نقلت صحيفة «عكاظ» السعودية الصادرة أمس (الأربعاء) عن مصادر أمنية سعودية موثوقة قولها إن الأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية قدمت معلومات أمنية مهمة لنظيرتها الكويتية أسهمت في تفكيك خلية إرهابية كشفت عنها السلطات هناك يوم الحادي عشر من أغسطس/ آب الجاري، فيما مررت المملكة العربية السعودية معلومات مماثلة للسلطات البحرينية المختصة في إطار تعاون المملكة الأمني الوثيق مع الأشقاء والأصدقاء في مكافحة الإرهاب.

ونشرت الصحيفة تفاصيل جديدة ومهمة في حادثة تفكيك أجهزة الأمن شبكة الـ 44 مطلوبا أمنيا، جاء فيه: «علمت (عكاظ) أن أعضاء الشبكة يعتبرون من مؤسسي العمل الإرهابي في المملكة العربية السعودية، وقابلوا زعيم تنظيم القاعدة في أفغانستان أسامة بن لادن ومساعده أيمن الظواهري، كما قابلوا من قتلوا من رؤوس التنظيم في السعودية قبل سقوطهم في مواجهات، مثل: عبد العزيز المقرن، تركي الدنددني، يوسف العييري، واليمني خالد حاج، ما يعني أنهم كانوا يعملون ويتحركون منذ ما يزيد على سبعة أعوام». ومن أبرز المعلومات الجديدة أيضا، أن أعضاء الشبكة يضمون 20 ـ30 من حملة درجة الدكتوراه من بينهم أساتذة جامعيون في تخصصات علمية مثل الهندسة الإلكترونية والكهربائية والحاسب الآلي، وتخصصات شرعية مثل أصول الدين والفقه المقارن، كما أن من بين الموقوفين الـ 44 مقيم يحمل الجنسية المصرية على صلة بالرجل الثاني في تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري.

تشفير تقني

وأضافت الصحيفة: «وبحسب المصادر، فإن التأهيل العلمي العالي في التخصصات التقنية لعدد غير قليل من الموقوفين، مكن الشبكة من تصنيع دوائر كهربائية متقدمة جدا تستخدم في التفجير عن بعد من خلال الاتصال من هواتف ثابتة أو محمولة ومن أي مكان في العالم، لمجرد أن يتصل المنفذ على الدائرة الإلكترونية المزودة بشريحة اتصال لتتم عملية التفجير في الحال دون الحاجة إلى الاعتماد على أشخاص انتحاريين، ما يدل أن تغييرا في تكتيك واستراتيجية (القاعدة) في بلوغ أهدافها الإجرامية».

وقالت «عكاظ»، من اللافت بحسب معلومات توافرت لديها «وجود نظام تشفير للاتصال بتلك الدوائر بحيث أنها لا تتفاعل مع أي اتصال هاتفي تتلقاه إلا بأرقام محددة للشخص الذي سينفذ عملية التفجير تلك، وتم تشفير الدائرة وفقا لذلك ما يعني وجود عناصر متخصصة ذات قدرة عالية ومحترفة في تصنيع الدوائر الإلكترونية».

نقلة نوعية

واستطردت الصحيفة قائلة: «يعكس وجود الدوائر الإلكترونية بكميات كبيرة ولأول مرة ضمن المضبوطات، رغبة التنظيم الإرهابي في إحداث نقلة نوعية في تحركه على الأرض عملياتيا لضمان بلوغ الهدف ودقة تحقيقه من خلال زرع عبوة ناسفة في المكان أو الموقع أو الطريق المستهدف حتى تتحقق الغاية، ولضمان سرية واطمئنان المنفذ على إنجاز المهمة، بدلا من الاعتماد على شاب انتحاري ينفذ عمليته الإرهابية بارتجال أو ربما يتردد أو يرتبك في لحظاته الأخيرة. كما أن التغير العملياتي للقاعدة على الأرض يعكس تركيزها على تنفيذ العمليات النوعية التي تخطط لتنفيذها باستهداف شخصيات بارزة وعلماء ورجال أمن وغيرهم بواسطة تفجير العبوات الناسفة عن بعد من خلال زرعها في مبان أو طرق أو شوارع اعتاد من يسلكها من تلك الشخصيات حتى لو تطلب التنفيذ وقتا، لكن المهم تحقيق الهدف وهي حالات قد تكون مشابهة لما يحدث في العراق من خلال تفجير المدرعات وناقلات الجند لدى عبورها طرقا معينة.

ويقول مراقبون، إن التفجير عن بعد يضمن للمنفذ السلامة بعكس العمليات الانتحارية التي ينفذها شباب غرر بهم تذهب بأرواحهم، كما أنه يجسد قلة الانتحاريين في التنظيم الإرهابي وعدم رغبة بعض المغرر بهم تنفيذ مثل هكذا عمليات».

أراض ومزارع

وذكرت الصحيفة أنها حصلت على معلومات كشفت «أن الموقوفين يضمون تجارا ورجال أعمال محليين، استخدموا أموالهم لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية التي جهزوا لها منذ فترة من خلال توظيف ممتلكاتهم التي تتمثل في عقارات ومزارع لتمويل تلك المخططات إلى جانب استغلال بعضهم العمل الخيري من خلال جمع التبرعات.

ولم يكن أمرا سهلا على سلطات الأمن التي كانت تتبع عناصر تلك الشبكة منذ أكثر من عام لمبالغتهم في التخفي والتستر على اعتبار أن مثل هذه العناصر المهمة من معتنقي الفكر الضال يتطلب القبض عليها توافر دليل قاطع وهو ما تحقق في الوقت الذي استغربت فيه مصادر عن عدم تداول بعض المواقع الإلكترونية، وخصوصا المتطرفة منها لأنباء القبض على عدد منهم رغم مضي أشهر على اعتقالهم».