كثُرت خلال الفترة الحالية حالات الإصابة بالنزلات المعوية التي تتراوح أعراضها بين ارتفاع درجة الحرارة والتقيؤ أو الإسهال وخاصة بين الأطفال، ولوحظ زيادة الحالات المترددة على المستشفيات العامة والخاصة من جراء ذلك فيما كانت بعض الحالات تعاني من أحد هذه الأعراض فقط.
من جهتها عزت رئيسة مكافحة الأمراض في إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة منى الموسوي هذه الحالات إلى سببين رئيسيين الأول تلوث الطعام والشراب بالبكتيريا بما فيه الطعام المحضر في المنزل إذا لم يُغسل أو يُحفظ بطريقة صحيحة والسبب الثاني يكمن في عودة الناس من السفر محملين بميكروبات وانتقال العدوى إلى الآخرين.
وأشارت إلى أن الحالات المرضية المبلغ عنها تختلف من موسم إلى آخر فأمراض الصيف تختلف عن أمراض الشتاء.
ولفتت إلى أن ارتفاع حرارة الجو صيفا يؤدي إلى سرعة تلوث الطعام بالبكتيريا حتى الأطعمة المحضرة في المنزل إذا لم تُحفظ بطريقة صحيحة، وأشارت إلى أن المشكلة لا تتعلق بالطعام فقط ولكن بالشراب أيضا.
وأوضحت الموسوي «الصيف له أمراضه وتكثر فيه الإصابة بارتفاع درجة الحرارة والإسهال أو القيء وغيرها من الأعراض، كما أن تأثير ارتفاع درجة حرارة الجو على الفيروسات والبكتيريا في الصيف أكثر من الشتاء، بالنسبة للطعام غير المعلب يكون عرضة لتكاثر البكتيريا صيفا ويجب التأكد من تاريخ صلاحية الطعام المعلب المخزن داخل المنزل قبل استعماله والتأكد من سلامته وليس التأكد قبل شرائه فقط، وخطورة تلوث الطعام غير المعلب تفوق الطعام المعلب، وبالنسبة للمشروبات المعلبة عليها تاريخ صلاحية ولكن تعرضها للحرارة يؤثر على صلاحيتها لذا ننصح بتخزينها في الثلاجة أو في مكان معتدل البرودة، كما أن المشروبات المثلجة والمعروضة غير المعلبة تكون أيضا عرضة للتلوث وتكاثر البكتيريا».
وواصلت رئيسة قسم مكافحة الأمراض «لابد من اتباع القواعد الصحية العامة والأساسية والتي تبدو للبعض بسيطة إلا أنها هامة جدا مثل غسل الخضراوات جيدا بطريقة صحيحة وليس صب الماء فقط وذلك مهم لمنع انتقال الأمراض، بالإضافة إلى غسل اليدين جيدا قبل الأكل وبعد الخروج من الحمام».
وبسؤالها عن كيف يفرق الطبيب بين الحالات الواردة بسبب أمراض الصيف وحالات انفلونزا الخنازير A H1N1 أجابت الموسوي «بإمكان الطبيب التوقع بحسب عمر الشخص والموسم صيفا أو شتاء والحالة الصحية للمريض وذلك يعتمد على الفحص الإكلينيكي وأخذ التاريخ المرضي للمريض ونتائج الفحوصات المخبرية المجراة له، التاريخ المرضي هو الأساس ومُساعدة المريض على إعطاء المعلومات وهو ما يُساعد الطبيب على التشخيص».
واستطردت «الأمراض الفيروسية لا فحوصات مخبرية لها ولكن يعرفها الطبيب بالفحص الإكلينيكي وأخذ التاريخ المرضي وأمور أخرى عديدة، أما الأمراض البكتيرية فهناك الفحوصات المخبرية التي تُساعد على التشخيص بالإضافة إلى التاريخ المرضي والفحص الإكلينيكي».
وتابعت «تتمثل الأعراض في آلام البطن وارتفاع درجة الحرارة والقيء أو الإسهال وغيرها، وقد يكون لدى المريض بعض هذه الأعراض أو كلها أحيانا يصاب الفرد بارتفاع درجة الحرارة فقط، بالنسبة للتيفوئيد قد تُصاحبه آلام في البطن أو إسهال أو إمساك وأحيانا ارتفاع في درجة الحرارة وأحيانا تكون الحالة مصاحبة لأعراض أخرى وليس جميعها».
وعن طرق تسجيل الحالات عموما ذكرت رئيسة مكافحة الأمراض «الحالات الشديدة يتم الإبلاغ عنها ما عدا الحالات البسيطة مثل الزكام وأعراض البرد العادية لا يتم الإبلاغ عنها، وهناك قائمة أسبوعية يُبلغ عنها من خلال نظام التبليغ الأسبوعي ولدينا أيضا نظام التبليغ الفوري أو اليومي وذلك لحالات التهاب السحائي مثلا وغيره من الأمراض وذلك بحسب نظام التبليغ العالمي الذي يضم قائمة تضم أكثر من خمسين مرضا ويتم خلاله تصنيف الأمراض إلى أمراض تبلغ بشكل فوري وأمراض تُبلغ بشكل أسبوعي وهذا النظام موجود في البحرين منذ سنوات عديدة».
وبينت الموسوي «في الصيف يكثر الإبلاغ عن حالات التسمم وفي الشتاء عن الانفلونزا وفي نهاية الصيف يكثر الإبلاغ عن حالات التهاب الكبد الوبائي (أ)، بالنسبة للالتهاب السحائي المكوري لم تسجل البحرين ولا حالة إصابة به منذ العام 2001 فيما سجلت حالات قليلة للالتهاب السحائي الفيروسي».
أما فيما يتعلق بالإصابات بالانفلونزا الموسمية لهذا العام أوضحت «الانفلونزا الموسمية تزداد كل عام في فترة نهاية الصيف وعودة المسافرين القادمين من دول باردة فيعودون وهو مصابون بالانفلونزا الموسمية، بعض الدول يكون لديهم الآن بداية فصل الشتاء وفي البحرين تزيد الحالات المسجلة بالانفلونزا الموسمية في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول ومطلع نوفمبر/ تشرين الثاني كل عام».
العدد 2540 - الأربعاء 19 أغسطس 2009م الموافق 27 شعبان 1430هـ