أكد رئيس الإتحاد السوفياتي السابق، ميخائيل غورباتشوف، أن الأزمة المالية العالمية الراهنة «كانت متوقعة وممكن التنبؤ بها تماما؛ بل هي مجرد جانب من أزمة أوسع في أنظمة التنمية الموجودة».
كما أكد غوباتشوف الحائز على جائز نوبل للسلام في 1990 في حديثه مع «آي بي إس»، أن «ثمة عدة أزمات مرتبطة تظهر على السطح وبسرعة، ألا وهي أزمات الطاقة، المياه، الأغذية، السكان، التغيير المناخي ودمار البيئة». وشدد على ضروروة ألا تحيد الأزمة الحالية انتباه وسائل الإعلام تجاه قضية التغيير المناخي.
وشرح أن فكرة النمو بلا حدود قد برهنت على أنها وهمية، لأن موارد الأرض محدودة وتوشك على النفاذ. «هناك أسلوبان لمواجهة القضية: إما عدم ذكر الحقيقة وإرجاء قرارات غير شعبية، وإما البدء في قول الحقيقة للأهالي والعمل سويا من أجل التغيير قبل أن يفوت الآوان».
وأضاف غورباتشوف «من الصعب التحدث عن الإيكولوجية في هذا المشهد الراهن المثير للقلق، لكنه يجب أن نتحدث إلى الناس، لأن هذا الزلزال (المالي العالمي) لن يمر، ولابد أن يندمج المجتمع في عملية حله».
وبالتحديد، قال، إن هذا يتطلب «مستويات أعلى من الإستقلال والديمقراطية في صلب وسائل الأعلام لدى شرحها للأحداث»... «بعض قطاعات الأعمال مستعدة للدفع (المال) لإخماد الحقيقة، ولذلك فقد حان الوقت لـ «غلاسنوت» (انفتاح) عالمي»... «فمن دون إعلام سليم، لا يوجد وعي إجتماعي، ويصبح من الصعوبة بمكان إيجاد الحلول للأزمات التي تهدد العالم».
وهذا وطُرحت هذه القضية أثناء الإجتماع الدولي الذي نظمه «المنتدى السياسي العالمي» --الذي أسسه غورباتشوف لمتابعة مسارات العولمة الرئيسية، بالتعاون مع سلطات محافظة البندقية الإيطالية في منتصف الشهر، وشارك فيه خبراء وإعلامييون من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة دور وسائل الإعلام.
وحث إجتماع البندقية وسائل الإعلام الدولية على النهوض بمستوي تفهم الرأي العام لتداعيات التغيير المناخي، وقال غورباتشوف: «الوقت ينفذ... والشفافية هي أكثر الوسائل فعالية لمعالجة المشكلات البيئية العاجلة التي يواجهها عالمنا، وللإعلام دور حيوي في هذا».
وشدد البيان الختامي لإجتماع البندقية على أن «مهمة الصحافة في هذا النقاش بشأن التغيير المناخي هي استخلاص الوقائع وشرحها»
العدد 2543 - السبت 22 أغسطس 2009م الموافق 01 رمضان 1430هـ
