يعد عملا توثيقيا.
ما الذي عطل تحويل الجزء الأوّل من المسلسل الإذاعي إلى مسلسل تلفزيوني كما كان مقررا له؟
- كانت هناك فكرة بذلك في عهد الوزير صفوت الشريف لكن غالبية الظن أنّ الرئيس مبارك هو الذي رفض وللحق فالجزء الأوّل كان له تأثيرغريب إذ حظي بنسبة استماع رهيبة وأعتقد أن هذا ما دفعنا لعمل جزء ثان منه.
إذا عرض عليك تجسيد شخصية الرئيس بالتليفزيون هل سيختلف الأمر معك؟
- لا أبدا... فمن خلال معايشتي لشخصية الرئيس في حوادث الجزءين الأوّل والثاني من المسلسل الإذاعي إلى جانب أنني التقيت بالرئيس مبارك نحو 4 مرات وأعرف روحه جيدا، أعتقد أنني الأقدر على تأدية دور الرئيس مبارك وإنْ كنت أتمنى أن أقوم بهذا الدور من خلال فيلم سينمائي؛ لأنّ السينما هي الذاكرة وليس التلفزيون.
موعد إذاعة المسلسل في شهر مايو/أيار الذي شهد غليانا في الشارع المصري... هل كان توقيتا مناسبا؟
- سأروي واقعة شخصية عشتها في أثناء الإضراب الأخير في السادس من إبريل/نيسان الماضي، حيث كنت أتجوّل بين القنوات الإخبارية العربية وغير العربية لأرصد ما حدث فاكتشفت أنّ هذه القنوات برهنت على أنّ الكثيرين من الشعب المصري لم يدخلوا طرفا في هذا الإضراب بل لم يكن لديهم أيّ علم به، وهناك من فوجئ بحدوثه.
هل هذا يعني أنك ضد الإضراب والمظاهرات؟
- أنا ضد ضرب المتظاهرين وكنتُ دوما أعلن رفضي التام لمحاولات ضرب أيمن نور مؤكّدا أنهم بهذا الأمر رفعوا من مكانة أيمن نور وجعلوها متساوية مع رأس الرئيس، وهذا أمر لا يجوز.
عصر التفتيت
هل تتصوّر أن الأجواء مهيأة لنجاح الجزء الثاني الذي يحمل عنوان «سنوات التحدّي» مثلما حدث في الجزء الأول الذي حمل عنوان «سيرة ومسيرة»؟!
لقد عرض الجزء الأوّل منذ نحو 9 أعوام؛ أي قبل أن نشهد زحف هذا العدد الهائل من الفضائيات والتي ساعدت بشكل كبير علي تفتيت الأسرة المصرية، فهذا يشاهد القنوات الرياضية وهذا يشاهد قنوات الأفلام والمسلسلات وآخر يتابع الأغاني، وهكذا فنحن نعيش عصر التفتيت والتسطيح ولم يقتصر الأمر على القنوات بل على الأفلام خصوصا التي تصدر لنا من أميركا، ولا يتضمن فيلم واحد من هذه الأفلام أية قيمة تذكر.
بعيدا عن الإذاعة ما تقييمك لتجربة التعاون مع جيل الشباب في فيلم «مسجون ترانزيت» وعلى رأسهم بطله أحمد عز؟
- أنا سعيد جدا بهذه التجربة وسعيد بالتعاون مع المخرجة الشابة ساندرا نشأت على رغم أنها تتعامل معنا بشكل فيه كثير من القسوة فأحيانا نصوّر نحو 20 ساعة في اليوم كما أنني سعيد بالتعاون مع أحمد عز فهو فنان موهوب ويطوّر من أدائه وغير هذا وذلك فهو ملتزم.
تردد أنك وافقت على الاشتراك في هذا الفيلم؛ لأن مؤلفه هو منتج مسلسلك «الدالي»؟
- الأمر ليس كذلك فعندما ذهبت لمكتب وائل وقرأت السيناريو وافقت على الفور، فالفيلم جيد ومكتوب بشكل رائع ولم تكن هناك مقايضة من أي نوع.
ماذا عن المشكلات التي تناولتها بعض الصحف بينك وبين فريق عمل هذا الفيلم ممن اتهمتهم بعدم الالتزام؟
- أنا مندهش كيف تصل هذه الأخبار للصحف فوارد جدا أنْ أنسحب من التصوير في يوم؛ لأنني مرهق أو هناك مشكلة ما، تؤرقني، لكن تضخمها بهذا الشكل غير معقول ومرفوض.
لماذا انفض كبار النجوم عن التعامل مع قطاعات الإنتاج الحكومي؟
- لست بعيدا عن التعامل مع القطاعات الإنتاجية الحكومية فمسلسل «حضرة المتهم أبي» الذي عرض منذ عامين كان من إنتاج مدينة الإنتاج، ومسلسل «الدالي» هو وحده الذي يحمل صبغة الإنتاج الخاص، فأين المشكلة؟
المشكلة في أجوركم الباهظة التي ترهق المنتج وتستولي على موازنة العمل؟
- هذا أمر طبيعي فالمسألة عرض وطلب، والنجم الذي يحصل على أجر باهظ يوم أنْ يسقط لن تجد منتجا يهاتفه ويطلبه.
مصطلحات الرأس مالية
ولكنك بهذا ترسّخ لمبدأ الرأس مالية الذي تعاديه على طول الخط؟
- في الفن لا مفرّ من استعارة مصطلحات الرأس مالية، حيث سيطرت شركات الدعاية على الأعمال الفنية وأذكر أنه في مسلسل «العطار والسبع بنات» استخدمنا الشركة المنتجة في الترويج لإحدى الوكالات الإعلانية!
ألا تريد الاقتناع، وأنت المنتج أيضا، بأن أجر النجم يلتهم موازنة العمل؟
- قد يؤثر فعلا في حالة ما، إذا كانت الشركة الإنتاجية بخيلة وغير عادلة، ولكنني أعترض على التقاليد المتبعة في تحديد أجور الفنانين، فعلى سبيل المثال لائحة الأجور بالتلفزيون تحدد أجرا معينا للفنان في الحلقة وفقا لتصنيف ما، ومع فتح الباب للمنتج المشارك الذي يسعي للتوفير نراه يبحث عن الممثل الأقل في التصنيف لإعطائه أجرا أقل فأدى هذا إلى جلوس عدد كبير من الفنانين في بيوتهم.
وما الحل في رأيك؟
- هناك عرف يتم تطبيقه في أوروبا وأميركا، وهو أنْ يتعامل الفنان بالسطر وأحيانا بالكلمة وليس بالحلقة كما هو الحال عندنا.
العدد 2129 - الجمعة 04 يوليو 2008م الموافق 29 جمادى الآخرة 1429هـ