احتفلت معظم دول العالم أمس (الجمعة) بعيد الأم (عيد الأسرة). إلا أن هذه المناسبة لها طابعٌ خاصٌّ لدى الشعب البحريني الذي يعتبره أحد الأعياد المهمة لديه، ولعلَّ أهم ما يميِّز هذه المناسبة من غيرها هي الطقوس التي نحتفل بها. ففي الصباح وداخل المدارس تقام الحفلات وتَستقبل المدرِّسات الهدايا من تلاميذهن، وفي المساء يتحوَّل بيت العائلة لمزارٍ لكل الأسرة، والكل يحمل الهدايا للأم أو الجدة، والتي تبدأ من وردة، وقد تنتهي بطقم ذهب، إلا أن الذهب مازال يحتل المرتبة الأولى في نوعية الهدايا.
وعن هدايا عيد الأسرة ولمن يقدمنها أجرت «ألوان الوسط» استطلاعا لمعرفة آراء الناس في هذا العيد، فكانت الإجابات الآتي:
فاطمة أحمد (أم لـ11 ابنا) تقول: «الحمدلله أبنائي لا يحتاجون إلى يوم واحد ليكونوا معي. فهم كل يوم في البيت وتجمعني بهم الوجبات الرئيسية على رغم استقلال كل منهم في بيته سواء كان زوجا أو زوجة، أما في يوم الأم فهم دائما يفاجئوني بهدية تشعرني بالسعادة. فبناتي يعملن (حَطِّيَّة) (يجمعون مبلغا من بعضهم) لشراء شيء مميز، وهن غالبا ما يشترين لي ذهبا أو جلابية أو زجاجة عطر أو تلفونا».
وعند سؤالها: هل تقتصر الهدايا عليك دون والدهم قالت: «لا. فهم لا يحبون أن يأخذ والدهم بخاطره، فهم أبناؤه كما هم أبنائي. لذلك يحصرون على أن تكون له هدية أيضا». وأضافت «ليس أبنائي فقط هم يقدمون لي الهدايا بل هناك زوجة ولدي الكبير التي تعودت منها أن تشتري هدية وتترك أبناءها يقدمونها لي».
أما هنادي (ابنة وأم) فتقول: «في عيد الأم أحب أن أهدي أمي وعمتي (أم زوجي) الهدية نفسها حتى لا يحس زوجي بأنني أفرق بينهما»، مشيرة إلى أن «على رغم اختلاف أذواقهن فإنها إن لم تجد شيئا يعجبهما معا تفضل شراء أشياء مختلفة ولكن بالقيمة المادية نفسها، حتى لا يكون هناك تمييز بين والدتي وعمتي».
فاضل عباس (34 عاما): «أنا لا أفكر في عيد الأم كيوم معين. فأنا أحب أن أكسب رضا والدتي في كل يوم. صحيح إني لا أهديها شيئا في عيد الأم (أي في 21 مارس/ آذار من كل عام)، إلا أني أحرص على أن تكون أول من يدعو لي في الصباح قبل ذهابي للعمل، إذ على رغم سكني في بيت مستقل، فإني بشكل يومي اشتري خبزا ساخنا ونخج (نخي). وأحرص أشد الحرص على أن أتناوله أنا وزوجتي وأبنائي معها، حتى نسعدها. فكم جميل عندما تقول لك: (روح يا ولدي الله يرضى عليك دنيا وآخرة)».
مريم علي (18 عاما): «في منزلنا لا نحتفل بعيد الأم، ولكننا لا نسمع عنه إلا في المدرسة، أو نراه في التلفزيون، وبما أن الفكرة جميلة، فإني منذ عدة أعوام أدخر مبلغا من مصروفي الشخصي وأحرص أن اشتري كل عام لوالدتي ووالدي هدية حتى إن كانت ليست بكبيرة في الحجم، ولكني أعلم أنها بالنسبة لهما شيء جميل ومفرح».
نهاد (30 عاما) تقول في هذه المناسبة: «ما يهمني في هذه المناسبة أن عندما أقدم لها شيئا أرى ابتسامتها، كما أني أحب أن أرى ابتسامة أبي، وزوجي أيضا عندما أقترح عليه أن نشتري هدية لأمه ويقدمها لها».
محمد عبدالله (35 عاما): «أحرص بشكل يومي على أن تكون والدتي راضية عني وعن زوجتي، إلا أن مسألة تقديم هدية خاصة لها في عيد الام لم تكن تشغلني، إلا أن بعد زواجي كانت زوجتي هي من تقدم الهدية لها من دون أن تخبرني، ولكن والدتي ولرضاها عنها كانت دائما تخبرني بما تقدمه زوجتي إليها، ومنذ عامين أصبحت أنا وهي نتشارك لتقديم هدية قيمة لها». وأضاف «ليس بالضرورة أن تقدم لها هدية في 21 مارس من كل عام، إذ إن لدينا العام كله لنسعدها، فعلى سبيل المثال أنا لم أهدها السنة الماضية في عيد الام شيئا غير كلمة طيبة، ولكنني أهديتها أغلى هدية بالنسبة لها، إذ ذهبت انا وهي إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، فقد كانت تحلم منذ مدة بأداء هذه الفريضة، ولم أكن أستطيع فعل ذلك إلا بمساعدة زوجتي».
ومن جانبه، قال نايف (12 عاما): «في بيتنا لا نحتفل بعيد الأم ولكنني أسمع من أصحابي وأراه في التلفزيون وأسمع به في المدرسة، إلا أنني لا أعتقد أننا بحاجة لهدية لنعبر لوالدتنا عن حبنا لها، ولكن في حال توافر لدينا المال فإني أستطيع شراء أي شيء لها حتى لو اكتفيت بوردة».
روز (صاحبة محل لبيع وتغليف الهداية) تقول: «صحيح أن هناك أناسا كثيرون يقبلون على تغليف هداياهم التي ينوون تقديمها بمناسبة عيد الأم، إلا أن الإقبال يكون أكثر في عيد الحب». وأشارت إلى أن الذهب والتلفونات هي أكثر الهدايا التي يتردد الأشخاص لتغليفها في هذه المناسبة.
العدد 2024 - الجمعة 21 مارس 2008م الموافق 13 ربيع الاول 1429هـ