العدد 2545 - الإثنين 24 أغسطس 2009م الموافق 03 رمضان 1430هـ

«بيئيو المعامير»: انبعاث الغازات حادثة نشهدها باستمرار والمصدر ليس مجهولا

قال الناشط البيئي وعضو لجنة «بيئيو المعامير» جاسم حسين: «إن انبعاث الغازات من المصانع في سترة والمعامير هو أمر يشهده الأهالي بصفة دورية، إذ إنه بات أمر روتيني وخصوصا مع تكرر هذه الظاهرة أكثر من مرة».

وأضاف حسين أن «انبعاث الغازات ليس بالأمر الجديد فنحن نشهده في الأسبوع مرة أو مرتين وأحيانا يكون أكثر من مرة، لذلك أصبحت هذه الغازات جزءا من حياتنا اليومية».

ولفت حسين إلى أن المصانع التي تنبعث منها الغازات ليست مجهولة المصدر، إذ إن الأهالي على علم بهذه المصانع وخصوصا أن الحادثة تكررت أكثر من مرة، وفي كل مرة يكون المصنع ذاته هو السبب في انبعاث هذه الغازات. ونوه حسين إلى أن الأهالي تحركوا أكثر من مرة وآخر تحركاتهم كانت عبارة عن لقاء مع مسئولين في الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية، إلا أنه لم يتم الحصول على رد ما عدا أن رئيس الهيئة العامة أعلن مسبقا أن هناك 52 مدخنة تلوث سماء المعامير، مبينا أن الهيئة العامة لديها علم بالمصدر الملوث لسماء المعامير.

وعن تأثيرات الغازات التي تنبعث بشكل دوري، أشار حسين إلى أن هذه الغازات أصبحت تلوث المنطقة وبدأ تأثيرها تتجلى ملامحه على تربة المعامير وضواحيها والأماكن المجاورة، مبينا أن تربة هذه الأراضي كانت خصبة وصالحة للزراعة، إلا أنه الآن أصبحت غير صالحة للزراعة، إلى جانب أنها بدأت تؤثر على نمو النباتات.

وذكر حسين أن هذه الغازات تؤثر على صحة الأهالي، وخصوصا أن لها أضرارا على صحة الإنسان، منوها إلى نسبة المصابين بالأمراض السرطانية بالمنطقة في تزايد مستمر، إلى جانب أن بعض الأهالي مصابون بالربو وتسلخات جلدية وحساسية العين والأنف.

وأكد حسين أن مطلب الأهالي الوحيد هو إلزام الشركات الكبرى والصغيرة بالمعايير مع مراقبة مدى التزامها بالمعايير والقوانين والتشريعات، إذ إن مطلب الأهالي العيش في هواء نقي.إلى ذلك قال الناشط البيئي غازي المرباطي: «إن من الملاحظ تزايد انبعاث الغازات السامة في محيط مدينة سترة والتي تتمثل في الغازات الدفيئة والتي تكون صادرة من المصانع ولاسيما منطقة المعامير والتي تعاني منذ عقود من الزمن من شدة انبعاثات الغازية السامة والتي كان المراقبون البيئيون يأملون بتنفيذ توجيه نائب سمو رئيس الوزراء حول تفعيل الاستراتيجية المعنية بالشأن البيئي والتي وجهت للحكومة مؤخرا بضرورة رسم استراتيجية هذه الآلية».

ونوه المرباطي إلى أن أغلب الغازات التي تنبعث في الجو المحيط بالمعامير هي الغازات الدفيئة والتي أكدت منظمة الصحة العالمية أن نسبة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي التابع لمملكة البحرين يفوق المعدلات الطبيعية، إذ أصبحت تضاهي الدول الصناعية الكبرى، مشيرا إلى أن المنشآت هي السبب في تزايد نسب الغازات السامة، بحيث أصبحت حصة المواطن البحريني سنويا من تلك الغازات وبحسب مكتب الأمم المتحدة التابعة لمنظمة الصحة العالمية 21 طنا من الغازات السامة.

وأشار المرباطي إلى أن الكثير من الدراسات تؤكد أن الغازات الدفيئة والتي تنبعث من المصانع تؤثر على صحة الإنسان وتؤثر على تفكير الأطفال، فالدراسات تؤكد أن الغازات السامة تؤثر على نمو الأطفال، وأيضا على مستوى التركيز والانتباه لدى الطفل.

وعن تأثير هذه الغازات على البيئة أكد المرباطي أن الغازات تؤدي إلى تلوث الهواء، إلى جانب أنها تؤدي إلى تلون السماء باللون الأصفر ليتدرج بعد ذلك إلى اللون البني، مبينا أن ذلك يدل على وجود كميات كبيرة من الملوثات على الطبقة الجوية، موضحا أن هذه الظاهرة يمكن رؤيتها بوضوح بالقرب من المنشآت الصناعية وخصوصا في شرق محافظة المحرق وفي مدينة سترة والمعامير والمناطق المجاورة لها.

ولفت إلى أن هناك تزايدا في انبعاث الغازات، لافتا إلى أن السبب يعود إلى افتقار الدول إلى وسائل المراقبة، إلى جانب افتقارها إلى التشريعات والمعايير اللازمة التي تلزم صاحب المنشأة عدم التعدي على القوانين.

وذكر أنه ليس المستغرب أن تزداد نسبة انبعاث الغازات خلال هذه الفترة وخصوصا مع ارتفاع درجة الحرارة وركود تحرك الرياح وخصوصا أن الرياح جنوبية حاليا، لافتا إلى أن الرياح الجنوبية غالبا ما تحمل معها الأدخنة السامة التي تشير إلى المنشآت الصناعية الواقعة في مدينة سترة والمعامير والمناطق المجاورة، ما أدى إلى انبعاث الغازات في هذه المناطق فوق المعدل الطبيعي.

كما قال المرباطي: «لابد من وضع حلول جذرية لهذا التداخل بين المنشآت الصناعية الكبيرة والصغيرة والتجمعات السكانية، على أن يتم الاهتمام بالتنمية البشرية، وخصوصا أن هناك اهتماما بالمشاريع الاستثمارية أكثر من التنمية البشرية».

ويشار إلى أن عددا من أهالي المعامير شكوا مسبقا انبعاث الغازات السامة من المصانع والمعامل، مؤكدين أن نسبة الانبعاثات الغازية تزداد في الفترة المسائية وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي بشكل يومي، إلا أنه خلال اليومين الماضيين زادت كمية الغازات المنبعثة في الجو.

العدد 2545 - الإثنين 24 أغسطس 2009م الموافق 03 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • شخابيط | 9:59 ص

      نعم المصدر ليس مجهولا

      والله حرام ريحة المعامير فضيعة لا تطاق بالمره مساكين اهالي المعامير ليش محرومين من تنفس الهواء النقي مصدر التلوث معروف ليش السكوت والتغاضي عنه الى الان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 1 | 8:22 ص

      الدليل الساطع

      هذا ان دل على شيئ فانما يدل على عدم الايمان بوجود كيان الدولة، فكيف للحكومة السكوت على شركات تقتل الحرث و النسل و الارض و البحر و السماء!!!؟ نصيحتي الى اهالي المعامير و مناطق سترة هي التخلي عن منازلهم و سكناهم و المطالبة بتحويل المنطقتين الى صناعي عوضا عن سكني، بذلك سيتمكنون من بيعها بمبالغ مجزية و الانتقال بعدها الى مناطق طبيعية، بعيدا عن التلوث و تجاهل الدولة.

    • ام ايرار | 3:57 ص

      الى متى؟

      أمراض خطيرة وقاتلة انتشرت .. واحنا ساكتين
      تشوهات في الاجنة واعاقات في المواليد .. واحنا ساكتين
      حالات عقم منتشرة .. واحنا ساكتين
      بس الى متى؟
      حرام عليكم .. هذا القتل البطئ!

اقرأ ايضاً